تسبب الخرف دراسة علمية تُحذر من العيش بالقرب من الأماكن المزدحمة عربي بوست
107
Share
الأردن اليوم :
توصلت دراسة علمية دنماركية إلى نتائج تربط الضوضاء الناتجة عن العيش بالقرب من الطرق المزدحمة وخطوط السكك الحديدية وارتفاع خطر الإصابة بمرض الخرف.
بحسب ما نشرت صحيفة The Times البريطانية الخميس 9 سبتمبر/أيلول 2021، فقد اكتشفت الدراسة أن التعرض للضجيج الناجم عن السكك الحديدية أو ضوضاء المرور يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالخرف بنسبة تزيد على الربع مقارنةً بالأشخاص الذين لا يتعرضون لهذه الضوضاء.
حيث ذهبت تقديرات الباحثين الدنماركيين إلى أن ما يصل إلى 1216 حالة من أصل 8475 حالة من حالات الإصابة بالخرف في عام واحد يُمكن أن تُعزى إلى هذه العوامل (الضوضاء).
بشكل عام، يحتل الضجيج الناجم عن حركة النقل المروري المركزَ الثاني بعد تلوث الهواء، في ترتيب عوامل الخطر البيئي على الصحة العامة في أوروبا.
إذ يتعرض نحو 40% من سكان القارة لضجيج حركة المرور على الطرق، التي تزيد شدتها عن المستوى الذي وضعه الاتحاد الأوروبي للضجيج الصوتي الزائد.
في الدراسة الجديدة، حقق الباحثون من جامعة جنوب الدنمارك في الارتباط بين الخرف، والتعرض طويل الأمد بحكم السكن لضوضاء الطرق والسكك الحديدية بين مليوني بالغ تزيد أعمارهم على 60 عاماً على مدار 11 عاماً، فوجدوا أن ضوضاء الطرق والسكك الحديدية لها ارتباط بزيادة مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.
ارتفعت نسبة الإصابة بنحو 27% بين الأشخاص الذين تعرضوا لضوضاء طرق بدرجة شديدة جداً، فيما وصلت النسبة إلى 24% بين الأشخاص الذين تعرضوا لضوضاء السكك الحديدية بدرجة شديدة، وذلك مقارنة بمسبِّبات الضوضاء العادية.
وقد خلص الباحثون إلى أنه من بين 8475 حالة إصابة جديدة بالخرف مسجَّلة، يُمكن أن تُعزى 963 حالة منها إلى التعرض طويل الأمد لضوضاء الطرق، و253 حالة بسبب ضوضاء السكك الحديدية.
كما وجد الباحثون أن الضوضاء تزيد خطر الإصابة بالخرف، حتى عند أخذ تأثير تلوث الهواء المعروف ارتباطه بالخرف في الاعتبار، وإن ارتبطت ضوضاء حركة المرور فقط بزيادة خطر الإصابة بالخرف الوعائي.
ترحيب طبي بالدراسة
من جانبها، قالت الدكتورة روزا سانشو، رئيس قسم الأبحاث في مركز Alzheimer’s Research UK بالمملكة المتحدة، إن الدراسة لم تحدد السبب في ارتفاع المخاطر، “لكنها أضافت مزيداً من الأدلة التي تربط التعرض للتلوث الضوضائي” بخطر الإصابة بالخرف.
كما وصف البروفيسور تيموثير غريفيث، بروفيسور علم الأعصاب الإدراكي بجامعة نيوكاسل البريطانية، الدراسةَ بأنها “هائلة ومثيرة للإعجاب”.
وأشار غريفيث إلى أن “الباحثين يجادلون بأن التأثيرات العصبية والبيولوجية للتوتر الناجمة عن التلوث الضوضائي ربما يكون لها ارتباط [بارتفاع خطر الإصابة بالخرف نتيجة التعرض للضوضاء]. والاحتمال الآخر هو أن التلوث الضوضائي له تأثير يُماثل تأثير فقدان السمع على الدماغ”.
كما يلفت غريفيث إلى أن “كلاً من الضوضاء الخارجية وفقدان السمع يزيدان الجهد المطلوب للاستماع إلى الأصوات الطبيعية، ما يستنزف الأنظمة العصبية للدماغ ويرفع خطر الإصابة بأمراض الخرف، خاصة مرض الزهايمر”.
بحسب الصحيفة، يُتوقع أن يبلغ عدد المصابين بالخرف أكثر من 130 مليون شخص بحلول عام 2050.
والخرف، بحسب منظمة الصحة العالمية، متلازمة تتخذ طابعاً مزمناً وتتسم بحدوث تدهور في الوظيفة المعرفية، أي القدرة على التفكير أو التذكر، بوتيرة تتجاوز وتيرة التدهور المتوقّعة في مرحلة الشيخوخة العادية.
يطال هذا التدهور الذاكرة والتفكير والقدرة على التوجّه والفهم والحساب والتعلّم والحديث وتقدير الأمور، ولكنّه لا يطال الوعي، وكثيراً ما يكون تدهور الوظيفة المعرفية مصحوباً، أو مسبوقاً في بعض الأحيان، بتدهور في القدرة على ضبط العاطفة أو في السلوك الاجتماعي أو الحماس.
التعليقات مغلقة.