حكومة الرزاز وكورونا وجهان لعملة واحدة

66

الاردن اليوم – السؤال الذي يدور في ذهن المواطن ويطيح بالحوارات التي تجري في المجالس والمناسبات لماذا وصلنا الى حالة متردية في مواجهة وباء كورونا بعد كل ما ادعته الحكومة السابقة من اتخاذ اجراءات واصدار اوامر دفاع , يرافقها زيادة غير مسبوقة بعدد الوفيات.
جواب الحكومة الحالية قد يكون هذا ما وجدناه وليس امامنا الا المضي بما ورثناه مع اصلاح ما يمكن اصلاحه .
لكن الطرح الاقوى يأتي من داخل اعماق المواطن المتضرر من كل ذلك ما الذنب الذي اقترفناه بعد ان فقدنا الاعزاء نتيجة تسليمنا وثقتنا بالاجراءات الصحية التي كانت تتحدث عنها حكومة الرزاز.
السيده ام علي ام لاربعة اطفال تقول ” لقد وضعتنا الحكومات في حيرة كبيرة بين ان نعتمد على اجراءات السلامة الخاصة بكل مواطن وبين تنفيذ اجراءات الحظر الطويله التي طبقتها على مدار ايام لمحاصرة الوباء والحد من انتشار ,وتضيف ام علي لا اعتقد ان هناك مواطن قصر بالتعاون مع الاجراءات الحكومية التي اعلنت في مرحلة تمكنها من السيطرة على الوباء لنتفاجأ بعد ذلك بارتفاع اعداد الاصابات وحالات الوفيات غير المسبوقة ومن المسؤول عن هذا الحال هوى الحكومة التي ادعت انها في لحظة تمكنت من السيطرة على الوباء وتفتح المجال امام القادمين عبر الحدود دون اتخاذ اجراءات فعالة الى ان عدنا الى المربع الاخطر انتشار الوباء”
المواطن حسن اسماعيل “الوضع الصحي والاقتصادي والنفسي للمواطن بأسوء حالاته وللاسف الحكومة السابقة ساهمت الى حد كبير في نشر وباء الكئابة في نفسية المواطن الذي واجه اجراءات اقتصادية وصحية صعبة فهناك من فقد وظيفته , او لم يتسلم راتبه او تم تسليمه نصف راتبه . اما الوضع العلاجي لكورونا لم يكن بالمستوى المتوقع او بما يتوافق مع حجم الاجراءات التي كان يعلن عنها خاصة خلال الاشهر الاخيرة من عمر حكومة الرزاز حيث ارتفعت الاصابات بالوباء وزادت الوفيات وهذا مؤشر على ان هناك تعارض بين الاقوال والافعال فعلى ارض الواقع يبدو ان الحكومه من خلال برامجها الصحية التي كانت تنفذها عجزت عن الحد من توسع انتشار الوباء الى ان وصلنا الى ما وصلنا الية اليوم ووجود ارقام خيالية بالاصابات والوفيات”.
عامر ابو زيد ” ان تصاب بفيروس كورونا يعني انك تتلقى هدية تذكارية من حكومة لم تعترف بفشلها في ادارة الجائحة التي تركتها تستقر داخل المجتمع ولتقول للناس اذهبو وحدكم قاتلوا هذا الوباء , دون ان يرف لها جفن وتقر أي الحكومه ان اخطائها هي التي عززت من انتشار الوباء داخليا , ودون ان تقوم باتخاذ اجراءات علاجية ووقائية حقيقية “,
ويتسائل ابو زيد ” حتى من اصيب بفيروس كورونا ماذا قدم له غير العزل والبعض ترك في غرف العزل دون متابعة ومراقبة حتى اصبحت الاصابات منتشرة بين الكوادر الطبية والتمريضية , واصبحنا نسمع عن عزل ووقف استقبال مراجعين في مراكز صحية يفترض ان تكون النموذج الابرز والقدوة الحكومية في مواجهة فيروس كورونا , لكن هذه الوقائع تشير الى وجود خلل وتقصير يجب ان تسال عنه حكومة الرزاز التي اشبعتنا تنظيرا وشعارات لم نلمس منها لى ارض الواقع اية حقائق تعود بالفائدة على صحة الانسان بشكل خاص او على واقع معيشته بشكل عام”.
الخبير الاقتصادي فهمي الكتوت في لقا سابق له مع الاردن اليوم قال” الحكومة السابقة لها مواقف في التراجع والتناقض في مواقفها فهي امام مجلس النواب سحبت قانون ضريبة الدخل الذي لقي معارضة كبيرة على اساس تقديم مشروع قانون افضل لكن تم تقديم قانون اسوا من الذي تم الاعتراض عليه”.
