بصواريخ واتصالات الإخلاء.. “إسرائيل” تخدع العالم

740

الأردن اليوم:  الفلسطينيون مسمى “صاروخًا تحذيريًّا” كادت عائلة أبو سلطان أن تفقد أحد أبنائها بعد تعرضه إلى إصابات بليغة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، وهذا فقط ما هو إلا إشارة من طائرات الاستطلاع الحربي الصهيوني تمهيداً لقصف البيت بالكامل بالصواريخ، وبقنابل أثقل منها وزنا، بواسطة مقاتلات الـF16 أمريكية الصنع.

 

 

وتحاول “إسرائيل” عبر هذه الآلية التي تتبعها في قطاع غزة، أن تجمل صورتها الإجرامية أمام العالم وهي ترتكب جرائم حرب مُركبة، فتارة تنذر المواطنين المدنيين عبر الاتصالات الهاتفية أو الخلوية، وتطلب منهم الإخلاء الفوري للمنزل، وما هي إلا دقائق معدودة حتى يتم قصفه دون أن ينفد المواطنون بأرواحهم، ويتحولوا أشلاء بفعل القصف الصهيوني.

 

 

وتارة أخرى تتعمد قصف المنزل بصاروخ استطلاعي يمكن أن يحدث دمارًا متوسطًا في أعلى المنزل المستهدف، أو قد يؤدي إلى استشهاد أحد أبناء العائلة الذي يصاب مباشرة بالصاروخ، أما جريمتها الأكبر والتي لا تقل عن حجم سابقاتها؛ بأن تقصف المنازل على رؤوس ساكنيها في جريمة إبادة جماعية، كما حدث مع عدد من العائلات في غزة في العدوان الأخير.

 

 

ورصدت وزارة الصحة الفلسطينية مسح 19 عائلة فلسطينية من السجل المدني خلال العدوان الأخير على قطاع غزة بسبب القصف العنيف والاستهداف العشوائي لمنازل المواطنين في القطاع، وارتقى أكثر من 255 شهيدا، منهم 67 طفلاً، و36 امرأة، وعدد من المسنين وذوي والإعاقة. 

 

 

تهديد بالقتل

 

المواطن عماد عابد (55 عاماً) هو مالك لإحدى الشقق السكنية في عمارة أنس بن مالك التي دمرتها الطائرات الحربية الصهيونية خلال عدوانها على قطاع غزة؛ لتشرد أكثر من 42 عائلة فلسطينية بما يزيد عن 200 شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء.

 

 

ويقول عابد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنّه تلقى اتصالاً من ضابط مخابرات صهيوني ينذره بإخلاء العمارة بأكملها خلال ربع ساعة فقط، حالة من الذهول والانشداه أصابت المواطن عابد وهو الذي كان لا يزال يساعد فرق الدفاع المدني والإسعاف في إخراج جثث عائلة عديله من عائلة أبو العوف التي قصفت الطائرات الحربية الصهيونية منزلها على رؤوس أصحابها في مجزرة حي شارع الوحدة المشهودة.

 

 

ويؤكّد عابد، وهو رئيس مجلس إدارة عمارة أنس بن مالك، أنّه لا يفهم السبب الحقيقي الذي تريد من خلاله “إسرائيل” قصف عمارة مدنية غالبية سكانها هم من النساء والأطفال، مؤكّداً أنّ “إسرائيل” ليس لها هدف إلا النيل من دماء المدنيين الأبرياء الآمنين، وهو ما لا يقل عن جريمة حرب متكاملة الأركان بلا أدنى شك.

 

 

عندما استنكر المواطن عابد على ضابط المخابرات السبب في قصف العمارة، استشاط الأخير غضبًا وهدّد عابد بالقتل بقوله: “معك فقط ثلاث دقائق إن لم يتم إخلاء العمارة، سيتم قتلك بطائرة استطلاع تحلق فوقك الآن، وستتحمل أيضاً مسؤولية روح أي مواطن لم يخرج من العمارة قبل قصفها”.

 

 

وكان طيار صهيوني شارك في العدوان على غزة، قد شهدَ أنّ تدمير الأبراج السكنية خلال الهجوم على القطاع غزة كان “طريقا للتنفيس عن إحباط الجيش بعد فشله في وقف إطلاق الصواريخ من القطاع”.

تزييف وتبرير

 

 

الحقوقي الفلسطيني صلاح عبد العاطي، قال إنّ “إسرائيل” ترتكب في اتصالاتها وإطلاقها لما يسمى بالصواريخ الحربية التحذيرية على منازل المواطنين جرائم حرب بلا أي شك، وتستهدف بذلك قتلا متعمدا للمدنيين.

 

 

ويعد عبد العاطي في حديثه لمراسلنا أنّ استهداف المواطنين سواء بالتحذير أو من عدمه هو جريمة حرب وشروع متعمد في القتل بلا أدنى مبرر، مبيناً أنّ “إسرائيل” سعت ولا تزال لأن تبرر وتزيف روايتها حول ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق عدد من العوائل في غزة.

 

 

وأوضح الحقوقي الفلسطيني، أنّ المقاتلات الحربية شرعت بارتكاب جرائم حرب بإبادتها عددا كبيرا من المدنيين تمثل بأنّ كان معظم الشهداء هم النساء والأطفال، مبيناً أنّ حتى المقاتل الذي يكون في بيته في لحظة المعركة لا يجوز استهدافه ويتم توصيفه حسب القانون الدولي بأنّه مدني.

 

 

وأشار إلى أنّ ما تسمى بعمليات التحذير والإنذار الصهيونية للمواطنين بإخلاء منازلهم غير ما رصدته مراكز حقوق الإنسان، مبينًا أنّ كثيرا من العوائل لم تتلق تحذيرًا بالإخلاء، وقصف المنزل على رؤوس ساكنيه تماماً كما حصل مع عوائل: الحديدي، الطناني، الكولك، أبو العوف، وغيرهم.

ودمّرت المقاتلات الصهيونية أكثر من 16 ألف وحدة سكنية في غزة، كما دمّرت 135 منزلاً بشكل كلي، و9 أبراجٍ أخرى، عدا عن المراكز الحكومية والشرطية والبنوك ومئات المحال التجارية التي تُقدر خسائرها بملايين الدولارات.

 المركز الفلسطيني للإعلام

التعليقات مغلقة.