البطاينة: الأُكسجين لم ينقطع عن الحكومة .. والطريق أمامها غير مُعبدة .. والمشهد السياسي مفتوح على كل الاحتمالات
كتب المهندس سليم البطاينة ..
بعد حادثة مستشفى السلط تعددت الأراء والقراءات والتحليلات المتعلقة بالملامح والمشهد القادم … وجميعها لم تخرج عن حيز الفرضيات والاحتمالات خاصة في ظل تسارع الاحداث التي تحدث يومياً .. فقد بتنا ننام على مشكلة ونصحوا على أخرى مما يُنبىء بأنفتاح هذا المشهد على كل الاحتمالات
فالمرحلة القادمة ليست سهلة بل هي مرحلة تتسمُ بالتعقيد والاشتباك وما الذي تستطيع فعله حكومة ولدت على الطريق وسط عقبات وتركات ثقيلة مُزعجة وعليها استحقاقات ضخمة ذات عبء كبير وأمام جحيم تحديات وملفات مُلتهبة لا يمكن حلها إلا بطرق جديدة وأستثنائية
وما يزيدُ من تحدياتها أنها قضايا متفاعلة ومتطورة ومتجددة وحادة ومُتراكمة ومتعددة الأبعاد
فالمُتابع للمشهد السياسي الاردني في سياقه الحالي يتسأل ماذا بحوزة هذه الحكومة من ادوات لمواجهة التحديات التي تنتظرها ؟ وكيف سيكون ترتيب الاولويات لديها ؟ وهذه المُهمة لا يستطيع الرئيس بشر أن يقوم بها لوحده … فهي مهمة فريق وزاري متجانس إلى حد ما ينتشر بين الناس ليضع أصابعه على نبض الشارع ويعرف ماذا يريد وماذا يقول …. فالأصلاح والتغير لن يتم بمجرد قوانين .. لكنه بحاجة إلى أكفاء يمتلكون قدرات مميزة وأستثائية مُقنعة للناس عندما تُخاطبهم
وهذا حقيقة تعتمد إذا كانت الحكومة تستوعب حجم الكارثة التي يتعرض لها الاردنيين في معيشتهم وحياتهم اليومية
فكلما طال عمر الازمات التي نعيشها كلما ظهرت مشاكل أخرى تورط الحكومة وفريقها في أشتباك مباشر مع المواطنين … فعدم قدرة الحكومة على مواجهة التعاطي مع الازمات وارسال رسائل مطمئنة للناس سيجعلها في مهب الريح
فأزمات الاردن تتعاظم وهي ممزوجة بحال من التخبط والارتباك على كل المستويات وهناك حالة من التذمر والتململ والاحتقان لدى معظم الناس والمفترض أن تكون الحكومة قد حضرت سيناريوهات وخيارات للمرحلة القادمة
فعدم الأستماع لنبض الشارع سيجعل الحكومة في مقابل الشارع وفي سياق اجتماعي مُضطرب … فالاحتجاجات التي نُشاهدها يومياً هي بمثابة مُنبه وهذا يستدعي تدخلاً لجراحة عميقة .. فأنصاف الحلول باتت لا تُجدي نفعا
فالالغام والملفات التي ستعترض طريق الحكومة كثيرة وخطيرة وأهمها في الوقت الحالي هو الوضع الاجتماعي الذي يُهدد إستقرار البلاد وملف كورونا .. فتفاصيله يُضعف أي حكومة
فالمرحلة القادمة حرجة ودقيقة والازمات ضاغطة على كافة المستويات وعلى الحكومة الاستفادة من دروس الماضي فسجل غالبية الحكومات السابقة مليء بالأخطاء والانتكاسات والهزائم والخيبات … فالواقع الحالي يُحتم اجراء مراجعة شاملة وان تكون الحكومة صاحبة ولاية عامة تتحمل مسؤولية كل ما يصدر عنها وان لا تدفع الناس إلى اليأس … فالاردنيين لم يتذوقوا طعم الشعور بالتفأول بالسير نحو المستقبل منذ سنوات طويلة .. فقد نفذ صبرهم وطاقة تحملهم .. فلن ينهضوا إلا عندما يشعرون ان ظلم اليوم أقل من ظلم الامس وعدالة اليوم أكثر عدالة من عدالة الامس .. وعندما لا تصبح الحقوق امنيات
التعليقات مغلقة.