الضغط النفسي يعزز ظهور الشعر الأبيض.. والهدوء والاسترخاء قادران على قلب المعادلة!
الاردن اليوم :
يقول كثيرون إن “ضغوطات الحياة تشيّب الشعر”، ومع أن المصطلح يقصد المبالغة للتعبير عن الإعياء من بعض متغيرات الأمور، لكن الدراسات العلمية الحديثة أكدت أن التوتر والقلق قادران فعلاً على تحويل لون الشعر وإفقاده عناصره، بحيث يصبح رمادياً من فرط التعرض للضغوط.
وفي دراسات حول تأثير التوتر على بصيلات الشعر وعناصر اللون التي تعطيه مظهره الطبيعي، اتضح أن التوتر فعلاً يحفّز نمو الشعر الأبيض، ووجدت أيضاً أنه بالاسترخاء وتعزيز الهدوء والاسترخاء في الحياة بالإمكان عكس تلك المعادلة.
لماذا ينمو الشعر الأبيض من الأساس؟
الشعر الرمادي أو الشعر الأبيض، والذي لطالما تمت الإشارة إليه مزحاً أنه نتيجة الخبرات والتجارب والضغوطات النفسية المزمنة، هو أوضح أعراض إصابة الشخص بالشيخوخة التي ارتبطت بالضغط العصبي والنفسي لفترة طويلة، ولكن لطالما كان من الصعب إثبات تلك النظرية بشكل علمي مدروس.
وفي دراسة نشرها موقع WebMD الطبي، قال باحثون إنهم يستطيعون اليوم قياس ما يحدث بالضبط عندما يصبح الشعر رمادياً أو في مرحلة تحول الشعر الملون إلى الشعر الأبيض.
كما قدموا أدلة أيضاً على أنه يمكن عكس ذلك التأثير في بعض الأحيان.
ويتحول لون الشعر إلى اللون الرمادي مع انخفاض عنصر يُدعى الميلانين، وهو صبغة موجودة في الجلد والعينين والشعر.
وقبل جزء الشعر الذي ينمو من فروة الرأس ينمو جزء كبير من الشعر أيضاً تحت الجلد في بصيلات تتلقى إشارات كيميائية وكهربائية من الجسم، بما في ذلك هرمونات التوتر والقلق.
وبمجرد ضخ تلك المواد الكيميائية في الجسم تتصلب الشعيرات في مراكزها وبصيلاتها الداخلية، ويتم الحفاظ على تركيبتها الجزيئية وانعكاسها في صبغتها. وباستخدام الماسحات الضوئية عالية الدقة، تمكن العلماء الآن من اكتشاف تغيرات صغيرة تحدث في اللون في خيوط مفردة من شعر الإنسان.
التوتر يغيّر تركيب صبغات الشعر
وقام البحث الذي أجرته جامعة كولومبيا الأمريكية، والمنشور بموقع WebMD، بقياس فقدان اللون في خيوط مفردة من شعر الإنسان من 14 متطوعاً احتفظوا بمذكرات لتوثيق مستويات الإجهاد الأسبوعية لديهم.
وكانت النتائج مذهلة، كلما كان المتطوعون يعانون من مزيد من التوتر والقلق، فقد شعرهم صبغة لونه الأساسية وعانوا من نسبة أكبر من الشعر الأبيض.
ليس هذا فحسب، بل تحول الأمر مع تخفيف التوتر أيضاً، إذ استعاد شعرهم لونه، وتضاءلت كمية الشعر الأبيض في رؤوسهم بتعزيز مشاعر الهدوء والاسترخاء في حياتهم اليومية.
يمكن تقليل نمو وانتشار الشعر الأبيض بتعزيز الهدوء والاسترخاء
واستخدم الباحثون طريقة لالتقاط صور لشظايا الشعر بالغة الصغر، وهي تتعرض للتغيرات والنمو لمدة ساعة متواصلة، وتم تطوير هذه التقنية، التي سمحت للباحثين بتقييم مرحلة فقدان الصبغة أو لون الشعر، وعندما تغير لون الشعر لدى الأشخاص المصابين بالإجهاد والتوتر الشديد بصورة دورية، لاحظ الفريق اختلافات في 300 بروتين.
وتضيف هذه النتائج إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تظهر أن الشيخوخة ليست عملية بيولوجية ثابتة، بل يمكن إيقافها أو حتى عكس بعض أعراضها ولو بشكل مؤقت.
ومن خلال فهم أفضل للأسس البيولوجية لفقدان الصبغة، من الممكن أن يتم عكس تأثير الشعر الأبيض يوماً ما بزيارة العيادات الطبية بدلاً من صالونات التصفيف.
هناك أسباب أخرى أيضاً لانتشار الشعر الأبيض
في حالات أخرى، قد يجد الشاب المراهق قبل بلوغ العشرينات، انتشار الشعر الأبيض بشكل مفاجئ في رأسه. وأحياناً قد يجد البعض خصلة كاملة ومُركزة من البياض وسط الشارع الداكن بصورة طبيعية.
وفيما يلي الأسباب الشائعة للشعر الأبيض المبكر:
1- الأسباب الوراثية
إذا لاحظت انتشار الشعر الأبيض لديك من سن مبكرة، فمن المحتمل أن يكون شعر والديك أو أجدادك أيضاً كان مصاباً بالشيب في سن مبكرة.
ولا يمكنك تغيير علم الوراثة أو عكس هذا الأثر الجيني ومنعه من الوقوع، ولكن إذا لم تعجبك مظهر شعرك الرمادي، هناك دائماً خيارات تلوين الشعر والصبغات وطرق التلوين المختلفة.
2- الإجهاد العام والإعياء
يعاني الجميع من التوتر من وقت لآخر. وكما سبق وأسلفنا فهو من أشد المؤثرات المباشرة على شيخوخة الشعر، ويمكن أن تشمل عواقب الإجهاد المزمن ما يلي أيضاً:
-
مشاكل النوم
-
القلق المزمن
-
تغير في الشهية
-
تغيرات في جودة النوم
-
ضغط الدم المرتفع
-
الاكتئاب المزمن
-
أمراض القلب والشرايين
التعليقات مغلقة.