الوجبات السريعة “قنابل موقوتة” تنفجر دهوناً في جسدك.. خطرها الصحي أكبر مما تتصور
الاردن اليوم -خرج خبراء الصحة بمصطلح الأطعمة فائقة المعالجة UPF لنفرق بين المنتجات الغذائية “المعالجة” معالجة بسيطة والمنتجات التي خضعت لتغيير صناعي كبير. وبعض هذه المنتجات واضح، مثل المقرمشات بطعم الجبنة، التي تحولت بأعجوبة من حبة ذرة إلى مقرمشات هشة بحجم الإبهام. لكن الأطعمة فائقة المعالجة تضم أيضاً الخبز المنتج صناعياً وحليب الصويا وبدائل الحليب الأخرى وحبوب الإفطار والفاصوليا المطبوخة.
والمعالجة ليست بالضرورة أمراً سلبياً. فالأطعمة المصنعة هي ببساطة أطعمة خضعت لتغيير وقد يكون الهدف من ذلك تسهيل هضمها، أو لزيادة سلامتها، أو للحفاظ عليها. ويمكن أيضاً، لتحسين القيمة الغذائية للطعام.
لذلك حين يُطحن القمح ويُنخل لصنع دقيق أبيض، فهذه معالجة. وحين يُضاف إليه الكالسيوم والحديد وفيتامينات ب (وهي إضافات إلزامية في المملكة المتحدة) ويتحول إلى معكرونة، فهذه معالجة. وحين يجف، فهذه معالجة أخرى. وحين تطهوه في المنزل، فهذه معالجة.
على أن خبراء الصحة يؤكدون أن الأطعمة فائقة المعالجة تمثل مشكلة بشكل عام وليست شيئاً يجب أن نتناوله كل يوم بكل تأكيد.
لذلك، تعرف على حقيقة الأطعمة فائقة المعالجة وأثرها السلبي على صحتك، والأهم كيف تعرفها وتتجنب شراءها.
من أين أتت التسمية؟
يعود تعريف الأطعمة فائقة المعالجة إلى عام 2009 حين أصدرت جامعة ساو باولو البرازيلية تصنيف NOVA لأول مرة. وتنقسم الأطعمة وفقاً لهذا التصنيف إلى أربع فئات- غير معالجة أو معالجة بالحد الأدنى، ومكونات الطهي، ومعالجة وفائقة المعالجة- وفقاً لطريقة استخدام الطعام ومقدار العبث به أثناء الإنتاج.
وهذا التصنيف لا يخلو من الجدل. إذ يشير خبراء التغذية إلى أن بعض الأطعمة التي صنفت على أنها ذات قيمة غذائية عالية، وحصلت على درجة “A” في تصنيف درجة الجودة الغذائية الفرنسي Nutri-Score، صُنفت على أنها فائقة المعالجة (سيئة) في نظام NOVA. ويؤكد آخرون أن التصنيف الفرنسي مفرط في التبسيط، ولا ينظر إلى الإضافات أو المعالجة الصناعية.
الأطعمة فائقة المعالجة تسبب السمنة والإدمان
تشير الأدلة إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة هي سبب أزمة تضاعف السمنة ثلاث مرات على مستوى العالم منذ عام 1975.
وقد يقول البعض إنها مسؤولية شخصية. نعم، ربما نأكل كثيراً ولا نمارس الرياضة بدرجة كافية. لا أحد يقول إن تناول علبة كاملة من برينغلز صحي أكثر من العشاء المشوي، لكن بالنظر إلى أن كليهما يعادل حوالي 1000 سعرة حرارية، فمن المؤكد أنه سيكون لهما التأثير نفسه على محيط الخصر. فالسعرات الحرارية هي السعرات الحرارية، أليس كذلك؟.
ولكن يبدو أن هذا لم يعد صحيحاً. ففي برنامج What Are We Feeding Our Kids؟ الذي تبثه شبكة BBC، قال الدكتور كريس فان تولكين إنه التزم بنظام غذائي لمدة شهر مكون من 80% من الأطعمة فائقة المعالجة، وهي النسبة نفسها من الأطعمة فائقة المعالجة التي يتناولها واحد من كل خمسة بريطانيين. وكانت النتائج الأولية مثيرة للإحباط كما هو متوقع: فقد زاد وزنه 6 كيلوغرامات وأصيب بالإمساك والصداع وحرقة المعدة. ووجد أن رغبته الجنسية قد تراجعت، وأنه أصبح يأكل كثيراً. لكن الأخطر من ذلك أن فحوصات الأشعة أظهرت أن النشاط في دماغ فان تولكين قد تغير بطرق تعكس استجابته لمواد مثل التبغ والكحول، في إشارة إلى أن الوجبات السريعة تسبب الإدمان.
أي عالم تغذية سيخبرك أن تناول كومة من الوجبات السريعة ليست دليلاً على أنها تتحول إلى عادة. لكنها محفزة لذلك، وبعض الدراسات في أمريكا، مثل مقياس ييل لإدمان الطعام، أظهرت أن الأطعمة الغنية بالدهون والملح والسكر والكربوهيدرات المكررة مثل البرغر والبيتزا والكعك ورقائق البطاطس والخبز الأبيض يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض الإدمان. ويوجد أيضاً دليل على أن الأطعمة فائقة المعالجة تؤدي إلى زيادة هرمون الجوع وانخفاض في هرمون الشبع، وهو ما يجعلك ترغب في تناول المزيد من الطعام.
وعلى عكس المخدرات، يسهل شراء الوجبات السريعة وتعبئتها وعرضها في مكان بارز في متجر البقالة. وهي سهلة التحضير بدرجة تشعر معها بالانزعاج إذا تجاهلتها. وهي رخيصة الثمن أيضاً. تكلف الأطعمة الصحية مثل الخضراوات والفواكه والأسماك الطازجة أكثر من الضعف لكل مئة سعر حراري مقارنة بالأطعمة غير الصحية.
التعليقات مغلقة.