بعد فقدان البوصلة .. الحكومة للمواطن: “دبر حالك”

122

الأردن اليوم – بعد الإعتراف بتقصيرها وفشلها وبعد أن أضاعت البوصلة في إدارة الجائحة نتيجة الإستهتار والتخبط في القرارات، الحكومة عبر وزرائها وفي أكثر من مناسبة تقول للمواطن وبلغة صريحة “دبر حالك”

مواطنون فقدوا الثقة التامة بالحكومة وقراراتها التي لم تثمر إلا الخسائر، قرروا أخذ قراراتهم بأنفسهم وبالطريقة التي يروها مناسبة، دون العودة لقرارات الحكومة المتخبطة.

لا ينكر أي مواطن أن الإجراءات الحكومية في بداية الجائحة كانت حازمة وحدت من انتشار المرض، ولكن بالمقارنة مع الوقت الحالي، مع تسجيل حالات محلية بأعداد كبيرة ووصل إلى 99 حالة في يوم خلال هذا الأسبوع كأكبر رقم يسجل في الأردن لم تقم الحكومة بفرض أي إجراء صارم وحازم، بل وعلى العكس ألغت الحظر الشامل يوم الجمعة بعد مطالبة القطاعين الصناعي والتجاري، وخبراء في الأوبئة.

وبالعودة إلى الماضي القريب في بداية الجائحة وتحديدا عند تسجيل 12 إصابة، فرضت الحكومة حظر التجول الشامل وقامت بحجز مئات السيارات وفرض غرامات على أي مواطن يخالف أوامر الحظر خوفا من انتشار المرض، مما يثير تساؤلات عديدة بكيفية تخطيط الحكومة في التعامل مع الجائحة.

في الأشهر الأخيرة، تحول عمل الحكومة الى استعراض عبر المؤتمرات الصحفية، وهذا ما أدى الى نفور المواطنين من تلك المؤتمرات، وعدم الاهتمام بها ، لأنها باتت مضيعة للوقت بحسب العديد من الخبراء والمواطنين.

وقبل أيام ظهر أحد الوزراء في مؤتمر صحفي حول آخر مستجدات كورونا وأخذ بالحديث بلغة انشائية مملة ، و كان مجرد تسجيل يردد أرقاما لا تسمن ولا تغني من جوع، وكرر الفعلة مرة أخرى

وخرج وزير الصحة اليوم ليقول للمواطن “احجر حالك ببيتك”

تصريح جابر أظهر ضعف الحكومة التي كانت تختبئ خلف الشاشات وتركت الحدود وموظفيها دون رقابة مما تسبب بالعودة إلى نقطة البداية في التعامل مع الجائحة، ومغزى هذه الرسالة أن الحكومة تخلت عن مسؤولية حماية صحة المواطن، وتركته لمواجهة مصيره وتحمل مسؤولية نفسه.

الأمر الذي أجبر عدد من المواطنين من التخلي عن قرارات الحكومة كالعودة للمدارس، فالبعض قرر الإمتناع عن إرسال أبنائه للدراسة بعد التخبط المستمر في قرارات الحكومة.

الوزير السابق الدكتور صبري الربيحات تحدث للأردن اليوم أن السياسات التي تتبعها الحكومة تقول على كل شخص  أن” يدبر نفسه” مما أجبره على تعطيل ابنه من المدرسة، بعد تسجيل عشرات الحالات بفيروس كورونا داخل المدارس وتعطيل عدد كبير منها لغاية اليوم.

حديث الوزراء والتخبط في القرارات يثير التساؤلات .. لماذا يتحمل المواطن أخطاء الحكومة؟ .. ولماذا لا ترحل الحكومة وتترك الرئاسة لمن يخاف على مصلحة الوطن؟ ومن يتحمل مسؤولية الإصابات في المدارس وانتشار الذعر والخوف بين الأهالي؟.

 

اترك رد