“إسرائيل” مرتبكة أمام ما كشفه “ما خفي أعظم” بشأن أسراها

تفحص المعلومات وتعدها حربًا نفسية من حماس

760

الأردن اليوم : حرب نفسية من حماس”، هي الرواية الموحدة التي تبنتها “إسرائيل” ومؤسساتها الأمنية ووسائل إعلامها لتوصيف ما كشفه برنامج “ما خفي أعظم” الذي بثته الجزيرة مساء أمس الأحد، وما عرضه من كواليس أسْر الجندي جلعاد شاليط عام 2006، وسير المباحثات لإتمام صفقة تبادل جديدة بين فصائل المقاومة الفلسطينية و”إسرائيل”.

وفي سياق التقليل من قيمة التفاصيل والمعلومات الواردة في البرنامج على لسان مروان عيسى، نائب رئيس أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس)؛ سارعت المؤسسة الإسرائيلية لتفنيد ما جاء في تسجيل صوتي لأحد الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الكتائب.

ويقول الجندي الأسير -الذي تم إخفاء اسمه في التسجيل- إنه يموت “كل يوم من جديد، وآمل أن أكون قريبا في حضن عائلتي”.

وتحتفظ كتائب القسام بـ4 إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال حرب 2014، أما الآخران -اللذان تقول تقارير إنهما جنديان مسرحان من الخدمة- فقد دخلا غزة في ظروف غير واضحة.

ولم تفصح حماس في السابق عن مصير المحتجزين الأربعة أو وضعهم الصحي، لكن “إسرائيل” تزعم أن الجنديين قتلا في الحرب، وأن كتائب القسام تحتفظ برفاتهما فقط.

وبعد نشر التسجيل الصوتي، قال معلقون إنه يعود للأسير الإسرائيلي من أصل إثيوبي أفراهام منغيستو، وسارعت المؤسسة الأمنية في “إسرائيل” للتعقيب بالقول “يفحص جهاز الدفاع تسجيلا صوتيا منسوبا إلى أسير حرب إسرائيلي، بثته الجزيرة نقلا عن حماس، بدعوى أنه يعود لأحد المواطنين الإسرائيليين المحتجزين في غزة”.

تهوين وتشكيك

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن والدة منغيستو قولها “سمعت التسجيل مثل أي شخص آخر، ويمكنني أن أقول بشكل لا لبس فيه إن هذا ليس ابني، إنه ليس صوته، أنا أنتظر ابني وآمل أن ألتقيه في أقرب وقت”.

والموقف ذاته عبر عنه منسق المفقودين بالحكومة الإسرائيلية يرون بلوم، الذي باشر مهامه في أكتوبر/تشرين الأول 2017، ودأب خلال هذه السنوات على التزام الصمت وعدم التطرق لأي تصريحات بشأن كواليس المفاوضات لإتمام صفقة تبادل جديدة، بيد أنه عقب بث برنامج “ما خفي أعظم” سارع للتعقيب، زاعما أن “حماس في مأزق بعد العملية العسكرية الأخيرة، وما تعرضت له من ضربات شديدة”.

ونقل موقع “والا” الإسرائيلي عن بلوم قوله “بعد عملية حارس

الأسوار، حماس من خلال العرض التلفزيوني تقوم بمحاولة للتلاعب، وما عرض مجرد تلاعب رخيص، تدرك “إسرائيل” جيدا محنة ابنيها هدار غولدين وأورون شاؤول لتبقى ذكراهما خالدة (في إشارة منه إلى أن إسرائيل على قناعة بأنهما قتلا خلال الحرب)، والمدنيين أفراهام منغيستو وهشام السيد، اللذين عبرا الحدود وهما على قيد الحياة.

وستواصل دولة “إسرائيل” العمل بتصميم ومسؤولية من أجل عودة الأبناء الجنود والمواطنين المدنيين”.

تحريض

وتعليقًا على ما ورد من معلومات وتصريحات في برنامج “ما خفي أعظم”، اختار محرر الشؤون الفلسطينية والعربية في هيئة البث الإسرائيلية (كان) غال برغر التحريض على دولة قطر وقناة الجزيرة، إذ قال عبر حسابه على تويتر: “إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة على أن قطر بمنزلة السم، فقد أتى الرد الليلة، انظروا كيف تقدم (…) منصة لتلاعبات حماس لزعزعة الرأي العام الإسرائيلي”. وأضاف برغر “يجب إخراج قطر من المعادلة”.

ووصف محلل الشؤون العربية في القناة 12 الإسرائيلية يرون شنايدر ما بُث في برنامج “ما خفي أعظم” بأنه “حرب نفسية تشنها حركة حماس”، وهو الموقف الذي عبر عنه أيضا محلل الشؤون العربية في القناة 13 الإسرائيلية يزي سيمان طوف، الذي قال عبر تويتر “حماس في حرب نفسية على الوعي الفلسطيني أولا وعلى الرأي العام الإسرائيلي ثانيا”.

وعدّ أن حركة حماس تواصل الترويج “لإنجاز” صفقة “وفاء الأحرار” التي تمت عام 2011، وهي تبث رسائل في هذه المرحلة كأن هناك صفقة تبادل كبيرة، وعليه تم تسريب التسجيل الصوتي المنسوب لأحد الجنود الإسرائيليين، حسب قوله.

معلومات واختراق

ومن دون الخوض في التفاصيل، قال معلق الشؤون العربية في “إذاعة الجيش” جاكي حوكي: “لقد تم نشر تفاصيل جديدة لربما تهم إسرائيل، وهي صور جديدة ومقاطع فيديو لجلعاد شاليط، صور من قبل 10 سنوات وأكثر، وهناك تسريب صوتي منسوب إلى واحد من 4 إسرائيليين محتجزين لدى حماس”.

وأضاف حوكي: “لا توجد أدلة تثبت صحة التسجيل الصوتي وأنه لأحد الإسرائيليين المدنيين، وعليه فالمؤسسة الأمنية تفحص الصوت. أشكك في مصداقية التسجيل، فحماس لا تمنح “إسرائيل” أي معلومات بالمجان، حتى وإن كانت تريد التأثير على الرأي العام الإسرائيلي”.

والموقف ذاته عبر عنه محرر الشؤون الفلسطينية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ليئور ليفى، الذي قال: “منذ سنوات تبحث حماس عن مفتاح لإحداث ضجة واختراق الجمهور الإسرائيلي مثل أيام شاليط من أجل الترويج لصفقة جديدة”.

وأضاف: “لو أتيحت الفرصة لحماس لنشر تسجيل صوتي أو مقطع فيديو لأفراهام منغيستو وهشام السيد لإثارة المشاعر وخلق ضغط عام بالشارع الإسرائيلي، لكانت فعلت ذلك منذ فترة طويلة، وهو ما لم يحدث حتى الآن”.

المصدر: الجزيرة  و المركز الفلسطيني للإعلام

التعليقات مغلقة.