انسحاب “الفرقة الرابعة” من درعا.. تفاهمات دولية “لإقصاء الإيرانيين”
الأردن اليوم :
مع بدء انهاء النظام السوري لتطبيق اتفاقيات “التسوية” في محافظة درعا، افادت معلومات تلقاها احد الواقع الاخبارية المحلية في محافظة درعا عن تبليغ تلقاه الفوج “666” التابع لـ”الفرقة الرابعة” بضرورة الالتحاق بمركز قيادة الفرقة في دمشق، مع نيّة الفرقة إخلاء جميع نقاطها العسكرية في المحافظة.
وتزامنت هذه الأنباء عن انسحاب “الفرقة الرابعة” مع إخلاء النظام لحواجزه الأمنية في مدينة دعا البلد، والتي يرجع تشييدها إلى أكثر من سبع سنوات، رغم أن الحالة الأمنية للمحافظة بالنسبة لقوات النظام لا تعتبر مثالية لإخلاء الحواجز، خصوصًا مع استمرار عمليات الاغتيال ضد شخصيات محددة في المحافظة.
وكان مجهولين قتلوا أحد أعضاء حزب “البعث” في قرية أم المياذين شرقي درعا بعد مرور يوم على بدء تفكيك الحواجز، بحسب ما ذكر مراسل عنب بلدي في درعا، في 23 من أيلول الحالي.
انسحابات “الفرقة الرابعة” هي نتيجة حتميّة لتفاهمات أمريكية- إسرائيلية- روسية، وفق ما نص عليه اتفاق درعا الأخير بإقصاء القوات الإيرانية من الحدود الجنوبية السورية.
في حين اعتبر أن قدرة روسيا على تطبيق مثل هذه البنود لإقصاء إيران وميليشياتها من الحدود الجنوبية لايزال مجهولًا وهو ما سيتضح في المستقبل القريب.
ولا تبدي روسيا خلال السنوات القليلة الماضية نية واضحة في الحفاظ على الاتفاقيات الدولية، الأمر الذي انعكس في معارك درعا الأخيرة، والتنصل من مسؤولية موسكو كضامن لاتفاق 2018، كما لم تطبق بنود الاتفاق الذي ينص على إخراج المعتقلين ورفع المطالب الأمنية عن شباب المحافظة.
ما الذي سيتغيّر عسكريًّا
مع غياب سلاح الجو الروسي في المواجهات الأخيرة التي شهدتها مدينة درعا البلد، والتي بدأت في 27 من تموز الماضي، واستمرت حتى بداية أيلول الحالي، لجأت قوات النظام إلى إطلاق يد ميليشيات مدعومة من إيران، في درعا البلد، إلا أن محاولاتها لم تنجح نتيجة مقاومة من أبناء المدينة.
وفسّر الأمر حينها على أنه استبدال لفعالية الطيران الروسي، بميلشيات برية في درعا البلد، استمرت بقصف المدينة لأكثر من شهر بشكل شبه يومي.
يدفع ذلك للتفكير حول التغييرات التي يمكن أن تطرأ على المنطقة عسكريًا، في حال خلّوها من هذه الميليشيات وقوات “الفرقة الرابعة” التي لعبت دورّا محوريًا في المواجهات الأخيرة.
أين تتموضع الميليشيات الإيرانية في الجنوب
تتموضع 18 نقطة للميليشيات الإيرانية في أغلبية مدن وقرى محافظة درعا، وتضم عناصر من “حزب الله” اللبناني، ومراكز لـ”الحرس الثوري” وميليشيات محلية تتبع لإيران مباشرة وتتركز معظمها بريف درعا الشمالي، وأربع نقاط بالقرب وفي محيط مدينة درعا، بحسب موقع “إيران وير“، المتخصص بملاحقة النشاط الإيراني في سوريا.
وفي محافظة القنيطرة، ينتشر عناصر من “حزب الله” اللبناني وفنيون من “الحرس الثوري”، في عشر نقاط عسكرية، ومهمتهم الرصد والاستطلاع والتشويش.
أما في السويداء التي تحوي أربع نقاط، فتتمركز الميليشيات الإيرانية في مطار “خلخلة العسكري” شمال شرقي السويداء ومطار “الثعلة” غربي السويداء و”اللواء 127- قوات خاصة”.
وتأتي درعا في المرتبة الثانية بنسبة الانتشار الإيراني بعد دمشق وريفها، حيث تنتشر 19 نقطة.
التعليقات مغلقة.