الأردن اليوم : استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم الاثنين، وزير خارجية جمهورية مصر الشقيقة سامح شكري، في سياق مواصلة عملية التنسيق والتشاور للتصدي للممارسات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض العملية السلمية، وللتأكيد على أهمية استمرار التواصل مع المجتمع الدولي لبلورة موقف فاعل في مواجهة هذه الممارسات، وتثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب الاجتماع، رحب الصفدي بنظيره المصري الذي يزور المملكة اليوم حاملاً رسالة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تتعلق بالتصعيد الأخير في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود المشتركة للبناء على ما أنجز من وقف لإطلاق النار ووقف للانتهاكات الإسرائيلية وإيجاد الأفق السياسي المطلوب للتقدم إلى الأمام باتجاه إسناد الأشقاء الفلسطينيين وتلبية جميع حقوقهم المشروعة.
وأكد الصفدي أن التنسيق بين البلدين الشقيقين لم ينقطع ومستمر بين جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبين وزيري خارجية البلدين خلال الفترة الماضية، لتنسيق الجهود المشتركة.
وأضاف الصفدي “لقاء اليوم يبحث في كيفية التحرك المستقبلي مع المجتمع الدولي مع أشقائنا في المنطقة، وفي دولة فلسطين من أجل ضمان عدم تكرار ما حدث، ولإيجاد الأفق السياسي الذي يسمح بالتقدم نحو إعادة إطلاق تحرك دولي فاعل ينهي الاحتلال ويضعنا على طريق تحقيق السلام العادل والشامل الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967”.
وأشار الصفدي إلى أن الأولوية الآن ترتكز على ثلاث قضايا؛ الأولى ضمان استمرار وقف إطلاق النار ووقف العدوان على غزة، وضمان عدم تكرار الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية التي فجرت التصعيد الأخير.
وحذر إسرائيل من أن حصارها لحي الشيخ جراح والتضييق على أهله أمر يدفع باتجاه تفجر الأوضاع مرة أخرى، مؤكداً أن قضية الشيخ جراح يجب التعامل معها من منطلق أن لا حق ولا شرعية لأي قرار إسرائيلي بتهجير أهالي حي الشيخ جراح من بيوتهم، وأن تهجيرهم من بيوتهم سيكون جريمة حرب لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح بها.
ولفت الصفدي إلى أن “القضية الأخرى هي قضية الانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف”، مؤكداً أننا وبالتنسيق مع أشقائنا في مصر، والمجتمع الدولي، نبذل كل ممكن ونكرس كل إمكاناتنا بتوجيه ومتابعة يومية من الوصي على المقدسات جلالة الملك عبدالله الثاني للحؤول دون ارتكاب المزيد من هذه الاعتداءات ولوقفها بالشكل الكامل وللحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لهذه المقدسات”.
وأضاف الصفدي “هناك قضية إعادة الإعمار في غزة ونحن ننسق بشكل مكثف مع أشقائنا في مصر حول ذلك”.
وأشار الصفدي إلى أنه سيستقبل ونظيره المصري وزير الخارجية الأمريكي في الأيام القليلة القادمة لبحث كيفية التحرك إلى الأمام وفق الأسس المطروحة. وزاد “كما سيكون هنالك اتصالات مكثفة مع الجانب الأوروبي، إضافة إلى الاتصالات التي نقوم بها مع أشقائنا العرب”. وثمن الصفدي جهود مصر الشقيقة المكثفة والإنجاز الكبير في التوصل لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن دور مصر كان وسيبقى رئيساً في جهود إنهاء الصراع وتحقيق السلام العادل الذي يلبي الحقوق المشروعة كاملة للشعب الفلسطيني. وختم الصفدي “هدفنا واحد، تنسيقنا مستمر، وتواصلنا لا ينقطع خصوصاً في هذه الفترة الحساسة”.
وفي رده على سؤال حول الأفكار التي سيتم طرحها خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي المرتقبة إلى المنطقة، قال الصفدي “نحن في المملكة ومصر الشقيقة نؤكد أن لا حل ولا سلام عادلاً وشاملاً إلا إذا تم إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام والتوصل إلى حل الدولتين وفق المعايير الدولية وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وأكد الصفدي أن “الإدارة الأمريكية الجديدة صدر عنها مواقف إيجابية، يجب التفاعل معها والبناء عليها، سواء ما يتعلق بتأكيد مرجعية حل الدولتين، وإعادة المساعدات للأشقاء في فلسطين، وإعادة المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين، والموقف المتعلق بوقف الاستيطان ووقف التهجير”، مشدداً على أن “كل هذه المواقف والبوادر إيجابية، نتطلع إلى التفاعل معها بما يضمن عملاً حقيقياً فاعلاً يأخذنا باتجاه إنهاء غياب أفق تحقيق السلام والعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة للتوصل إلى هذا الحل”.
وأشار الصفدي إلى أن التصعيد الخطير الذي شهدناه على مدى الأسابيع الماضية أكد للعالم أجمع أن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع في المنطقة وأن حلها على الأسس التي تلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو مفتاح الحل في المنطقة.
وأكد الصفدي عبثية كل الطروحات التي تشير إلى إمكانية تحقيق السلام الشامل والدائم من دون حل القضية الفلسطينية، وعبر القفز فوق فلسطين والقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن “العالم كله يدرك ذلك الآن ونحن نتطلع إلى المحادثات التي سنجريها مع وزير الخارجية الأمريكي”. وتابع “التقيت به في واشنطن منذ أيام، ونتطلع إلى الاستمرار في هذه المحادثات بهدف إيجاد أفق حقيقي يعيد الأمل بأن ثمة فرصة للتقدم إلى الأمام”.
التعليقات مغلقة.