عقوبات الأمم المتحدة على إيران تدخل حيز التنفيذ مجددا

64

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السبت، أن عقوبات الأمم المتحدة على ايران “دخلت مجددا حيز التنفيذ”، محذرا من “عواقب” في حال فشلت الدول الأعضاء في المنظمة الأممية بتنفيذ هذه العقوبات.

ويأتي تصريح بومبيو رغم عزلة بلاده على هذا الصعيد، إذ أن قوى أخرى رئيسية بينها دول أوروبية حليفة لواشنطن تؤكد على عكس ذلك عدم إعادة فرض العقوبات وأن لا أثر قانونيا للإجراء الأميركي.

وأضاف بومبيو “اذا أخفقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في القيام بواجباتها بتنفيذ هذه العقوبات، فإن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام سلطاتنا الداخلية لفرض عواقب على هذه الإخفاقات وضمان أن لا تجني ايران مكاسب حظر الأمم المتحدة لهذا التحرك”.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ليل السبت الأحد، أن عزم الولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات الأممية على بلاده يشكل “إدعاء باطلا”.

وأكد مسؤولون أميركيون أن “كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران” ستعود سارية المفعول من منتصف ليل السبت الأحد.

وتستند واشنطن بذلك إلى آلية “سناب باك” بموجب الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني (“خطة العمل الشاملة المشتركة”) وقرار مجلس الأمن 2231، والتي تتيح لأي دولة موقعة على الاتفاق، إعادة تفعيل هذه العقوبات في حال إخلال طهران بالتزاماتها بموجب الاتفاق الموقع عام 2015.

لكن الخطوة الأميركية تقابل برفض دولي واسع خصوصا من الدول الأخرى الموقعة (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا وألمانيا)، على اعتبار أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق في العام 2018، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

وبعد ذلك بنحو عام، تراجعت طهران عن بعض الالتزامات الواردة في الاتفاق.

وقال ظريف في حديث إلى التلفزيون الرسمي الإيراني ليل السبت الأحد “يدّعي الأميركيون أنه عند الساعة 12.00 ت غ أو الثامنة مساء بتوقيت واشنطن، أي في غضون بضع ساعات، ستعود القرارات (العقوبات). لكنهم بأنفسهم يدركون أن هذا إدعاء باطل”.

وشدد ظريف على عدم وجود “شي اسمه ‘سناب باك‘. لا يوجد مسار تلقائي. لا يمكن لكل من اختلف مع والدته أن يقول إنه يريد أن يفعّل آلية ‘سناب باك‘”.

وتابع “الأميركيون يعرفون أن هذا الأمر لن يحصل. لذا لجأوا الى التنمر، وقالوا إنهم سيفرضون عقوبات على كل من يبيع إيران السلاح. هذا يظهر أن الأميركيين بأنفسهم لا يعتقدون أن القرارات ستعود”.

وتلقت الإدارة الأميركية في منتصف آب/أغسطس الماضي انتكاسة كبيرة في مجلس الأمن الدولي لدى محاولتها تمديد حظر الأسلحة على طهران الذي تنتهي مدّته في تشرين الأول/أكتوبر.

واتّهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فرنسا وبريطانيا وألمانيا، والتي غالبا ما كانت مواقفها متقاربة مع موقف واشنطن حيال طهران، بأنها “اختارت الانحياز إلى آيات الله” الإيرانيين، برفضها تمديد الحظر.

واعتبر ظريف أن “بومبيو يعتقد أن الأمر عبارة عن آلية بسيطة: نقوم بالإبلاغ، وتعود القرارات خلال شهر. الأمر ليس كذلك. هو لم يقرأ (قرار مجلس الأمن وآلية العمل المشتركة)، لكن استمع الى المقابلات فقط. هو الآن ربما ينتظر صدور ‘فيلم‘ خطة العمل الشاملة المشتركة ليعرف ما هو عليه. البعض لا يقرأ وينتظر صدور الفيلم”.

دور المجتمع الدولي

ورأى أن الكرة هي في ملعب “المجتمع الدولي” الذي يجدر به اتخاذ موقف مما تنوي واشنطن القيام به.

وقال “اعتاد الأميركيون على التنمر، لطالما استخدموا ذلك وقد يستخدمونه الآن أيضا. بالطبع على المجتمع الدولي بنفسه أن يقرر ما سيقوم به إزاء التنمر”، معتبرا أنه “للأسف، بسبب تأثير الولايات المتحدة في السوق المالية العالمية، تمكنت من تحقيق تنمرها بالعقوبات المالية. لكن كل من يلتزمون بها يقولون إنهم يقومون بذلك على رغم معرفتهم بأنها غير قانونية ‘لأنهم (أي الأميركيين) لديهم القوة ويضغطون علينا‘”.

وأدى اتفاق 2015 الذي كانت الدول الكبرى تهدف من خلاله ضمان عدم سعي الجمهورية الإسلامية لامتلاك سلاح نووي، الى رفع العديد من العقوبات الاقتصادية عن إيران، مقابل تعهد طهران خفض نشاطاتها النووية.

لكن ترامب يعتبر أن الاتفاق الذي أبرم في عهد سلفه باراك أوباما غير كافٍ، وانسحب منه معتمدا سياسة “ضغوط قصوى” على إيران لا سيما بالعقوبات.

ورأى مصدر دبلوماسي أوروبي أن الأميركيين “سيدّعون أنهم فعّلوا آلية سناب باك وبالتالي أن العقوبات عادت” لكن “هذه الخطوة ليس لديها أي أساس قانوني” وبالتالي لا يمكن أن يكون لديها “أي أثر قانوني”.

أ ف ب

اترك رد