أثر الاخبار الكاذبة حول لقاح كورونا تزعزع الثقة به وتؤخر عودة الحياة لطبيعتها

99

منذ الإعلان عن التوصل إلى لقاح لفايروس كورونا، في  شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، انتشرت بشكل كبير الأخبار والادعاءات الزائفة حول تأثير اللقاح على صحة النّاس؛ الأمر الذي أثّر سلبًا على نيّة الناس بتلقي اللقاح بحسب مجلة نيتشر.

وجاء في الدراسة التي نشرتها  المجلة تحت عنوان “قياس تأثير المعلومات الخاطئة عن لقاح كوفيد-19 على نية التطعيم في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية”؛ أنّ أعداد الناس الذي سيتلقّون اللقاح دون شكّ قليل نسبيًّا، ولا يكفي للوصول إلى ما يُعرف باسم “مناعة القطيع” التي تلزم للعودة إلى الحياة الطبيعية قبل جائحة فايروس كورونا المستجد. وأن أحد الأسباب الرئيسة لانخفاض هذه النسب يتمثّل في التعرّض للأخبار الزائفة عن اللقاحات.

أعراض غريبة ومريبة للقاح كورونا روجتها الأخبار الزائفة

 ادعت العديد من الأخبار الزائفة ظهور أعراض غريبة على الأشخاص عقب تلقيهم لقاح كورونا، إحداها صورة ادعى ناشروها أنها لمتطوعين تعرضوا لشلل نصفي في الوجه نتيجة حصولهم على لقاح شركة فايزر ضد فايروس كورونا المستجد، وهو ما وجده مسبار ادعاءً مضللًا عقب تحققه، وأن الصورة تمثيلية لتعابير المصابين بشلل العصب السابع، نُشرت في سبتمبر/أيلول الفائت في عدد من المواقع الفيتنامية.

 

 

 

وفي تصريحات غريبة للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، حول لقاح فايزر، ادعى خلالها أنَ اللقاح يُنبت لحية للمرأة  وقد يحول الشخص إلى تمساح. وجد “مسبار” أن المعلومات الواردة في الادعاء زائفة ولا أساس علمي لها، وتهدف إلى إثارة الجدل حول اللقاح ومدى كونه آمنًا على صحة الإنسان.

 

كما أن لقاح كورونا لا يحوّل الشخص الذي يتلقاه إلى مثلي، وهو ادعاء تداولته صفحات ومواقع إخباريّة عدة، جاء فيه أنّ رجل دين يهودي مؤثّر في طائفة أرثودوكسية متشدّدة، يُدعى دانيال عاسور، حذّر أتباعه من تلقّي لقاح فايروس كورونا المستجد زاعمًا أنّه يمكن أن يجعلهم مثليّي الجنس وبين تحقّق “مسبار” أنّه مضلّل.

 

نظرية المؤامرة حول لقاح كورونا مستمرة.. مدير شركة فايزر لم يرفض تلقي لقاح كوروناومن الادعاءات التي انتشرت بشكل واسع، أن بيل غيتس رفض تلقيح أطفاله، وهو ما وجده “مسبار” زائفاً، فالصورة تعود إلى مقال قديم، نُشر عام 2018 قبل أن يظهر فايروس كورونا، وكان المقصود في هذا المقال أن أطفال بيل وزوجته ميليندا غيتس لم يتلقوا اللقاحات التي اشتهر الزوجان غيتس بجهودهما في دعم تطويرها ومنحها للدول الفقيرة عبر مؤسستهما الخيرية.

وحول الادعاء بأن الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، ألبرت بورلا، لا يرغب في تلقي لقاح فايروس كورونا المستجد، الذي أنتجته شركته، وجد “مسبار” أنه مجتزأ من سياقه الأصلي، فقد أكد أنه ليس عاملًا في الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية ولم يأتِ دوره في تلقي اللقاح، وقال إنه “يبلغ من العمر 59 سنة، كما يتمتع أيضًا بصحة جيدة نسبيًا، لذا فليس من المناسب تمامًا أن يتلقى اللقاح قبل الأشخاص الآخرين الذين يحتاجونه أكثر.

فيما تداولت صفحات وحسابات على موقع فيسبوك، فيديو لشخصٍ يتلقّى لقاحًا في ذراعه، وادّعى ناشرو المقطع أنّه يُظهر الكذب بخصوص لقاح فايروس كورونا المستجد، فهو لا يُظهر وجود إبرة لم تضغط عليها الممرضة. تحقّق “مسبار” من المقطع المتداول ووجد أنّه مضلّل، لأنه مُجتزأ ومصوّر من زاوية مُختلفة، من فيديو لرئيس سُلطة محلّية إسرائيلية، أثناء تلقّيه لقاح فايروس كورونا، نشره في صفحته الرسمية على موقع فيسبوك بتاريخ 23 ديسمبر/كانون الأول2020.

ومن الادعاءات حول نظرية المؤامرة المتعلقة بلقاح كورونا، انتشار صورة التُقطت من تقرير للتلفزيون الأردني الرسمي، ادعت أنها تؤكد أن لقاح فايروس كورونا المستجد صُنِع سنة 2019، وهو ما وجده مسبار مضللًا، فعند البحث عن اسم المحلول الظاهر في الصورة تبين أنه محلول يسمى Solvent أي المُذيب، ويدخل في العديد من الاستخدامات الطبية أحدها تخفيف تركيز الأدوية، وبحسب مركز مكافحة ومنع الأمراض الأميركي، فإن المُذيب لا يدخل في تركيبة لقاح كوفيد-19.

