أعمال عنف جديدة في إيرلندا الشمالية رغم الدعوات إلى التهدئة

130

الأردن اليوم : كررت الحكومة البريطانية الجمعة دعوتها إلى الهدوء بعد اشتباكات جديدة بين مثيري الشغب والشرطة في إيرلندا الشمالية حيث يُخشى أن يقوض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي السلام الهش في المقاطعة.

منذ أكثر من اسبوع، تشهد المقاطعة البريطانية أعمال عنف لم تشهد مثيلًا لها منذ سنوات، خصوصا في مناطق الموالين الوحدويين ذات الغالبية البروتستانتية حيث خلقت عواقب الخروج من الاتحاد الأوروبي شعوراً بالخيانة والمرارة.

ورغم دعوات لندن ودبلن وواشنطن لوقف أعمال العنف، اشتعلت العاصمة بلفاست مجددا ليل الخميس الجمعة.

وفي حي غربي، استهدفت شرطة مكافحة الشغب التي علقت بين فكي كماشة بين الجانبين، بزجاجات حارقة وحجارة عندما حاولت منع مئات المتظاهرين الجمهوريين من التوجه نحو الوحدويين. وتم صدهم باستخدام خراطيم المياه.

وأعمال العنف التي أوقعت أكثر من سبعين جريحا حتى الآن في صفوف الشرطة، أعادت إلى الذاكرة الاضطرابات التي تسببت بمقتل 3500 شخص خلال ثلاثة عقود في مواجهات دامية بين الجمهوريين ومعظمهم من الكاثوليك أنصار الوحدة مع إيرلندا وبين الوحدويين البروتستانت المدافعين عن الانتماء للمملكة المتحدة.

– بدء حوار –

في مواجهة هذا التصعيد كررت الحكومة البريطانية التي أرسلت وزير ايرلندا الشمالية براندون لويس، دعوتها إلى التهدئة التي ظلت حتى الآن حبرا على ورق.

وأعلن وزير النقل غرانت شابس على قناة سكاي نيوز الجمعة “العنف ليس الوسيلة لحل المشاكل” معتبرا الوضع “مقلقا جدا”. وأضاف “علينا أن نحرص على أن يتحاور الناس لحل مشاكلهم، ولكن ليس بالعنف”.

ودعت شقيقة ليرا ماكي الصحافية التي قتلت خلال المواجهات في 2019 في لندنديري، المسؤولين السياسيين في ايرلندا الشمالية إلى “بدء حوار مع اولئك الذين يقولون انهم غير راضين لدرجة يختارون العنف” معتبرا أن البعض “تجاهلهم” والبعض الآخر “أشعل النار”.

وقالت نيكولا ماكي كورنر لقناة “ار تي اي”، “نحتاج إلى قيادة جيدة وحكيمة قبل أن يُقتل أحد”.

والخميس دعا رئيسا وزراء بريطانيا وإيرلندا إلى “الحوار” وضما صوتيهما لكافة قادة إيرلندا الشمالية لإدانة أعمال العنف هذه “غير المقبولة”.

ودعا البيت الأبيض أيضا إلى التهدئة معربا عن “القلق” في حين عبر جو بايدن الفخور بأصوله الإيرلندية، عن قلقه من عواقب بريكست على السلام في المقاطعة.

– “السلام في الظاهر” –

منذ اتفاق الجمعة العظيمة المبرم في 1998 يسود “سلام في الظاهر” كما تقول فيونا ماكماهون البالغة 56 عاما من سكان المقاطعة. وتضيف “انها مشكلة متجذرة وليست فقط ناجمة عن بريكست”.

لكن بريكست ساهم في زعزعة التوازن الهش في المقاطعة من خلال إعادة فرض الرقابة الجمركية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتفاديا لعودة الحدود بين المقاطعة البريطانية وجمهورية ايرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، يتم إجراء هذه العمليات في موانئ ايرلندا الشمالية.

لكن هذه القواعد الجديدة تحدث خللا في المبادلات التجارية ويندد بها الوحدويون باعتبارها حدودًا بين ايرلندا الشمالية والمملكة المتحدة، وخيانة من جانب لندن.واعلن جون اودود النائب المحلي من حزب شين فين الجمهوري لبي بي سي “هناك وسائل سياسية للتطرق إلى البرتوكول” الايرلندي الشمالي. وأضاف “دعونا لا نحاول إيجاد أعذار للمجموعات الإجرامية التي لا ينبغي أن تكون موجودة بعد 23 عامًا على اتفاق الجمعة العظيمة”.

والأسبوع الماضي اندلعت أعمال العنف في لندنديري قبل أن تمتد إلى أحد الأحياء الجمهورية في بلفاست وحولها خلال عطلة عيد الفصح.

والخميس تحدثت الشرطة عن اضطرابات لم يشهد لها مثيل “منذ سنوات” وحذرت من وجود بين المحتجين مراهقين “يشجعهم” راشدون ومجموعات شبه عسكرية.

وساهم في زيادة التوتر قرار سلطات ايرلندا الشمالية عدم ملاحقة أعضاء في حزب “شين فين” حضروا في حزيران/يونيو جنازة بوبي ستوري الشخصية البارزة في الجيش الجمهوري الايرلندي، في انتهاك صارخ لقيود كوفيد-19. 

 

التعليقات مغلقة.