الاردن اليوم : تعلق رائحة كريهة في الهواء في حي الشيخ جراح الصغير في القدس الشرقية حيث يحاول محتجون منع إسرائيل من طرد ثماني عائلات فلسطينية والسماح ليهود بالانتقال إليه.
فقد أطلقت الشرطة الإسرائيلية مرارا الأسبوع الماضي سائلا كريه الرائحة يعرف باسم ماء الظربان تظل رائحته عالقة خلال الليل في محاولة لتفريق المتظاهرين.
وشهدت المواجهة اشتباكات عنيفة حول البلدة القديمة المسورة وأدت يوم الاثنين إلى إطلاق نشطاء في قطاع غزة صواريخ ردت إسرائيل عليها بغارات جوية على القطاع وقال مسؤولون في مجال الصحة إنها أدت إلى مقتل تسعة فلسطينيين.
كما جعلت المواجهة من الشيخ جراح دليلا على ما يعتبره الفلسطينيون حملة إسرائيلية لطردهم من القدس الشرقية.
حي الشيخ جراح منطقة تصطف حولها الأشجار ومنازلها من الحجر الرملي وتضم قنصليات أجنبية وفنادق فاخرة وتبعد نحو 500 متر عن باب العامود، أو باب دمشق، في البلدة القديمة.
وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الطبيب الشخصي لصلاح الدين الايوبي الذي حرر القدس من الصليبيين في عام 1187.
واستولت إسرائيل على البلدة القديمة وباقي أنحاء القدس الشرقية والضفة الغربية المتاخمة لها في حرب عام 1967. وتعتبر القدس بأكملها عاصمة لها بما في ذلك حي الشيخ جراح الذي يضم موقعا مقدسا لدى اليهود المتدنيين هو قبر كبير كهنة قديم.
ويعيش فلسطينيون في معظم منازل حي الشيخ جراح لكن مستوطنين إسرائيليين انتقلوا إلى بعض مساكنه قائلين إنها كانت ملكا ليهود قبل الصراع العربي الإسرائيلي في عام 1948 الذي أعقب انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين.
نبيل الكرد الذي يبلغ من العمر 77 عاما من الفلسطينيين المعرضين للطرد من شارع عثمان بن عفان في الحي بعد معركة قضائية طويلة.
وقال “لن ترضى إسرائيل حتى تطردني من المنزل الذي عشت حياتي كلها تقريبا فيه”.
واستولى مستوطنون إسرائيليون على نصف منزله بعد معركة قضائية في عام 2009. ويفصله جدار هو وأسرته عن المستوطنين وباتت آماله في البقاء في المنزل معلقة بقرار المحكمة العليا الإسرائيلية.
وهونت إسرائيل من أهمية أي تدخل من الحكومة واصفة الأمر بأنه نزاع عقاري بين أطراف خاصة.
* “مستوطنين بره”
شارك نواب من عرب إسرائيل في احتجاجات يوم الاثنين وردد بعضهم هتاف “مستوطنين بره” وواجههم عدد من الساسة الإسرائيليين القوميين المتطرفين في شارع عثمان بن عفان. وأبقت الشرطة الطرفين منفصلين.
يعيش الفلسطينيون في الشيخ جراح منذ أعاد الأردن تسكينهم هناك في الخمسينيات بعدما فروا أو أُجبروا على ترك منازلهم في القدس الغربية وحيفا خلال القتال الدائر إبان تأسيس إسرائيل في عام 1948.
وقال المستوطنون الذين رفعوا الدعوى القضائية المتعلقة بشارع عثمان بن عفان إنهم اشتروا الأرض من جمعيتين يهوديتين اشترتاها في نهاية القرن التاسع عشر.
وقضت محكمة أدنى درجة لصالح المستوطنين بموجب قانون إسرائيلي يسمح لليهود بالمطالبة بملكية منازل خسروها في 1948. ولا يوجد قانون كهذا يسمح للفلسطينيين بفعل الشيء نفسه في القدس الغربية أو أي أجزاء أخرى من إسرائيل.
وقال خالد حمد (30 عاما) وهو من سكان الشيخ جراح “أتت عائلاتنا إلى هنا كلاجئين. الأمر يحصل من جديد”.
وفي منزل للمستوطنين على الجهة المقابلة من الشارع، قال إسرائيلي إن المحكمة العليا كافأت الفلسطينيين عندما أرجأت جلسة للنظر في القضية وسط تصاعد التوتر.
والولايات المتحدة من بين منتقدي الطرد، مما يثير احتمال أن يصبح عائقا دبلوماسيا أمام إسرائيل.
وخرجت احتجاجات مناهضة للطرد في مدن فلسطينية في أنحاء الضفة الغربية كما نظم عرب إسرائيل احتجاجات في حيفا والناصرة.
وعبَّر النائب العربي أحمد الطيبي عن دعمه بالذهاب إلى شارع عثمان بن عفان. كما انتشر التأييد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال سالم براهمة عضو حركة جيل التجديد الديمقراطي الشبابية إن حي الشيخ جراح “يحشد الفلسطينيين الشبان في فلسطين وكل أنحاء العالم”.
التعليقات مغلقة.