رؤساء جامعاتنا الأردنية…. التراجع والتخبط في الاختيار

141

كتب  ا.د كامل محادين

الاردن اليوم – جامعاتنا الاردنية مراكز علمية اسست للتعليم الجامعي وأنتجت وعلى مدى خمسون عاما اجيال من ابناء الوطن …. نعتز بهم ونفاخر بهم … ومع مطلع السبيعنيات والثمانينات ظهر جيل ممن تخرجوا وغادروا للحصول على شهادات عليا كمبتعثين لدول أوروبا والولايات المتحدة … وعادوا للتدريس ومنهم من أبدع ومنهم من تألق في العملية التعليمية …

ومنهم من ترأس جامعاتنا واخص بالذكر الاردنية والتكنولوجيا ومؤتة واليرموك … واستمرت المسيرة لغاية عام ٢٠٠٥ وبدأ التراجع في الادارة واختيار الأفضل … وبدات مرحلة التلاعب فيمن يتبوأ المراكز المتقدمة

واصبح من يملك مالا أوجاها او واسطة … هو الأفضل في اغلب الأحيان … حتى لو حالف بعض الاكفاء منهم ان يصبح رئيسا اطيح به لسبب او اخر … نحن لا ننكر المسائلة بل هي حق ولا نتعدى على القانون … لرؤساء الجامعات احترام وخاصة لمن اجاد .. اما من لدينا عليه شبهة فساد .. او اختلال فاضح في الادارة فالاصل ان يترجل ويحاسب …

ويحضرني الان مقالة مطولةكتبتها عام ٢٠٠٥ عندما تمت الإطاحة بسبع روؤساء جامعات وتمت المناقلة بينهم من جامعة الى اخرى وتمت معاملتهم كرؤساء أقسام في دائرة حكوميةوهنا أذكر نصاً جزئياً من المقالة: –

“وكغيري من زملاء جامعيين –وهنا لا أخفي شعوري بأنني لم أكن مرتاحاً بطريقة التبديل المفاجىء لرؤساء الجامعات في الشهر الماضي بهذه الطريقة التي لم تعتد عليها جامعاتنا، ولا تأتي ضمن الأعراف والعادات في التقليد الجامعي العريق. وأعتقد أنه ليس من العدالة الإطاحة بمجموعة مكونة من سبعة رؤساء لجامعات حكومية ومن الممكن أن ذلك قد تم لأسباب معينة، وليس من حقي الدخول بتفصيلاتها. ولكن وعلى سبيل المثال لا الحصر لم أفهم معنى تغيير رئيس جامعة وتسمية زميل فاضل بديلاً له قبل ثلاث أو أربعة شهور من إنتهاء دورته الثانية (أي أربع سنوات) أي يكون قد امضى سبع سنوات ونيف . ألم يكن بالإمكان إيجاد طريقة أخرى أفضل من ذلك!! أو الإنتظار أربعة شهور أخرى!!

مع كامل التقدير والإحترام لهم جميعاً كرؤساء جامعات، ولكن كيف يمكن لنا أن نتعامل مع رؤساء الجامعات بهذه الطريقة!! ألم يكن بالإمكان إيجاد طريقة أفضل وأكرم لهم؟ فرئيس الجامعة يعتبر بمثابة رأس الهرم الجامعي. وعلى أية حال فقد حصل ما حصل، وأصبح التغيير حقيقة واقعة، وجاءنا زملاء جدد يقودون المرحلة الجديدة المقبلة. ولكن هذا ليس موضوع حديثي ولكنني وددت فقط أن انوه لهذا الموضوع لأن في النفس غصة.”

ان المبدأ الأصح في اختيار رئيس الجامعة ولمدة طويلة في الأردن، اعتمد على الأسس والقوانين المتبعة وجرى في معظم الأحيان بسلاسة ويسر وكان انتقاء الرؤساء في معظم الأحيان يتم بطريقة جيدة حتى وإن لم تكن مقبولة من البعض. لأن الأصل في اختيار رؤساء الجامعات كما في الدول المتقدمة علمياً وحسب الأعراف الجامعية هو ترشيح مجموعة منهم لاختيار الأفضل لرئاسة الجامعة بعد عملية بحث ترتبط بالكفاءة العلمية والشخصية وانجازاته على الصعيد العلمي والعملي لوطنه وأمته”.

يذكرني الان عبدالسلام المجالي وناصر الدين الأسد ومروان كمال وعدنان البخيت وعيد الدحيات وعوض خليفات وفوزي غرايبة وسعد حجازي وكامل العجلوني وعلي محافظة وسليمان عربيّات ووجيه عويس ووليد المعاني وسعد حجازي ممن طالت خدمتهم وتعدت الست سنوات لكل منهم على الاقل … واخرون…

رؤساء الجامعات قامات أكاديمية مهمة … الطريق الى التغيير تبدأ باحترام الذات … هل كنّا مخطئين عندما تم انتقاء البعض قبل سنوات … على سبيل المثال لا الحصر الجامعة الاردنية وخلالل ١٥ عاما تربع عدة رؤساء جامعات على رئاستها ( وليد المعاني ،عبدالله الموسى ، خالد الكركي ، عبدالرحيم الحنيطي،عادل الطويسي، اخليف الطراونة، عزمي محافظة ‘عبدالكريم القضاة )….

هل يعقل ان يطلب رئيس جامعة المنصب ويسعى بطرق ملوية وجهوية ليتبوأ المنصب …. هكذا تخريج الأجيال … زملائي طالب الولاية لا يولى

جامعاتنا الاردنية …. تملك إرثا كبير حافظوا عليها ….وعلى كل المؤسسات العلمية وان شاب بعضها الظلم… تأذى المجتمع وساءت المخرجات لأجيال نعتز بها ..

انتم بهذه الطريقة تسيئون لمفهوم العمل الجامعي والتعليم .. كلما جاء وزير تعليم عالي ياتي بتعليمات جديدة ويفتي وفي معظم الاحيان يتناسى كيف اصبح وزيرا او كيف اصبح رئيسا لجامعة في وقت ما .. تارة لجنة لدراسة المتقدمين وتارة تنسيب مباشر وتارة اخرة مناقلة ما بين جامعة وجامعة … اهكذا انتم

افقرتم العمل الاكاديمي الجامعي محتواه ..

التعليقات مغلقة.