تخوف أميركي من تخطيط نتنياهو لضرب إيران منعاً لإطاحته من الحكومة

102

الأردن اليوم :  في الوقت الذي يستعد فيه وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس لزيارة واشنطن هذا الأسبوع، ومناقشة قضايا مشتركة مع نظرائه في “البنتاغون”، ذكر موقع “والاه” الإسرائيلي أن الزيارة تأتي في ظلّ خشية تسود أركان الإدارة الأميركية من إمكانية أن يقدم رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو على توجيه ضربة إلى إيران في مسعىً منه لمنع إطاحته من سدّة الحكم في إسرائيل.

وتحدّث نتنياهو بنبرة تحدٍّ صارخة إزاء الولايات المتّحدة، اليوم، وسط اقتراب خصومه من تشكيل حكومة ائتلافية بين أحزاب اليمين والمركز وما يسمّى “اليسار” الصهيوني على أن يقتسم رئاستها كلّ من رئيس حزب “يمينا” نفتالي بنت ورئيس حزب “ييش عتيد” يائير لبيد على التوالي. وقال نتنياهو، خلال حفل تنصيب رئيس “الموساد” الجديد، اليوم، إن القضاء على “التهديد الإيراني” أولى بالنسبة لحكومته من العلاقة مع واشنطن التي قد تسوء من جرّاء ذلك.

واستدعى هذا التصريح ردًّا مباشرًا وفوريًّا من غانتس، الذي انتقد “نبرة التحدّي” التي تحدّث بها نتنياهو، وقال إنها “تهدد أمن إسرائيل”، وأكّد أن الولايات المتحدة هي الحليف الأوثق والأهم لإسرائيل، وأن الخلافات معها ينبغي أن تحلّ “عبر الحوار المباشر في الغرف المغلقة”. رغم ذلك، أقرّ غانتس بالخطر الإيراني، لكنه أكد أن إسرائيل “هي الدولة الأقوى في دائرة نصف قطرها 1500”.

واستدعت الانتقادات الواسعة التي جرّها حديث نتنياهو ردًّا من مكتب الأخير، ونصّه: “لا يوجد حدّ لأبشع الافتراءات الغبية ضد رئيس الوزراء. يرى رئيس الوزراء أنه يجب محاربة الاتفاق النووي، سواء في الغرف المغلقة أو أمام الرأي العام. ليس ثمّة تناقض بين الأمرين، بل أمن إسرائيل حتى يتطلب ذلك”.

ووسط هذه الأجواء المشحونة، أشار المعلّق العسكري لموقع “والاه” إلى وجود مخاوف في واشنطن من أن نتنياهو سيقدم على خطوة كبيرة قد تصل إلى حدّ توجيه ضربة لمصالح إيران الإقليمية من أجل الاحتفاظ بمنصبه.

وتتضمّن أجندة غانتس خلال الزيارة المعدّة سلفًا عدّة ملفّات طارئة إلى جانب الملفّ الإيراني، من ضمنها تثبيت التهدئة في غزّة، وشؤون إقليمية، وقضايا ثنائيّة تشمل المشتريات الدفاعية والمساعدات العسكريّة، بعدما وعدت الإدارة الأميركية، على لسان رئيسها جو بايدن، بإعادة تذخير منظومة القبّة الحديدة التي واجهت إغراقًا صاروخيًّا غير مسبوق من قبل فصائل المقاومة في غزة خلال الحرب الأخيرة التي لم تتجاوز 11 يومًا.

وساهمت الحرب الأخيرة على غزة في إطالة عمر حكومة نتنياهو بالفعل، في فترة كانت تتمّ فيها بلورة اتفاق بين كلّ من رئيس “ييش عتيد” يائير لبيد، ورئيس “يمينا” نفتالي بنت، قبل أن ينفضّ إثر إعلان الأخير انسحابه من المفاوضات في خضمّ العدوان، متذرّعًا بأن إسرائيل تحتاج في هذا الوقت إلى حكومة يمينية. لكنه سرعان ما عاد إلى الالتقاء مع لبيد مجدّدًا فورَ انتهاء الحرب.

ولم يدّخر نتنياهو مناورة سياسيّة أو إعلاميّة إلا استخدمها على مدار نحو 11 عامًا قضاها ممسكًا بزمام السلطة، وكانت زاخرة بالانقسامات والانتخابات. 

وقد عمد بالفعل قبل نحو 3 أعوام، وتحديدًا في ديسمبر/كانون الأول 2018، إلى تأجيج الجبهة مع لبنان ودفعها إلى حافة الحرب، حينما أعلن عن عمليّة “درع الشمال” لاستهداف أنفاق “حزب الله” على الحدود، في وقتٍ كان فيه ائتلافه الحكومي على حافة الانهيار، وكانت الشرطة تصدر توصياتها بتوجيه تهم فساد ضدّه، وكانت إسرائيل تترقّب خلالها انتخابات جديدة، جرت بالفعل بعد ذلك بأشهر، وكانت حلقة أولى ضمن أربع انتخابات متتالية خلال عامين.

وكالات 

التعليقات مغلقة.