د.سعد الخرابشة: بعد 10 شهور من انشاء “المركز الوطني للأوبئة” … لم يرى النور
الأردن اليوم – د. سعد الخرابشة.
قال وزير الصحة السابق رئيس لجنة تقييم الوضع الوبائي سابقاً، د. سعد الخرابشة، إن المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية، أنشئ منذ 10 شهور بإرادة ملكية، ولم يرى النور حتى اللحظة.
وتسائل الخرابشة، عن عدم تفعيل هذا المركز رغم تعيين رئيساً له وكادر من الخبراء ومجلس إدارة برئاسة رئيس الوزراء وتم استئجار مبنى له، بحسب الخرابشة.
وتالياً المقال:-
للمرة الثالثة أكتب عن هذا المركز والذي صدر قرار إنشائه بناءً على توجيه ملكي للحكومة الحالية عند تكليفها.
لقد مضى ما يقارب العشرة شهور على صدور نظامه ولا زال تفعيله لم يرى النور بل بقيت مهامه على الورق فقط رغم أننا بأمس الحاجة لنلمس بواكير أعماله ونحن نشهد هذا الوباء الخطير الذي مسّ كل مناحي حياتنا الاجتماعية والصحية والاقتصادية.
سمعنا أنه تم تعيين رئيساً له وكادر من الخبراء ومجلس إدارة برئاسة رئيس الوزراء وتم استئجار مبنى له، لكننا لم نسمع حتى اللحظة قيام هؤلاء الخبراء بإجراء بحث علمي واحد يثري الخبرة الوطنية حول وباء كورونا في الأردن واقتصر الدور على الظهور الإعلامي في القنوات التلفزيونية لبعض المسؤولين في المركز للتحدث حول معطيات وباء الكورونا، ثم مالبث هذا الظهور واختفى لاحقاً.
كنت قد كتبت سابقاً ولعدة مرات أن هذا المركز لن يكتب له النجاح بدون وجود حاضنة له كوزارة الصحة أو إحدى الجامعات الرسمية. وأقترح اليوم وبما أن هنالك دائرة في وزارة الصحة معنية بمكافحة الأمراض السارية منذ عشرات السنين ولها أمين عام لشؤون الأوبئة والأمراض السارية فإنني أكرر اقتراحي السابق بأن يعاد تعديل نظام المركز وإتباعه لوزارة الصحة بحيث يكون الوزير رئيساً له ويديره الأمين العام لشؤون الأوبئة والكوادر الفنية التابعة لمديرية الأمراض السارية في المركز والميدان، مع إمكانية توفير الإستقلالية الكاملة لعمله ووسائل الدعم اللوجستي والفني اللازمة وخاصة ما يتعلق باستقطاب الخبراء الضروريين. ولدينا تجربة سابقة وناجحة تمثلت في مؤسسة الغذاء والدواء.
أما أن نستمر بإنشاء هياكل إدارية موازية لعمل الوزارات بدون جدوى فيعتبر مضيعة للجهد والوقت وهدراً للموارد.
وهنا أعود وأذكر بتجربة إنشاء المجلس الصحي العالي غير الناجحة للأسف رغم أنه صدر نظام إنشائه في ثمانينيات القرن الماضي وبقي على الورق حوالي ٢٠ عاماً ثم صدر له قانون و فُعّل عمله لبضعة سنوات قليلة خلال آخر عشرين عام ثم عاد مجمداً وهو حالياً بدون أمين عام وعدد الكوادر الفنية فيه لا يتجاوز حسب علمي الثلاثة أشخاص.
إن من أبرز أسباب فشل المجلس الصحي العالي حسب خبرتي عدم وجود الرغبة لدى مؤسسات القطاع الصحي للتعاون والتنسيق فيما بينها إضافة لعدم قيام الحكومات المتعاقبة بتوفير سبل الدعم لتطور هذا المجلس.
أخشى أن تكون نهاية المركز الوطني للأوبئة كنهاية المجلس الصحي العالي.
التعليقات مغلقة.