وحول الادعاء القائل أن الشرطة الألمانية وجدت أن شركة فايزر التي ساهمت في تصنيع لقاح فايزر-بيونتيك ضد كوفيد-19، طلبت بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 من شركة Schott المتخصصة في تصنيع المعدات الزجاجية، ما مقداره 1600 مليون قارورة زجاجية على دفعتين، من نوع خاص يمكنه أن يتحمل درجة حرارة 100 درجة مئوية تحت الصفر، ما يُشير إلى أن شركة فايزر كانت تعلم بكوفيد-19 قبل انتشاره، وهو ما أثبت مسبار أنه زائف، إذ لم تُرسل شركة Schott الألمانية كميات ضخمة من القوارير الزجاجية إلى شركة فايزر نهاية عام 2019.

أرقام ووفيات غير حقيقية بسبب لقاح كوفيد-19

انتشر بشكل واسع خلال ديسمبر /كانون الأول الفائت، مقطع فيديو لممرضة تفقد الوعي على الهواء مباشرة. وادعت العديد من الحسابات أنها توفيت عقب تلقيها للقاح فايزر ضد فايروس كورونا المستجد، الأمر الذي أظهر تحقّق “مسبار” بأنه مضلل، إذ إنّ الممرضة لم تلقَ حتفها بعد تلقي لقاح كورونا على الهواء مباشرة، بل فقدت الوعي نتيجة عملية التطعيم وليس بسبب اللقاح نفسه.

ولم يصدر تقرير عن هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، للإعلان عن وفاة 6 أشخاص شاركوا في اختبار لقاح فايزر، وأظهر تحقق “مسبار” بعد الاطلاع على التقرير المطول الذي أعدته هيئة الدواء والغذاء الأميركية حول لقاح كوفيد-19، الذي أنتجته شركة فايزر مع شركة بيونتك، وقوع ست حالات وفاة خلال تجربة اللقاح، اثنتان منها تلقت اللقاح، وأربع حالات تلقّت لقاحًا كاذبًا أو ما يُعرف بالبلاسيبو، وذلك في المرحلة الثانية من تجربة اللقاح. ما يعني أن حالتين فقط من الوفيات تلقت اللقاح وليس ستّ.

وأشارت هيئة الدواء والغذاء الأميركية في تقريرها أنها ترجّح أن اللقاح آمن بنسبة عالية جداً. كما أن جميع من تلقوا اللقاح لم يعانوا من أعراض جانبية خطيرة، إذ عانى بعضهم من أوجاع رأس بسيطة فحسب.

 

في السعودية، لم تعلن وزارة الصحة السعودية عن وفاة خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 400 شخص بأعراض مختلفة جرّاء تلقّي لقاح كوفيد-19. وكذلك الأمر بالنسبة لبريطانيا، فلم تعلن عن وفاة 35 شخصًا من بين 300، بعد أسبوع من تلقيهم لقاحًا ضد فايروس كورونا المستجد وأن 46 شخصًا منهم أصيبوابفشل كلوي مع فقدان  الذاكرة والتركيز.

 

ولم يمت 761 مسنًّا في إسبانيا في دور الرعاية، بعد تلقيهم لقاحي فايزر وموديرنا ضد فايروس كوفيد-19، ووجد “مسبار” أن الادعاء مضلل، وجاء نتيجة ترجمة غير دقيقة للعربية لخبر في  اللغة الإسبانية.

فيما لم تدخل مواطنة كويتية للعناية المركزة بعد تلقيها الجرعة الثانية من لقاح فايزر المضاد لكوفيد-19، إذ أعلنت وزارة الصحة الكويتية أنها لم ترصد حتى الآن حالات وفاة أو إصابات دخلت للعناية المركزة بعد تلقيها اللقاح، كما لم ترصد أي أعراض جانبية غير متوقعة جراء تطعيم كوفيد-19.

وتناقلت مجموعات على تطبيق واتساب، قائمة تدّعي أنها تحتوي على مجموعة من الأسباب أو الحالات التي إذا انطبقت على الشخص عليه أن يمتنع عن تلقي أي من لقاحات فايروس كورونا المستجد. تحقق “مسبار” من قائمة الموانع المتداولة ووجد أنها زائفة، فمعظم محتوياتها لا يشكّل أي مانع من تلقي مختلف للقاحات كوفيد-19 المعتمدة.

ودفع انتشار الأخبار الكاذبة حول لقاح كوفيد- 19، إلى زيادة الجهود العالمية لمحاربتها على كافة المستويات، فعلى سبيل المثل أقرّت شركة فيسبوك إجراءات جديدة لمواجهة الأخبار الزائفة المتعلقة بلقاحات كورونا؛ إذ قالت “يُعد بناء الثقة في هذه اللقاحات أمرًا بالغ الأهمية، لذلك نحن نطلق أكبر حملة عالمية لمساعدة منظمات الصحة العامة على مشاركة المعلومات الدقيقة حولها، وتشجيع الناس على الحصول على اللقاحات عندما تصبح متاحة لهم”.

 

 

اترك رد