فوز ساحق لمؤيدي أوروبا في الانتخابات التشريعية في مولدافيا

67

الاردن اليوم : 

فاز حزب الرئيسة المولدافية المؤيد لأوروبا مايا ساندو في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت الأحد متقدّماً بفارق كبير على خصومه الموالين لروسيا، وهو ما يسمح لها بإجراء الاصلاحات في هذا البلد، أحد أفقر الدول الأوروبية.

بعد فرز 99,95% من الأصوات، حصل حزب العمل والتضامن (يمين الوسط) بقيادة الرئيسة على نحو 52,7% من الأصوات، مقابل 27,2% من الأصوات نالتها كتلة الاشتراكيين والشيوعيين بزعامة الرئيس السابق الموالي لروسيا إيغور دودون.

كما حصل حزب رئيس البلدية السابق المشكك في الاتحاد الأوروبي، رجل الأعمال إيلان شور على 5%، وهي العتبة التي تسمح له بدخول البرلمان.

وقالت ساندو (49 عاما) في منشور عبر فيسبوك “آمل أن يكون اليوم نهاية حقبة صعبة لمولدافيا. آمل أن يكون اليوم نهاية عهد اللصوص في مولدافيا”.

وأضافت ساندو في رسالتها “التحديات كبيرة، والناس بحاجة إلى نتائج” و”يجب أن يشعروا بفوائد وجود برلمان نظيف” و”حكومة نزيهة ومختصة”، داعية إلى “استخدام طاقة التصويت اليوم من أجل تغيير مولدافيا”.

وتم تحقيق النتيجة بشكل خاص بفضل الشتات المولدافي الذي منحها اكثر من 86 % من أصواته.

ومن المقرر أن يقدم مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تقريراً عن التصويت بعد ظهر الاثنين.

ويجزم العديد من المولدافيين أن الرئيسة مايا ساندو، الخبيرة الاقتصادية سابقاً في البنك الدولي، تمثل “رمزا للتغيير” والنزاهة، وهي ميزة نادرة في نظام سياسي ينهشه الفساد، وفق المحلل السياسي أليكسي تولبور.

وتشهد مولدافيا، الدولة الصغيرة المحصورة بين أوكرانيا ورومانيا، منذ استقلالها في 1991 أزمات سياسية متكررة، إضافة إلى صراع مجمّد في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا.

وسكان البلاد البالغ عددهم 2,6 مليون نسمة منقسمون تاريخيا بين من يفضلون علاقات وثيقة مع روسيا ومن يميلون إلى الاتحاد الأوروبي.

– اختبار بالنسبة لساندو-

أرهقت قضايا فساد متعددة السكان، يتعلق أبرزها باختفاء مليار دولار، أي ما يعادل 15% من الناتج المحلي الإجمالي، من خزائن ثلاثة بنوك في العام 2015.

بعد فوزها الساحق في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 خلفاً لإيغور دودون المقرب من موسكو، لم تتمكن ساندو من تطبيق السياسة التي تعهدت بها بسبب سيطرة حزب منافسها على البرلمان.

ونجحت ساندو، في نيسان/ابريل، في حلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة. وأصبح بإمكانها الآن التصرف بحرية ويتعين عليها العمل على ذلك سريعاً.

والحصول على الأغلبية البرلمانية الموالية “يعني عدم إجراء مفاوضات أو مشاورات صعبة ولا إضاعة الوقت” عند تشكيل حكومة جديدة، بحسب تولبور.

لكن المحلل أشار إلى أنه “اختبار لساندو وحكومتها. فهم يملكون زمام السلطة بالكامل وفي حالة الفشل، لن يقع اللوم على أي أحد آخر”.

ولفت المحلل فيكتور سيوبانو، من جهته، إلى أنه “حتى مع وجود أغلبية برلمانية، لن يكون من السهل (بالنسبة لها) تنفيذ مشاريعها الضخمة من أجل تغيير جذري للدولة”.

علاوة على ذلك، يضم المجتمع العديد من المؤيدين لروسيا، وغالباً ما يشعرون بالحنين إلى الاتحاد السوفياتي، خاصة بين كبار السن.

وأوضح سيوبانو “ان المشاعر المؤيدة لروسيا تتضاءل ويتعزز التأييد لأوروبا، أنها نزعة. لكن ليس عاملاً حاسماً بعد”.

ويرى كثير من المحللين بأنّ الاقتراع سجل تراجعاً واضحاً لتأثير موسكو السياسي على كيشيناو.

وسبق لساندو أن اثارت غضب الكرملين بدعوتها إلى مغادرة القوات الروسية لمنطقة ترانسنيستريا الخارجة عن السيطرة المولدافية منذ حوالى 30 عاماً. ودعت إلى انتشار مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مكانهم.

 

 

التعليقات مغلقة.