مخاوف كبيرة من العملات المشفرة
الأردن اليوم – حقق أناند سينغال مدخرات قدرها 50 ألف دولار أميركي منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره وهو يمارس الترميز المستقل من غرفة نومه في نيودلهي، حيث كان يخطط أن تكون هذه المدخرات مقابل حلم دراسة الماجستير في علوم الكمبيوتر في الولايات المتحدة، لكن أمواله اختفت في غضون سبع دقائق فقط في 19 مايو الماضي.
تجمدت منصة “Binance”، أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم، لأكثر من ساعة في مايو، مع انخفاض سعر البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى. تم إغلاق حسابات سينغال وآخرين كانوا قد قاموا برهانات عالية على صعودها، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ومع تفاقم الخسائر، استولت البورصة على ضمانات الهامش وتصفية ممتلكاتها.
وقال سنغال للصحيفة، إنه خسر 50 ألف دولار بالإضافة إلى 24 ألف دولار حققها في تداولات سابقة.
ويحاول متداولو هذه المنصة حول العالم استرداد أموالهم. ولكن على عكس منصة الاستثمار الأكثر تقليدية، فإن “Binance” غير منظمة إلى حد كبير وليس لها مقر، مما يجعل من الصعب عودة هذه الأموال.
وسنغال واحد من حوالي 700 متعامل على هذه المنصة، يعملون مع محام في فرنسا لتعويض خسائرهم. وفي إيطاليا، تقدم مجموعة أخرى التماسًا إلى Binance بشأن نفس المشكلة.
ويحذر محللون من أن أسعار العملات المشفرة في خطر، بحسب موقع “فوربس”، حيث واجهت أسعار العملات المشفرة، ومنها البيتكوين، صعوبات في الأسابيع الأخيرة مع تفاقم الحملة القمعية التي تقودها بكين، خاصة وأن تعدين ما يصل إلى نحو 80 في المئة من هذه العملات كان يتم في الصين.
فقد انهار سعر البيتكوين في مايو، وفقد 50 في المئة من قيمته، وظل تحت الضغط منذ ذلك الحين، في الوقت الذي انخفضت فيه أيضا ثاني أكبر عملة مشفرة، الإيثريوم، إلى أكثر من النصف.
وأدت الحملة الصينية إلى تراجع سعر البيتكوين على سبيل المثال إلى نحو 32 ألف دولار بعد أن كانت قد سجّلت ارتفاعا قياسيا بلغ نحو 65 ألف دولار في أبريل.
وبحسب “فوربس”، فقد ظهرت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن الصين بدأت في منع الوصول إلى بورصات العملات المشفرة الرئيسية.
وتكافح Binance حملة تنظيمية عالمية في الأسابيع الأخيرة، حيث كثفت الولايات المتحدة والبلدان في جميع أنحاء أوروبا من تدقيقها في البورصة.
وأجبرت حملة الصين على تعدين البيتكوين والعملات المشفرة الشهر الماضي أولئك الذين يستخدمون أجهزة كمبيوتر عالية الطاقة لتأمين شبكة البيتكوين والتحقق من صحة المعاملات خارج البلاد.
وأدى طرد عمال مناجم البيتكوين والعملات المشفرة من الصين إلى انخفاض معدل تجزئة البيتكوين، وهو مقياس لمقدار قوة الحوسبة التي يتم توجيهها إلى شبكة البيتكوين، إلى أدنى مستوى في 13 شهرًا خلال الأسبوعين الماضيين.
وتعرضت شبكة الإيثيريوم أيضًا لحظر التعدين المشفر في الصين، حيث انخفض معدل تجزئة الشبكة بحوالي 20 في المئة منذ مايو مع انخفاض طاقة التعدين.
وشددت بكين مقاربتها حيال تعدين العملات المشفّرة للقضاء على المخاطر المالية الناتجة عن المضاربة.
وسيتشوان مقر لعدد كبير من مواقع تعدين العملات المشفّرة التي تتطلب كمية هائلة من الطاقة وهي متوفرة بكثرة من مصادر الطاقة الكهرومائية وبأسعار رخيصة في المقاطعة.
بعد انخفاضه إلى أقل من 30 ألف دولار في الأسابيع الأخيرة، استقر سعر البيتكوين فوق نفس المستوى بقليل، لكن فشلها في استعادة العملة المشفرة مكاسبها المفقودة منذ انهيارها في مايو ترك العديد من مراقبي سوق العملات الرقمية قلقين.
ونقلت “فوربس”، عن أليكس كوبتسيكيفيتش، كبير المحللين الماليين في “أف أكس برو”، تحذيره من أنه إذا انخفض سعر البيتكوين إلى أقل من 30 ألف دولار، “فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى موجة جديدة من التصفية”، مشيرا إلى أن أي عاصفة صغيرة يمكن أن تتحول إلى عمليات بيع واسعة النطاق.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست”، في تقرير الخميس الماضي، أن عمال مناجم البيتكوين فتحوا منشآت جديدة في تكساس الأميركية، وهي ولاية تم الترحيب بها باعتبارها عاصمة العملة الرقمية المشفرة.
وبحسب الصحيفة، تقوم شركة “وينستون” بتوسيع كبير لمنشآتها خارج “روكدال”، بهدف مضاعفة قدرتها، حيث من المتوقع أن يتطلب منجم العملة المشفرة 750 ميغاوات من الطاقة، وهو ما يكفي لتشغيل أكثر من 150.000 منزل في تكساس خلال ذروة الطلب.
وتشير تقديرات أممية إلى أن شبكة “بيتكوين” تستهلك طاقة أكثر من العديد من البلدان، مثل كازاخستان وهولندا.
فكمية الطاقة اللازمة لكل معاملة تعد “هائلة” مقارنة بمقدار الطاقة الذي تستهلكه بطاقات الائتمان التقليدية.
على سبيل المثال، تستهلك معاملة واحدة لـ”ماستر كارد” 0.0006 كيلو واط في الساعة، بينما تستهلك معاملة “بيتكوين” 980 كيلو واط في الساعة، وهو ما يكفي لتزويد منزل كندي عادي بالطاقة لأكثر من ثلاثة أسابيع، وفقا لتقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة، الأحد.
ويتنافس عمال مناجم العملات المشفرة مع بعضهم البعض في جميع أنحاء العالم لإنشاء رمز الكمبيوتر الذي ينتج عنه إنتاج عملة بيتكوين واحدة، حيث تسمح الخوارزمية التي تحكم إنتاج عملة البيتكوين بإنتاج 6.25 بيتكوين فقط كل 10 دقائق، من بين 70 ألف منجم تشفير تعمل على الأرجح حول العالم.
لكن سينغال، البالغ من العمر 24 عاما، والذي انتقل العام الماضي إلى طوكيو للعمل في شركة برمجيات يقول: “لن أتداول أبدًا مرة أخرى العملات المشفرة. أنا مصدوم”.
التعليقات مغلقة.