الأردن اليوم : تحشد إسرائيل قوات برية على طول الحدود مع قطاع غزة يوم الخميس وأطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وابلا من الصواريخ على جنوب إسرائيل مع استمرار أعنف قتال في سنوات دون نهاية تلوح في الأفق.
ودوت صافرات الإنذار في تل أبيب خلال الليل وترددت أصوات اعتراض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في الأرجاء مما دفع آلاف الإسرائيليين للمخابئ.
وبحلول فجر يوم الخميس استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة ودمرت خلالها بناية سكنية مؤلفة من ستة طوابق في وسط مدينة غزة.
وجددت قوى عالمية دعوات التهدئة بينما استمرت موجة من العنف بين اليهود والأقلية العربية داخل إسرائيل في الانتشار في عدة مدن وبلدات وشملت هجمات على كُنس يهودية واشتباكات بين يهود وعرب في الشوارع.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن ما لا يقل عن 67 شخصا قُتلوا في القطاع منذ تصاعد العنف يوم الاثنين. وفي إسرائيل، قال الجيش إن سبعة قُتلوا.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه يجري حشد قوات قتالية على الحدود مع القطاع وإن إسرائيل في “مراحل مختلفة من الإعداد لعمليات برية”. والخطوة تعيد للأذهان توغلات مماثلة تمت خلال حربين دارتا في 2008-2009 وفي 2014.
وأضاف المتحدث اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس “رئيس الأركان يتفقد تلك الاستعدادات ويعطي توجيهات… لدينا مقر وحدة عسكرية وثلاث كتائب للمناورة في غزة تهيئ نفسها لهذا الموقف وحالات طارئة أخرى”.
وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة إنها تتحرى وفاة عدة أشخاص خلال الليل تشتبه في أنه نجم عن استنشاق غاز سام. وأضافت أن عينات تخضع للفحص ولم يتم بعد التوصل لنتائج نهائية.
ووسط مخاوف من أن العنف قد يخرج أكثر عن السيطرة، تعتزم واشنطن إرسال مبعوثها هادي عمرو لإجراء محادثات مع إسرائيل والفلسطينيين.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين عقب اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أتوقع وآمل أن ينتهي هذا قريبا، لكن إسرائيل لديها حق الدفاع عن نفسها”.
ولم يوضح بايدن الأسباب التي تدعوه للتفاؤل. وذكر مكتب نتنياهو أنه أبلغ بايدن بأن إسرائيل “ستواصل التحرك لضرب القدرات العسكرية لحماس وغيرها من الجماعات الإرهابية التي تعمل في قطاع غزة”.
وقتلت إسرائيل يوم الأربعاء قياديا في حماس وقصفت عدة مبان، منها بنايات مرتفعة وبنك، قالت إنها مرتبطة بأنشطة الحركة.
ورفعت حماس راية التحدي. وقال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية “المواجهة مع العدو مفتوحة”.
* توترات في القدس
بدأت إسرائيل تحركاتها العسكرية بعد أن أطلقت حماس صواريخ ردا على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في مواقع بالقدس الشرقية منها الحرم القدسي خلال شهر رمضان.
وتصاعد التوتر قبل جلسة محكمة، تقرر تأجيلها، في قضية يمكن أن تنتهي بطرد عائلات فلسطينية من منازل بالقدس الشرقية يطالب بها مستوطنون يهود.
وبالنسبة لإسرائيل، شكل استهداف المدينتين الرئيسيتين تحديا جديدا في المواجهة مع حماس، التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة جماعة إرهابية.
وذكر مصدر فلسطيني أن جهودا تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة للتوصل لهدنة لم تحرز تقدما لوقف العنف.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس محمود عباس وقال إن واشنطن “تبذل جهودا مع كل الاطراف المعنية للوصول للتهدئة”.
التعليقات مغلقة.