الأردنيون يحتفلون بعيد الجلوس الملكي الـ22 غداً
الاردن اليوم – يجسّد يوم التاسع من حزيران، محطة مضيئة في تاريخ الأردن الحديث، إذ اعتلى جلالة الملك عبدالله الثاني، في مثل هذا اليوم من عام 1999، عرش المملكة الأردنية الهاشمية، لتستمر في عهد جلالته مسيرة بناء الدولة المدنية الحديثة وتعزيز منجزاتها، وإعلاء صروح الوطن وصون مقدّراته.
ويتطلّع الأردنيون في عيد الجلوس الملكي الثاني والعشرين، الذي يُصادف غداً الأربعاء، إلى مواصلة مسيرة العمل والريادة والإنجاز، والإصرار على البقاء نموذجاً للدولة الحضارية التي تستمدّ قوتها من تعاضد أبناء شعبها وثوابته الوطنية والمبادئ والقيم الراسخة التي حملتها رسالة الثورة العربية الكبرى، والتي كان الأردن وما يزال وسيبقى وريثها السياسي وحامل مبادئها، مُتحمّلين مسؤولياتهم تجاه وطنهم والذود عن حماه، وصون منجزاته.
واليوم، إذ تتزامن هذه المناسبة مع مرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية، يمضي أبناء وبنات الوطن قُدماً في مسيرة الإصلاح الشامل والبناء والتقدم التي انتهجها جلالة الملك عبدالله الثاني.
ورغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها الأردن جراء جائحة كورونا، إلا أن المواطن تصدّر جميع الأولويات الوطنية، بالسعي لتأمين اللقاحات والعلاجات اللازمة للحفاظ على صحته وسلامته، وهو ما أكده جلالة الملك منذ بدايات الأزمة.
وكرّس جلالة الملك جهوده خلال العقدين الماضيين نحو ترسيخ مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية الشاملة، وإرساء أسس العلاقات المتينة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، ودعم جهود السلام الدولية، والوقوف إلى جانب الأمتين العربية والإسلامية وخدمة قضاياهما العادلة، مستنداً إلى إرثٍ هاشمي والتفاف شعبي، وتقدير إقليمي وعالمي لمكانة الأردن ودوره الرياديّ في مختلف المجالات.
ومنذ تولّيه عرش المملكة، واصل جلالة الملك، نهج والده جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، الذي نذره لأسرته الأردنية الواحدة وأمته العربية الكبيرة.
وتتمثّل أولويات جلالة الملك، في رفع مستوى معيشة المواطن، والارتقاء بمستوى الخدمات المُقدمة له، مثلما يؤكد جلالته، أهمية تكريس مبدأ الشفافية والمساءلة وسيادة القانون وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص وتعزيز منظومة مكافحة الفساد، ويشدد دوماً على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع المؤسسات.
ولأن ثروة الأردن الحقيقية بأبنائه، يقع الشباب الأردني في صُلب اهتمامات جلالة الملك، ويحظون برعايته ومساندته، كما يؤكد جلالته دوماً ضرورة تحفيزهم وتمكينهم.
وعلى صعيد القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، يولي جلالة الملك؛ القائد الأعلى للقوات المسلحة- الجيش العربي والأجهزة الأمنية، جُل اهتمامه، ويحرص على أن تكون هذه المؤسسات في الطليعة إعداداً وتدريباً وتأهيلاً، لتكون قادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على أكمل وجه، إضافة إلى تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين.
ويكرّس جلالة الملك جهوده الدؤوبة مع الدول الفاعلة للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق حل الدولتين، وهي جهود ترافقت مع دعم ملكي متواصل للأشقاء الفلسطينيين على الصعيد السياسي والإنساني.
وتصدّرت الأحداث الأخيرة التي شهدتها القدس وحي الشيخ جراح والعدوان الإسرائيلي على غزة، اهتمامات جلالة الملك، حيث قاد سلسلة من الاتصالات والحراكات الدبلوماسية المكثّفة في سبيل رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته والتحرك بشكل فاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وغزة.
ويبذل جلالة الملك جهوداً كبيرة باعتباره وصياً وحامياً وراعياً للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، للحفاظ على هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ودعم وتثبيت سكانها، مسلمين ومسيحيين.
كما يُوظّف الأردن بقيادة جلالة الملك، كل طاقاته وإمكاناته للتصدي لمخاطر التطرف والإرهاب، وخاصة من خلال المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان.
وإلى جانب جلالة الملك عبدالله الثاني، تركّز جلالة الملكة رانيا العبدالله جهودها على الأنشطة والبرامج التي تساهم في دعم وتوفير التعليم النوعي، وتحفيز التميز والريادة والإبداع، بما يساعد على تمكين الأفراد والمجتمعات.
كما يتابع جلالتاهما تنفيذ توصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، والتي تشكّل خارطة طريق لتنمية شاملة للموارد البشرية في المملكة، وتؤطر لعمل مختلف القطاعات المعنية بالتعليم.
وتسعى جلالة الملكة، ضمن المبادرات والمؤسسات التي أطلقتها في مجالات التعليم والتنمية، إلى إحداث التغيير المتوافق مع الأولويات الوطنية والاحتياجات التعليمية من خلال مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، ومنصة “إدراك” التي أطلقت في أيار عام 2014، كأول منصة مجانية باللغة العربية للمساقات الجماعية الإلكترونية مفتوحة المصادر.
وتقديراً للمعلمين، أطلق جلالة الملك وجلالة الملكة، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم في عام 2005، جائزة سنوية للمعلم تحت اسم “جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي”، انبثقت عنها أيضا جائزة المدير المتميز، وجائزة المرشد التربويّ المتميز.
وفي عام 2006 أُنشئ صندوق الأمان لمستقبل الأيتام بمبادرة من جلالة الملكة، وترأس جلالتها مجلس أمناء الصندوق الذي يستهدف توجيه الأيتام فوق سن 18 عاماً، ومد يد العون لهم بعد مغادرتهم دور رعاية الأيتام، لتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم والمساهمة بالمجتمع.
ولزيادة الوعي الصحي وتمكين المجتمع المحلي بجميع شرائحه من اتباع أنماط حياة وسلوكيات صحية، أسست جلالة الملكة في عام 2005 الجمعية الملكية للتوعية الصحية، كما انشأت جلالتها أول متحف تفاعلي للأطفال في الأردن، بهدف إيجاد بيئة تعليمية تفاعلية تشجع وتعزز التعلم للأطفال حتى عمر 14 عاماً.
وتحرص جلالة الملكة، على التواصل الدائم مع الشباب والسيدات في المجتمعات المحلية من خلال زياراتها إلى المحافظات للاستماع لتجاربهم وتقديم الدعم اللازم وإبراز قصص النجاح فيها.
وفي يوم الجلوس الملكي الثاني والعشرين، يؤكّد الأردن بحكمة قيادته الهاشمية ووعي شعبه العظيم، أنه يسير على درب واضح نحو المستقبل الأفضل، رغم ما يحيط به من أزمات وما يواجهه من تحديات.
التعليقات مغلقة.