الصيف لم يبدأ بعد

108

رغم انه ايلول في شهور السنة ،الا ان الصيف في الاردن لم يبدأ بعد في ظل الاوضاع الجيوسياسية المحيطة ، والاوضاع الداخلية التي تقف امام تحديات الوباء والاقتصاد والسياسة معا، خصوصا ان رزنامة الاستحقاقات قد تؤشر الى حل مجلس النواب الثامن عشر قبل نهاية ايلول ، واعادة تشكيل مجلس الاعيان ايضا ، اضافة الى تكليف حكومة تتشارك مع الهيئة المستقلة للانتخاب في انجاز انتخاب مجلس نواب جديد ، ويقدم رؤية وخطة عمل مختلفة في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية داخليا وخارجيا .

ومما تقدم يمكن القول ان الصيف الاردني لم يبدأ بعد ،خصوصا ان الحصاد سيعتمد على تقييم اداء الادوار والواجبات لمختلف المؤسسات والافراد ، في ظل ما واجهنا ونواجه من تحديات ، ويبدو لهيب الصيف في مواجهة مباشرة واشتباك مع التحدي الاقتصادي الذي تخلفه جائحة كورونا ، فالخسائر كبيرة على صعيد خزينة الدولة والافراد والاستثمار ، وتتسع فجوة الفقر مع البطالة نتيجة فقدان الالاف لوظائفهم في الخارج والداخل ، وزيادة الطلب على خدمات الصحة والتعليم الحكومي ، وتوقف عجلة الاستثمار الخارجي مع شح المساعدات والمنح التي اسهمت في سنوات سابقة في سد العجز المالي والاقتصادي.

ويبدو ان تحدي الاقتصاد سينعكس على خيارات انتاج السلطتين التنفيذية والتشريعية ، خصوصا وان هناك فجوة بين الشارع الاردني من جهة والحكومة والبرلمان من جهة اخرى ، فمجلس النواب الذي عطلت اعماله منذ اذار الماضي ابتعد عن الشارع والواقع ، وفقد ما بقي من ثقة شعبية امام تفرد الحكومة في ادارة المشهد دون رقيب على اداء متخبط في ادارة ازمة الكورونا ، التي نهشت جسد الطبقات المجتمعية الفقيرة والمتوسطة والغنية ، وغرقت في قرارات لم تساعدها هي نفسها ، ولم تخفف من وقع الجائحة على الناس ، مما اسهم في ازمات ارتدادية ، اعطت صورة وانطباعا انها هي الازمة .

الصيف الاردني الذي لم يبدا بعد سيخرج اسماء من مدارس سياسية واقتصادية تقليدية ، وسيستقطب الى الواجهة لاعبيين جددا في الساحة ، وسيبدو المشهد ما بعد كورونا ليس كما قبلها ، وهذا له ايجابيات عديدة ، وله ايضا سلبيات كثيرة ، امام التحديات التي لا تحتمل اي هامش زمني للتجربة والمغامرة ، وبالتالي سيختلف حتى الخطاب بين الشارع والسلطات التنفيذية والتشريعية ، وانا هنا اقرأ قادم الاشهر والايام مختلفا عن الاعتقاد السائد ان افراز الانتخابات النيابية سيأتي بأغلبية من الوجوه الجديدة ، بروئ مختلفة ، وهو بالضرورة ما سينعكس على الاداء الحكومي ايضا .

قد يحتاج اعادة انتاج المحلي جراحات ترتيب اولويات الدولة ومؤسساتها ، عبر برامج تدار بدراسات تعطي الخصوصية المجتمعية الاردنية، على اية حال الصيف سيبدأ في ايلول ولن ينتهي هذا العام 2020 الذي طالت ايامه .

مأمون المساد

اترك رد