حكومة النهضة لم تاتي بالنهضة ” يقول محمد براهمه” رحلت الحكومة السابقة وهي تودعنا بجملة من الاجراءات الصحية التي جعلت كل مواطن مشكوك بانه مصاب بفيروس كورونا ومطلوب منك كمواطن اثبات برائتك من الاصابة بهذا الفيروس, فكان الشعار الاخير والذي ارتبط باجراء غير انساني هو التعامل مع المواطنين على اساس اجراءات وقاية القطيع هذه المصطلح الذي لا يتوافق مع انسانية الانسان , واليوم لا يدخل المستشفيات الا من كانت اصابته مؤكدة فكيف يمكن للمواطن معرفة اصابته المؤكدة وكلف فحص كورونا بالقطاع الخاص مرتفعة هذا غير كلف الاقامة لمن يثت اصابته ويقم في مستشفيات القطاع الخاص”.
بلغت عدد الحالات الاجمالية لاصابة كورونا في الاردن ٤٣٬٦٢٠ اصابة , بينما بلغت الوفيات ٤٤٣ حالة وفاة وعدد حالات الشفاء ٧٬٢٢٣ حالة شفاء, صعود متواصل بعدد الاصابات والوفيات وكان الحكومة اعلنت عجزها عن ادامة تواصلها لمواجهة الجائحة التي اعلنت تمكنها من احتوائها عبر المقولة المشهوره بان ” الفيروس نشف ومات ” لقد وقفت الحكومة خلال الاسابيع الاخيرة من عمرها بمراقبة ورصد عدد الاصابات واصدار قرار الحظر الشامل ايام الجمعة والسبت وهي الايام التي سجلت زيادة غير مسبوقة بعدد الاصابات والوفيات وكانها أي الحكومة تقييم مراسم رحيلها على حساب صحة وحياة الانسان.
ان الاجراءات التبريرية التي اتخذتها حكومة الرزاز في مواجهة المرحلة الثانية من انتشار كورونا لا تعفيها من المسؤولية حتى وان رحلت , ولا زالت اصداء اصوات بعض مسؤوليها تترد وهي تقول بفقدان السيطرة على الوباء , وكان بهذه الاصوات تقول بان كل الخطط والبرامج والاجراءات التي اعلن عنها فشلت في تحقيق الهدف من كبح توسع وانتشار الوباء دون ان تعلن مسؤوليتها وتحملها عن وصول الوباء من بوابات المعابر والحدود الى داخل المملكة .
حجة التعايش مع كورونا , ليسن اكثر من فكرة راسمالية تهتم بالجانب الاقتصادي على حساب حياة الانسان وهو مصطلح تم تداوله من المشرفين على مواجهة كورونا وطرحه منهم يدلل على سيطرة مفهوم المال على صحة الانسان , والا فما هو المبرر الذي يمكن ان يقدم للمواطن حول ارتفاع الاصابات وزيادة عدد الوفيات .
لثد غادرت حكومة الرزاز دون ان تقدم توضيحا حقيقيا وتجيب على السؤال الذي يطرح بشكل جماعي لماذا الارتفاع بعدد الاصابات وزيادة الوفيات, وهل الحكومة اخطأت نتيجة ضغط العمل ام انها اخطات نتيجة سؤ التقديرات وهو ما يوجب مسائلتها حتى ولو غادرت الرابع,فخلال الفترة الماضية لم يعلو أي صوت فوق صوت الحكومة الصوت الذي طرح المثاليات والشعارات ووجه عبارات اللوم والمسؤولية على المواطن دون ان تبدي مشاركة بتحمل ولو جزء يسير من المسؤولية .
ان النجاح الذي حققته حكومة الرزاز في بداية الجائحة هو ما يدفع نحو التساؤل التالي لماذا تبدل اداء الحكومة خلال الاسابيع الاخيرة التي سبقت رحيلها؟ وما الذي تغير ومن الذي يتحمل مسؤولية التبدل وترك المواطن يتحمل مصيره لوحده وكأنه من فتح الحدود والمنافذ التي كانت الباب الذي دخلت منه المرحلة الثانية من كورونا.
واليوم امام حكومة الدكتور بشر الخصاونه مساحة واسعة لمراجعة المرحلة الماضية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا والاعتماد على نهج يأخذ بعين الاعتبار صحة وحياة الانسان الذي يعد العمود الفقري في ادارة عملية الانتاج .

اترك رد