عصفور يكتب…عندما يحشر اللاجئ عدوه بالملاجئ

125

لقد غيَّرت المقاومة الباسلة والصمود الأسطوري لأهل القدس وفلسطين بعامة صورة الفلسطيني من إنسان ضعيف يقف نهاية كل شهر على أبواب وكالة الغوث حاملاً كرت المؤن ليستلم كيساً يحتوي على ملابس مستعملة عافتها أجساد الأوروبيين فتبرعوا بها للاجئين الفلسطينيين في تعاطف كاذب مع شعب كانوا وما زالوا سبباً في مأساته، هذه الصورة انقلبت رأساً على عقب إذ تحول الضعف إلى قوة واستبدل الفلسطيني كرت المؤن بهوية وطنية متمسكة بالحق في العودة والتحرير وكنس العدو وتطهير الأرض من رجسه ونجسه.

الفلسطيني اليوم كما هو بالأمس مقاتل شجاع لا يلين ولا يُساوم ولا يخدع كما خُدِعَ أولى مرة وهذا هو الفرق.

ثلاثة وسبعون عاماً والعدو ما زال يبحث عن شرعية ولا يحققها، ثلاثة وسبعون عاماً والمُشرَّدون في أصقاع الأرض لم ينسوا الوطن السليب ولم يرضوا بالدنيا بديلاً عن هذا الوطن.

ما يجري هذه الأيام من بطولة أسطورية تؤكد لكل ذي غبش في العقل والبصر أن ما أُخِذَ بالقوة لا يسترد بغير القوة وأن العدو لا يكترث بالخطابات مهما حشدت من كلمات الإدانة لكنه يهتز ويرتعد مما ترسله فوهات البنادق لأنها وحدها التي تجبره على التراجع والاختباء.

إن السلاح بات الهوية التي تحقق الشرعية لهذا الشعب وكل طلقة تطلق باتجاه العدو تقرب المسافة نحو التحرير، أمّا الخطابات إلاّ فهي حيلة العاجزين الذين يقولون عكس ما يضمرون.

في ذكرى النكبة يصدِّر الفلسطينيون نكبتهم لمغتصبيهم، فقد غيَّروا المعادلة فهم أصحاب اليد العُليا، وهامة عدوهم هي السفلى، حشر اللاجئ عدوه بالملاجئ وقرر متى يخرج ومتى يتجول فارضاً أمراً واقعاً له ما بعده، فليس اليوم كما الأمس، ولم تعد الأرض والسماء سداحاً مداحاً لجيش العدو يتحرك فيهما بحرية وخيلاء، فقد سقطت كذبة هروب الفلسطيني من أول طلقة ليتحول المشهد الى عكسه تماماً بعدما شاهد العالم كله بطولة الفلسطينيين وجبن الاسرائيليين المنبطحين على بطونهم خوفاً وهلعاً من صواريخ المقاومة.

منذ اندلاع المواجهات وأنا مثل غيري لا أغادر شاشة الجزيرة التي تسهم ومراسلوها في ابراز بطولات الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، وعند كتابة المقالة ظهر أمس انقسمت الشاشة إلى نصفين لنقل كلمات وزراء خارجية الدول الإسلامية، عندها فقط ضغطت على وضعية MUTE.

مجيد عصفور

التعليقات مغلقة.