الأردن اليوم – سلطان الخلايلة
ليس سرًا أن أكشف أن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ُتوشك أن تتمخض عن مخرجاتها في ربع الساعة الأخير من عملها؛ الطويل والشاق والمثمر.
وليس ِسرًا القول إن الُمخرجات التي توشك اللجنة على الكشف عنها تقترب لتكون قاعدة لإنطلاقة جديدة ُتَمِّهد الطريق لمستقبل ُرِسَم بعناية.
نحن نتحدث عن الدقائق الأخيرة من عمل اللجنة، صحيح أن اللجنة واجهت من يريد لها الفشل وليس النقد البناء، لكن الجهود التي قادها الجميع كل حسب موقعه انتهت إلى اإلصرار على النجاح.
النجاح الأول للجنة الملكية كان في أنها لم تأِت بعد حراك شعبي أو احتجاجات في الشارع، بل استنادًا إلى رغبٍة ملكية للنهوض بالمجتمع وضرورة وجود تحديث للعمل السياسي الأردني بما يتوافق مع المنظومة المجتمعية الشاملة، وهكذا كنا نقول ال خيارات أمامنا؛ إما ان ننجح أو أن ننجح، هكذا كانت المعطيات على الطاولة.
نعم، واجهت اللجنة بعض المطبات، إّلا أن العبرة في الخواتيم، وها نحن في الخواتيم، من هنا كان لا بّد من تأكيد ضرورة وضع التوافق على الطاولة الأردنية بصفته الخيار الاستراتيجي الأردنيين جميعهم.
بالطبع نحن لا نتحدث عن توافقات الاستدراكات عليها، فهذا شأن العمل السياسي برمته، إّلا أن هذه الملاحظات لا تعدو أن تكون رأيًا آخر حرصت اللجنة على الاستماع إليه ومناقشته والخوض فيه وتناوله بصورة حثيثة والوصول الى نتائج فيه، وهذا ما نريده فعًال، أو هذا ما نحن بصدده.
إن أبرز ما قامت به اللجنة الملكية هو التأسيس لعمل سياسي ولمرحلة سياسية قادمة، لابل أكثر من ذلك، حيث أنها تؤسس لنهج إصالحي وفق الرؤية الملكية.
في الحقيقة، إَّن ما يدعو للفخر هو ان اللقاءات التي انشغَلت بها اللجنة في الميدان أخذت تتموضع على شكل ثمار ناضجة في مخرجات اللجنة، نعم، إنه التشابك اإليجابي ألعضاء اللجنة الملكية مع الناس كل بحسب موقعه ودون استثناء الأطياف السياسية المختلفة في الشارع االردني، فلقد جلسنا مع الجميع وحاورنا الجميع، وخلصنا إلى توصيات جاءت
من ِقَبل الجميع.
أما ما منح اللجنة مزيدًا من الِثَقل هو الثقة الملكية سواء في البدايات أو من خالل عمل اللجنة المتواصل، حيث إننا أمام مرحلة سياسية جديدة تؤسس لمشاركة أكبر في العمل السياسي، وزخم العمل بين أعضاء اللجنة في خيام اللجنة داخل الديوان الملكي أو في خارجه بين الناس كان يمنحنا انطباعا مستمرا أّن ما نقوم به عمل ذو أهداف ملكية عميقة.
عشرات الساعات بل مئات من الساعات التي قضاها أعضاء اللجنة لمناقشة تفاصيل التفاصيل، سواء داخل خيمات الديوان أو بين الناس، أما ما ننتظره هو أن ُيحاسب الرأي العام اللجنة على مخرجاتها، وال أرى هذه المحاسبة إّلا لصالح اللجنة، حيث أّن المخرجات التي توشك اللجنة على اإلعالن عنها إنما هي ُمخرجات وطنية من رحم الشارع الأردني بكل تأكيد.
التعليقات مغلقة.