إلا أن محللين ومتخصصين في الشأن الليبي رأوا في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” أن هذه الاشتباكات بين ميليشيا قوة الردع وميليشيا غنيوة، وغيرها من اشتباكات تتابع في الأسابيع الأخيرة بين الميليشيات من نفس النوعية، ما هي إلا مناورة عسكرية يرسل بها التنظيم الإرهابي رسالة بأنه “لا انتخابات في الغرب الليبي” ضمن محاولاته لإفشال الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة ديسمبر المقبل.

وقال مصدر مطلع  إن هناك حالة احتقان بين الميليشيتين منذ عدة أيام بسبب صراع دائر بينهما على من يسيطر على مستشفى طرابلس الدولي.

وأضاف المصدر أن هاتين الميليشيتين تحديدا هما الأكثر عبثا بطرابلس ومؤسساتها، وأن بين الحين والآخر تندلع اشتباكات بينها، آخرها كان قرب وزارة الخارجية.

وازدادت حالة الاحتقان بين الميليشيتين بشكل كبير مؤخرا؛ ما دفعهما لتعزيز عناصرهما بأسلحة ثقيلة ومتوسطة؛ تحسبا لوقوع اشتباكات، فيما شهد مطار معتيقة، مقر قوة الردع، الأيام الماضية حالة استنفار لهذه العناصر، بحسب المصدر ذاته.

وتابع أن سبب اندلاع الاشتباكات الخميس هو أن قوة من ميليشيا الردع أدخلت دورية تابعة لها في منطقة نفوذ تابعة لميليشيا غنيوة؛ حيث أن العاصمة طرابلس قسمها تنظيم الإخوان على ميليشياته في شكل مربعات كل ميليشيا لها منطقة سيطرة ونفوذ فيها.

ويواصل المصدر قائلا إنه فور دخول الدورية فتحت عناصر ميليشيا غنيوة النار عليها لتفر سريعا من موقع القتال، لافتا إلى أن المنطقة التي شهدت الحادث تقع قرب شارع الزاوية وسيمافرو باب بن غشير.

وعقب انسحاب الدورية ووصولها إلى منطقة نفوذها، أبلغت بما تعرضت له من اعتداء على أيدي ميليشيا غنيوة، لتقصفت ميليشيا الردع مناطق غنيوة بالأسلحة المتوسط والثقيلة في اشتباكات لم تشهدها العاصمة منذ تولي عبد الحميد الدبيبة رئاسة الحكومة الليبية مارس الماضي.

ولفت المصدر إلى أن أصوات القذائف سمعها المواطنين القاطنين في العديد من المناطق ببن غشير وشارع السيدي وسط العاصمة إلى منطقة تاجوراء.

محاولات تهدئة

وتدخلت عناصر من المخابرات الليبية لتهدئة الأمور، داعية المتصارعين لوقف إطلاق النار وحضور اجتماع لبحث الأزمة، إلا أن غنيوة رفض الحضور وسط توقعات بتفجر الوضع هناك.

وألقت أطراف ليبية اللوم والمسؤولية على تركيا والقيادي الإخواني فتحي باشاغا، وزير الداخلية السابق في حكومة فايز السراج السابقة على حكومة الوحدة الوطنية، بتحريك الميليشيات التي ساهم في تأسيسها لمحاصرة مؤسسات الحكومة في طرابلس وبث الفوضى هناك؛ لتنفيذ مخططات تخدم تنظيم الإخوان وتقضي بعدم إجراء الانتخابات في موعدها.

ويعلق المحلل السياسي إبراهيم الفيتوري على هذه التطورات بقوله: “إننا حذرنا أكثر من مرة على قدرة الميليشيات على السيطرة في أي وقت على العاصمة الليبية التي يوجد بها كافة مؤسسات الدولة”.

وأضاف الفيتوري في تصريح صحفي، أنه دائما وعلى مدار عشر سنوات كانت العاصمة تتعرض لمثل هذه الأحداث قبل اتخاذ قرار سياسي مهم أو إجراء انتخابات جديدة، وأغلب هذه الأوقات تكون الفصائل السياسية المتحكمة في هذه الميليشيات موضوعة في مأزق كبير يهدد تواجدها.

ونبَّه إلى أنه لم يتبق سوى 5 أشهر على الانتخابات والإخوان وجماعات الإسلام السياسي على دراية أنهم بلا شعبية وأن إجراء الانتخابات ليس في مصالحهم؛ فمن الطبيعي أن الميليشيات التي تحشدها الجماعة منذ 2011 وصرفت عليها المليارات أن تتحرك لإنقاذهم.

السؤال المهم

وطرح المحلل السياسي ما وصفه بالسؤال المهم، وهو: “في ظل صمت المجتمع الدولي، هل ستتمكن الحكومة من إدارة انتخابات ديمقراطية في العاصمة طرابلس مع وجود هذه الميليشيات؟”

كما لفت إلى أنه، وحتى الآن، لم تُستخدم ورقة المرتزقة منذ وقف إطلاق النار، ولكن تركيا مصرة على تواجدهم في البلاد لمثل هذه الظروف، وقد يتم استخدام هذه الورقة في أقرب وقت لإفساد المسار السياسي في البلاد.

وعلى هذا، وصف اشتباكات طرابلس الدائرة بين ميليشيا قوة الردع وميليشيا غنيوة بأنها “ما هي إلا مناورة عسكرية الهدف منها إرسال رسالة تقول إنه لا انتخابات في الغرب الليبي”.

وتشير تقديرات غير رسمية، إلى أن هناك أكثر من 300 مجموعة مسلحة في ليبيا، بعضها تتبع تنظيم الإخوان والقاعدة وداعش والجماعة الليبية المقاتلة، وأخرى جهوية وعرقية، وثالثة تتبع شخصيات قيادية في طرابلس.

وكالات