من هو الذي لا يريد الإصلاح؟

123

   الدكتور بسام العموش:

إن الحديث عن الإصلاح السياسي هو ديدن كل غيور لأن معنى الإصلاح أننا نريد للقافلة الوطنية أن يستقيم سيرها فلا تتوقف ولا تتراجع لان الزمن لا ينتظر احدا” ، ولأن التقدم التكنولوجي يحسب الآهات فضلا” عن الإنجازات والاخفاقات ، وعالم الأرقام لا يجامل ، ومن الثمرة نعرف طبيعة الشتل “من ثمارهم تعرفونهم”.

في بلدي نعيش الحديث عن المئوية وهذا يعني أننا أمام محطة انطلاق لمرحلة جديدة تستعد لإعلاء البناء ومراكمة الإنجاز .
ربما هناك من يريد البقاء في دائرة الغزل بما تم من إيجابيات ولكن العقلاء يتطلعون دوما” للأمام غير منكرين لأية إيجابية ولكننا خائفون ونريد على حد تعبير أحد المسؤولين “استعادة ثقة الشعب” وعليه فلا بد من التوقف عند الآتي:

أولا/ لا بد من أن نولد الثقة فيما بيننا وننتهي عن سياسة تصنيف الناس بين موال ومعارض ، فمن يوالي نفترض انه محب لبلده وليس لانه يتطلع لعطاء لأن من يفعل ذلك هو لص يختفي تحت مظلة الولاء المدعى ، فهو صغير ذو هدف وضيع فنحن في زمن الموت والجنائز والمقابر التي تبتلع من معه ومن لا يملك شيئا” . والمعارض الغيور الوطني يختلف عمن يتلقى أوامره من الخارج العربي أو الغربي . وحين نريد الإصلاح لا بد أن نصلح هذا الأمر إصلاحا” حقيقيا” بلجم كل من يتلقى أوامر الخارج ليعبث بالداخل ، فهو لا يختلف عن الباحث عن مصلحة شخصية من مدعي الولاء لانه يقبض كما الموالي إلا أن المال من الخارج .

ثانيا/ لا مناص لنا سوى الالتحاق بالدول المتقدمة سياسيا” والتي نرى برلماناتها تمتلئ بأحزاب وطنية مهما كانت رؤيتها ، يتداولون السلطة ويتنافسون على الخدمة فلا انقلابات ولا خطف للسلطة بل انسيابية تحولت إلى عادة محترمة أقوى من القانون ، حيث لا يقبل الشعب التلاعب بها ولا ترتضيها كل مؤسسات الدولة . نريد من يمثلنا ببرنامج نهضوي ولا يتم هذا بنائب فرد على فضله الشخصي إلا ان برلمان الأفراد لا يمكن قطعا” أم يقدمنا شبرا” للأمام .

ثالثا/ حكومة سياسية تكون انعكاسا” للبرلمان وليس لتلبية رغبة هذا أو ذاك . لقد وصلنا إلى مرحلة محزنة حتى صار مؤهل المسؤول أنه على “قد اليد ” وأنه مؤدب ويسمع الكلام !! المسؤول الذي جاء بناء على برنامج مختلف تماما” عن مسؤول الحظ الذي ولدته أمه في ليلة السعد فكان سعيدا” أدخل الفرح على عائلته وعشيرته وزوجته وأصدقائه فراح يؤكد على صداقاته وزملاء دراسته وصديقات زوجته بتوزير بعضهن ليقال انه يمارس تمكين المرأة بينما هو لا يحمل برنامجا” سوى نية الهجوم على جيوب الناس والاستعداد بل الجرأة على الديون الداخلية والخارجية وهي الطامة التي ستودي بنا لا قدر الله .

لا حل أمامنا سوى حكومات البرامج وليس حكومات الموظفين ، وهذا لن يكون إلا بأحزاب ينخرط فيها أهل الاختصاصات ليدونوا البرنامج التطبيقي النهضوي .

نعم نتحدث كلنا عن الاصلاح ولكن لا نراه على أرض الواقع فمن هو الذي يرفض ويحاربه؟

التعليقات مغلقة.