هل نجحت الحكومة؟!

99
الاردن اليوم
كتب – ابراهيم عبدالمجيد القيسي.
الصيف الآمن والتعافي الاقتصادي، هدفان كبيران، وضعتهما الحكومة ضمن اولى أولوياتها، للتعامل مع الوضع الوبائي الجاثم على صدورنا وعلى كل العالم، وحتى في الأشهر الثلاثة الأولى من عمرها، كنا ننتقد هذه الحكومة على التخبط في القرارات والإجراءات التي تتخذها لمواجهة الوباء وتداعياته وآثاره على الحياة العامة، بما فيها الاقتصادية والاجتماعية والتعليم، وكان الحديث امتدادا لحديث صاخب بالانتقاد وعدم الرضا، على الحكومة التي سبقتها، فكلنا انتقدنا ما أسميناه تخبطا في التعامل مع الجائحة، وحتى حين أعلنت الحكومة الحالية حظرا جزئيا لمدة 45 يوما، استمر حتى منتصف شهر أيار الماضي، كان قرارها محل تأفف وانتقاد، واعتبرنا قرارها بمثابة وجبة كاملة من القرارات الأسبوعية التي كانت متبعة قبلها، ثم جاء قرارها وأمر الدفاع التالي، الذي عبرت فيه عن الهدفين المطلوبين من وراء إجراءاتها المستقرة نسبيا، مقارنة مع الإجراءات السابقة، وهما الصيف الآمن، ثم العودة الى الحياة الطبيعية برفع الحظر وكافة القيود.
اكتب هذه المقالة ولا أعلم هل ستخرج علينا الحكومة في جلسة مجلس الوزراء بقرارات جديدة على صعيد الحظر وفتح القطاعات، فمع نهاية هذا اليوم، تنتهي مرحلة كانت الحكومة قد أعلنت عنها قبل شهر ونصف الشهر، حين خففت القيود الصحية عن الناس والقطاعات المختلفة، بعد أن كانت قد تجاوزت مرحلة حرجة من المنحنى الوبائي، كان عدد الإصابات اليومية يقترب من 10 آلاف، وكانت صفارة حظر التجول تنطلق في السابعة مساء، لترفع القيود نسبيا وتنطلق صفارة الإنذار 11 ليلا، وحددت الحكومة 45 يوما انتهت أمس، لنبدأ مرحلة أخرى يتم التخفيف معها من قيود أخرى، وصولا الى الفتح الشامل لكل القطاعات، وهو قرار مرهون بتطعيم 2.5 مليون مواطن.
الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، وأصدرت بشأنها اوامر دفاع محدودة، ولمدة شهر ونصف كل مرة، وعلى الرغم من أنها تعتبر فترة (ماراثونية)، مقارنة بالفترات السابقة التي وصفناها بالمتخبطة، أنجزت حالة من الاستقرار والتوازن في التعامل مع الجائحة وتداعياتها، وذلك على الرغم من أن الشهور الثلاثة الأخيرة، شهدت أحداثا سياسية وتحديات أمنية واقتصادية كبيرة.. إلا أننا لا يجوز لنا أن ننكر التوازن والاستقرار والشهادة للحكومة بالنجاح والتفوق على نفسها وغيرها في هذا المجال.
اليوم تنطلق ما أسميها المرحلة الثالثة من الإجراءات الحكومية الموفقة (حتى الآن)، في تعاملها مع الحالة الاستثنائية، ومحاولة تجاوزها بسلاسة وضمن خطة مجدولة زمنيا، وصولا للهدف الأكبر، وهو دحر الجائحة عن الأردن إلى غير رجعة بمشيئة الله.
أنا كالأغلبية، لست راضيا عن الظروف والأوضاع العامة، ولا حتى عن كثير من السياسات الحكومية في تعاملها مع الجائحة وغيرها، لكنني أستطيع التعبير عن كل الرضا على خطة حكومة بشر الخصاونة للانتقال لصيف آمن واقتصاد متعاف، وحياة عامة بكامل طاقتها وحيويتها.

التعليقات مغلقة.