لماذا نهتم بأخبار المشاهير ونلاحق الشائعات التي تحيط بهم؟ علم النفس يجيب
73
Share
الاردن اليوم : حتى لو لم تكن مهتماً بأخبار المشاهير، قد يدفعك الفضول بين الحين والآخر لمعرفة تفاصيل أكثر حول فضيحة الفنان الفلاني أو المستجدات في حياة الفنانة الفلانية.. وبطبيعة الأحوال هناك الكثير من الناس الذين يولون اهتماماً خاصاً بمثل هذه الأخبار ويحرصون على معرفتها وتناقلها فور صدورها، فما تفسير ذلك؟ لماذا نهتم بأخبار المشاهير الذين لا نعرفهم ولا يعنون لنا الكثير؟ إليك تفسير علم النفس:
لماذا نهتم بأخبار المشاهير؟
بالرغم من أن مشاهير السينما والتلفزيون يعتبرون ظاهرة حديثة نسبياً فإن اهتمامنا بـ”المشاهير” قديم للغاية.
على سبيل المثال، لطالما تطلع الناس إلى الملوك والأمراء واهتموا بمعرفة أخبارهم واستمدوا إلهاماً من سلوكهم وحتى أزيائهم، ففستان الزفاف الأبيض على سبيل المثال الذي لا يزال عرفاً قائماً إلى اليوم، اشتهر بعد أن ارتدته للمرة الأولى الملكة فيكتوريا في عام 1840.
ويقول دانييل كروجر، عالم النفس التطوري بجامعة ميتشيغان، لـ LiveScience، إنه حتى في مجتمعات الصيد القديمة كان هناك تسلسل اجتماعي هرمي يتطلع فيه الأفراد بفضول إلى حياة الأفراد الآخرين المهيمنين في مجموعتهم.
ويوضح وجود عدة أسباب مختلفة لذلك من ضمنها أن مجرد معرفة ما يفعله الأفراد ذوو المكانة العالية، قد يصبح الآخرون قادرين بشكل أفضل على فهم المشهد الاجتماعي وقد يجعلهم ذلك قادرين على أن يكونوا هم أنفسهم أكثر فاعلية.
ويربط فرانك مكاندرو، عالم النفس الاجتماعي والأستاذ في كلية نوكس، هذا الاهتمام بالمنظور التطوري كذلك، موضحاً أن أسلافنا فيما مضى عاشوا ضمن مجموعات صغيرة، وكان من المهم بالنسبة لهم معرفة أخبار أفراد هذه المجموعة.
وبالرغم من أنه لا يوجد أي صلة قرابة بيننا وبين مشاهير العصر الحالي، كما أن أخبارهم لا تؤثر على حياتنا بشكل مباشر على الإطلاق، فإن فضولنا حول معرفتها نابع من نفس آليات النميمة التي طورها أسلافنا لمواكبة شؤون أعضاء المجموعة.
بمعنى آخر يشبه اهتمامنا بمعرفة أخبار براد بيت وأنجلينا جولي اهتمامنا بمعرفة أخبار جارنا في الطابق الرابع الذي طلق زوجته ودخل معها معركة قضائية للفوز بحضانة الأطفال، فبسبب انتشار أخبار المشاهير بنفس آلية انتشار أخبار الأقارب والجيران نطور معهم علاقة اجتماعية إلا أنها أحادية الجانب.
تسويق ذكي
بعيداً عن ميلنا الفطري لمعرفة أخبار المشاهير، فإن هؤلاء المشاهير أنفسهم يسعون جاهدين في الغالب لإشراكنا بتفاصيل حياتهم بغرض تحقيق المزيد من الشهرة.
إذ يقوم المشاهير بإجراء المقابلات ويشاركون معلومات مثيرة للجدل عن حياتهم الشخصية وحتى إنهم يتفاعلون مع المعجبين في بعض الأحيان على مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت الوصول إلى الشهرة أمراً في غاية السهولة.
ويقول كروجر إن هوس الجمهور ببعض المشاهير يتم زرعه في نفوسهم عن قصد من قِبل المشاهير أنفسهم أو الشركات التي تتبناهم أو من قِبل مقدمي البرامج الحوارية الذين يسعون هم كذلك إلى الشهرة.
بمعنى آخر أن الترويج لأخبار المشاهير ودفع الناس للاهتمام بها بكافة الطرق ما هو إلا “تسويق ذكي” في نهاية الأمر.
ما الذي يجعلنا ننحاز إلى جانب معين في نزاعات المشاهير؟
نسمع كثيراً عن خلافات المشاهير مع بعضهم، من الخلافات الشهيرة في العالم العربي على سبيل المثال النزاعات المستمرة والكر والفر بين أصالة وأحلام، أو أصالة وأنغام أو أحلام وراغب علامة وغيرهم الكثير.
ونحن كجمهور لا نكتفي بمتابعة هذه الأخبار إنما نميل في كثير من الأحيان إلى أخذ صف معين والدفاع عن مطربنا أو ممثلنا المفضل.. لكن مجدداً لماذا؟
يقول فرانك مكاندرو إن الناس يشكلون ما يسمى “العلاقات الاجتماعية” مع المشاهير.
هذه العلاقات أحادية الاتجاه كما ذكرنا مسبقاً، يهتم فيها المعجب بحياة المشاهير ويتابعها، لكن المشاهير لا يهتمون بالمعجبين بكل تأكيد.
على الرغم من ذلك، فإن الألفة التي يطورها المرء مع المشاهير تعزز الشعور بالصداقة (أو حتى القرابة!) ، والتي تؤدي إلى نفس الآليات العاطفية التي قد يمر بها المرء مع الأصدقاء والأقارب الحقيقيين.
ومن ثم، يمكن للمرء أن يصبح مدافعاً شرساً عن المشهور المفضَّل لديه في حال تعرض للهجوم من قِبل أحدهم، وفقاً لـAttn.
التعليقات مغلقة.