لماذا يتنمر الناس على بعضهم البعض؟ 6 تفسيرات يقدمها علم النفس
الأردن اليوم : في حين قد يوحي الشخص المتنمر للآخرين بأنه أكثر قوة وسيطرة من ضحاياه، لكنه قد لا يكون كذلك في واقع الأمر، إذ يخبرنا علماء النفس بأن التنمر قد يكون ناتجاً عن مشاكل مثل تدني تقدير الذات أو التعرض لصدمات أليمة، كما قد يكون ناتجاً عن ضغوط اجتماعية معينة.
إليكم نظرة سريعة على أعماق شخصية “المتنمر” لمعرفة دوافعه والأسباب الكامنة وراء رغبته في إيذاء الآخرين أو جرح مشاعرهم:
ما هو التنمر؟
عندما يتعمد شخص ما أن يؤذي شخصاً آخر بالكلمات أو الأفعال ويسبب له ضرراً نفسياً أو جسدياً أو اجتماعياً، يسمى فعله ذاك “التنمر”، وفقاً لما ورد في موقع Health Direct، ويحاول المتنمرون عادةً أن يجعلوا من ضحاياهم أقل قوة وأكثر عجزاً.
من الممكن أن يحدث التنمر في أي مكان، في المدرسة أو العمل أو المنزل أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد يكون جسدياً، مثل الضرب أو الوخز أو التعثر أو الدفع، وفي الغالب يكون لفظياً، مثل الشتائم أو الإهانات أو الإساءة، أو حتى اجتماعياً مثل الكذب بشأن شخص ما، أو نشر الشائعات، أو تقليد شخص ما أو استبعاده عمداً من المجموعة.
كما قد يكون التنمر نفسياً ويشمل التهديد أو التخويف أو التلاعب أو المطاردة.
لكن لماذا يتنمر البعض على الآخرين؟
في دراسة استهدفت 7347، طرح الباحثون مجموعة من الأسئلة على المشاركين في التجربة، ثم قارنوا إجابات أولئك الذين لا يحبون التنمر على الآخرين مع أجوبة الذين يتنمرون على غيرهم بشكل يومي، وأجوبة أولئك الذين يتنمرون في بعض الأحيان على من حولهم.
ووفقاً لما ورد في موقع Ditch and Label، فقد خلصت التجربة إلى أن واحداً أو أكثر من العوامل التالية قد تكون سبباً للتنمر:
1. التعرض للصدمات
أظهرت البيانات أن أولئك الذين يمارسون التنمر قد تعرضوا لحادث مؤلم واحد على الأقل في حياتهم، مثل انفصال الوالدين أو وفاة أحد الأحباء.
ووفقاً للباحثين، تختلف الاستجابة لمثل هذه الأحداث الأليمة من شخص لآخر، وقد يطور البعض سلوكاً عدوانياً أو يصبحون متنمرين بسبب الصدمة التي تعرضوا لها.
2. السلوكيات العدوانية
66% من الأشخاص الذين اعترفوا بالتنمر على شخص آخر كانوا من الذكور. ويعتقد الباحثون أن الأمر متعلق بطريقة تربية الذكور المختلفة عن الإناث في معظم المجتمعات.
فعندما يحاول الذكور إظهار التعاطف مع الآخرين أو التصرف تبعاً لمشاعرهم يتم نهيهم عن ذلك ويطلب منهم ألا يكونوا مثل “الفتيات”، تنمي هذه الثقافة النزعة العدوانية عند الذكور ويصبحون أقل قدرة على التعاطف مع الآخرين.
على الصعيد الآخر تُربى الفتيات على أنهن كائنات عاطفية وحساسة، ويتم تشجيعهن في الحديث عن القضايا التي تشكل مصدر إزعاج لهن في حين لا تتاح مثل هذه المساحة للذكور ظناً من ذويهم أن “الرجال” عليهم أن يتسموا بالقوة والجدية.
بناءً على ذلك قد يبدأ الذكور بإظهار سلوكيات عدوانية، أحدها التنمر كرد فعل على المشكلات التي تواجههم في الحياة ولا يستطيعون التحدث عنها لأنهم “رجال”، ولأنه يتوجب عليهم أن يكونوا “أقوياء”.
ويوضح الباحثون أن السلوك العدواني ليس شيئاً فطرياً لدى الذكور، إنما هو سلوك مكتسب يتم تكريسه بكثافة ونشاط من قبل المجتمع الذي يفرض على الذكور والإناث على حد سواء أدواراً معينة استناداً إلى جنسهم فقط.
3. تدني تقدير الذات
قد يكون تدني تقدير الذات أحد الأسباب التي تدفع المتنمرين للتنمر على الآخرين.
يحاول المتنمر إخفاء شعوره السيئ تجاه نفسه ومداراة النقص الذي يشعر به عبر التنمر على الآخرين وإظهارهم بمظهر سيئ.
4. التعرض للتنمر في وقت سابق
أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر في السابق أكثر عرضة بمرتين لأن يصبحوا متنمرين.
قد يكون أولئك المتنمرون قد تعرضوا للتنمر وهم أطفال أو لا يزالون يتعرضون للتنمر حتى الآن.
غالباً ما يتم استخدام التنمر في هذه الحالة كآلية دفاعية ويميل الناس إلى الاعتقاد بأنه من خلال التنمر على الآخرين، سيصبحون محصنين ضد تعرضهم للتنمر.
5. ظروف عائلية صعبة
شخص واحد من كل 3 أشخاص من المتنمرين المشاركين في الدراسة قالوا إن حياتهم العائلية مليئة بالاضطرابات أو أن والديهم لم يمتلكوا الوقت الكافي لقضائه معهم فيما مضى.
وفي الغالب كان أولئك المتنمرون من أسر يسودها العنف، أو من عائلات كبيرة للغاية ولا يسودها التفاهم، أو أن ذويهم ينظرون لهم نظرة دونية.
6. ضغوط مجتمعية
هناك بعض المتنمرين الذين لا يشعرون بالراحة كونهم يتنمرون على الآخرين مع ذلك فهم يقومون بهذا الفعل الذي يكرهونه بسبب ضغوط مجتمعية معينة.
من المرجح أن يشعر أولئك المتنمرون بأن علاقاتهم العائلية أو صداقاتهم ليست متينة، ومن أجل الحفاظ على هذه العلاقات قد يضطرون للتنمر على الآخرين.
على سبيل المثال إذا كان أحد المراهقين في مجموعة ما جميع أفرادها متنمرون سيشعر بأنه الحلقة الأضعف بين أقرانه إن لم يكن مثلهم، وقد يحتقر أصدقاءه سلوكه اللطيف مع الآخرين فيضطر أن يكون متنمراً لينال استحسانهم.
التعليقات مغلقة.