“السياحة التوراتية” في الخان الأحمر.. تهديد استيطاني بثوب جديد

89

الأردن اليوم : 

على بعد أمتار قليلة من تجمع أبو داهوك البدوي المهدد بالتهجير في الخان الأحمر شرق القدس المحتلة يصادف الزائر لافتة كتب عليها باللغة الإنجليزية “التخييم في صحراء إسرائيل”.

وبعد السير لدقائق في السيارة سيتفاجأ الزائر بلافتة مشروع استيطاني سياحي يطلق عليه اسم “سفر التكوين”.

في المنطقة يتنقل البصر بين مجموعة من الغزلان البرية، التي تحاصرها مستوطنة كفار أدوميم والبوابات الحديدية التي نصبها الاحتلال وثُبتت خلفها عشر خيام بيضاء، التي تنص عليها الأسفار الخمسة في كتاب التوراة، كما يعتقد اليهود.

ويروّج الاحتـلال لهذا المشروع الاستيطاني بأنه “يقع في قلب صحراء يهودا بالطريق إلى البحر الميت، في مكان سحري يتيح للزوار تجربة الحياة كما كانت في العصور التوراتية؛ يستقبلهم خادم إبراهيم ليجربوا في خيمته الضيافة الأسطورية”.

ويعيش سكان التجمع البدوي المهددين بالتهجير في أي لحظة، وهم يرون بأم أعينهم انتعاش مشروع استيطاني يجاورهم في الصحراء الفلسطينية التي يهددها سرطان الاحتلال.

سرقة التراث

وفي محاولة لسرقة التراث البدوي الفلسطيني يعد القائمون على المشروع الاستيطاني القهوة العربية ليستقبلوا بها الزوار، ويصنعون لهم خبز الصاج، ويطهون الزرب، ويأخذونهم في جولات على الجمال، ويقيمون لهم الاحتفالات في بيوت الشعر، ومنهم من يقيم حفل زفافه في المكان.

ويدّعي الاحتلال أنها تراث إسرائيلي توراتي.

وضمن جهود الاحتلال والقائمين على المشروع، يروج موقع “بوكينغ” (Booking) الشهير لهذا المشروع الاستيطاني، ويتيح فرصة الحجز فيه بقيمة تسعين دولارًا لليلة الواحدة، وقبل ذلك روج موقع “أير بي أن بي” (airbnb) لبيوت المستوطنات.

وفي حين  تتواصل عمليات التهويد في الخان الأحمر ينتظر أن تعلن حكومة الاحتلال عن موقفها بشأن أمر “إخلاء” التجمع خلال ستة أسابيع.

وأصدرت محكمة الاحتلال العليا في 5 سبتمبر 2018، قرارا نهائيا بهدم “الخان الأحمر”، بعد رفضها التماسَ سكانه ضد تهجيرهم وهدم التجمع المكون أغلبه من خيام ومساكن من الصفيح.

وحذر الفلسطينيون والمجتمع الدولي من مغبة تنفيذ قرار التهجير والهدم.

ويسكن نحو 190 فلسطينيا من عشيرة الجهالين البدوية، المنحدرة من النقب المُهجرة عام 1948، في التجمع المقام منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي.

عزل القدس

ويحيط بالتجمع عدد من المستوطنات؛ حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاحتلالي المسمى “E1”.

ويتضمن المشروع الاستيطاني “E1” إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية لغرض ربط مستوطنة “معاليه أدوميم” مع القدس.

ومن شأن تنفيذ عملية الهدم التمهيد لإقامة مشاريع استيطانية تعزل القدس عن محيطها، وتقسم الضفة الغربية إلى قسمين.

  المركز الفلسطيني للإعلام

التعليقات مغلقة.