اعادة وجوه 3 مصريين قدماء بتقنيات حديثة للمرة الأولى.. العلماء استخدموا حمضاً نووياً عمره 2000 عام

129

الأردن اليوم : 

كشفت مجلة Newsweek الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 16 سبتمبر/أيلول 2021، أن علماء استطاعوا إعادة وجوه ثلاثة من المصريين القدماء إلى الحياة، مستخدمين حمضاً نووياً يرجع عمره إلى 2000 عام. 

حيث يُعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها التقنيات الحديثة على حمض نووي بشري بهذا القدم، فقد قُدرت أعمار العينات الثلاث بين 2023 و2797 عاماً.

ملامح المومياوات 

في المقابل فقد أُشير إلى الثلاثي باسم JK2134، الذي يُقدر أنه عاش بين 776-569 سنة قبل الميلاد، و JK2888، ويقدر أنه كان على قيد الحياة نحو 97-2 قبل الميلاد، و JK2911، ويعتقد أنه كان يعيش نحو 769-560 قبل الميلاد.

كذلك فقد كُشف النقاب عن ملامح المومياوات المصرية القديمة على يد معمل Parabon NanoLabs، الذي استخدم التكنولوجيا المتطورة والأطباء الشرعيين للتنبؤ بمظهر الرجال الثلاثة وهم في الـ25 من عمرهم.

جاءت هذه المومياوات من المجتمع الذي عاش قديماً على ضفاف النيل، وتحديداً من المنطقة المعروفة باسم “أبوصير الملق”. وأشار الفريق إلى أن أسلافهم كانوا أقرب إلى أفراد البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط الحديثين، وليس المصريين.

في سياق متصل كان يُعتقد أن لون بشرتهم بني فاتح، مع شعر وعيون داكنين وبشرة خالية من النمش. وقد ورد في البيان الصحفي من Parabon الآتي: “هذه النتائج تتفق إلى حد كبير مع استنتاجات شوينمان وآخرين بأن (المصريين القدماء يتشاركون أصولهم مع الشرق الأدنى أكثر مما يتشاركه المصريون الحاليون، الذين تعرضوا لمزيج إضافي من جنوب الصحراء الكبرى في الفترات الأحدث)، وأنهم كانوا يمتلكون أليلاً جينياً للبشرة الفاتحة”.

بيانات خام

من ناحية أخرى فقد حصل المعمل على بيانات خام من المومياوات المصرية القديمة الثلاث، والمتوافرة في أرشيف النيوكليوتيدات الأوروبي (ENA)، قبل أن يتم ترتيبها و”مواءمتها مع الجينوم المرجعي البشري”. وإصلاح الضرر الأنزيمي على كل عينة.

في حين لم يكن هذا العمل ممكناً إلا بسبب التقدم المُحرز في القياس البيومتري بمجال التضمين منخفض التغطية، كما زُعم. وقد قالت الدكتورة جانيت كادي، عالمة المعلومات الحيوية في Parabon  ومحللة WGS، التي قادت العمل: “كانت Parabon رائدة في تحليل المصفوفات الدقيقة للطب الشرعي لسنوات، ومع إدخال تقنية التضمين الجديدة هذه، يمكننا الآن التعامل مع أكثر العينات تحدياً، قديمة أو جنائية”.

اما بعد مرحلة “التضمين”، فطبقت Parabon “لقطة لأنبوب التنميط الظاهري للحمض النووي” على عينات المومياء الثلاث القديمة. هذه القطة مصممة للتعامل مع البيانات المفقودة في عينات الطب الشرعي الصعبة، ثم “تنبأت بسلالة كل مومياء، وتصبغها، وتشكل وجهها”. وكشفت صورة “مورفولوجيا الوجه” ثلاثية الأبعاد عن ملامح الرجال الأمامية والجانبية، إضافة إلى خريطة حرارة الوجه.

من جانبها قالت الدكتورة إلين غريتاك، مديرة المعلوماتية الحيوية في شركة Parabon: “إنه لأمر رائع أن نرى كيف يمكن تطبيق تسلسل الجينوم والمعلوماتية الحيوية المتقدمة على عينات الحمض النووي القديمة”.

أضافت: “تماماً كما هو الحال بقضايا إنفاذ القانون في Parabon، تُحدث هذه التقنيات ثورة في تحليل الحمض النووي القديم، لأنها تعمل على الحمض النووي المجزأ، وقد ثبت أنها حساسة حتى 10 بيكوغرامات فقط من الحمض النووي”.

من المقرر تقديم النتائج في الندوة الدولية الثانية والثلاثين لتحديد الهوية البشرية (ISHI)، التي ستعقد هذا الأسبوع في أورلاندو. وقد عولِجَت العينات بواسطة باحثين من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري وجامعة توبنغن في ألمانيا.

التعليقات مغلقة.