السقوط في الفراغ أثناء النوم.. ظاهرة غامضة ما أسبابها؟
121
Share
الأردن اليوم :
تختلف الطقوس المعتمدة عند الإيواء إلى السرير بين شخص وآخر. غير أن كثرًا يختبرون تلك الرعشة المرافقة لأولى لحظات النوم، التي تتزامن مع شعور بالسقوط في الفراغ.
كيف يفسر العلم هذا الانطباع الخاطئ، الذي اختبره الجميع تقريبًا مرّة واحدة على الأقل في حياتهم، وما الذي يتسبّب أساسًا في حدوثه؟
صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية عادت بالإجابات المطلوبة من ثلاثة من المختصين في النوم.
فجوة بين نوم الدماغ والعضلات
تشير عالمة الأعصاب كريستيل بيرون إلى أن الدراسات العلمية حول هذا الموضوع قليلة، ومع ذلك فإن الفرضية الأكثر تأكيدًا تُظهر أن هناك فجوة بين نوم الدماغ ونوم العضلات، عند الانتقال من النوم الخفيف إلى النوم العميق.
وتوضح: “عندما تغفو، هناك فقدان تدريجي لانقباض العضلات. ومع ذلك، إذا كان هذا الاسترخاء سريعًا جدًا مقارنة بالدماغ، فإن الأخير يدركه على أنه سقوط ويحاول استعادة السيطرة عن طريق تقلّص العضلات”.
بحسب بيرون، يضغط هذا الشعور الذي يستمر في المتوسط من ثانية إلى ثانيتين، على الجزء السفلي من الجسم في البداية، ثم بقية أنحائه، قبل أن يعود إلى طبيعته.
وتوضح أن هذه الظاهرة لا تؤثر على النوم بشكل عام، إذ يعود معظم الناس إلى النوم تلقائيًا. وبعض الأطفال لا يبلغون عن الأمر حتى.
مظاهر بصرية أو سمعية
من جانبها، تلفت المتخصّصة في علم الأحياء الزمني كلير لوكونت إلى أن هذا الانقباض العضلي القصير يمكن أن يكون، في حالات نادرة، مصحوبًا بمظاهر بصرية أو سمعية.
وتقول: “يمكنك حقًا أن ترى نفسك تسقط في حفرة، أو حتى أن تسمع ضوضاء ليس له معنى مع السقوط”.
مع ذلك، تطمئن المتخصصة في اضطرابات النوم ورئيسة شبكة مورفي سيلفي رويانت بارولا المرضى القلقين على صحتهم، مشددة على أن الرعشة أثناء النوم “حميدة تمامًا”.
وتوضح بارولا في الآن عينه أنه يمكن لبعض العوامل أن تزيد من تكرار هذه الرعشات، شارحة أنه كلما كان الشخص أكثر توترًا ومضغوط الأعصاب، زادت احتمالية عودة هذا الانفصال بين التحكم الحركي والدماغي.
وتوصي في حال تكرار هذه الظاهرة بممارسة أنشطة الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل قبل النوم، مشيرة إلى أنها تشجع على استرخاء العضلات وتجنّب التسبّب في تباين شديد بين الجسم والدماغ.
وللأسباب نفسها، تنبّه إلى وجوب الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية بعد وجبة العشاء.
من ناحيتها، تشير لوكونت إلى إمكانية اعتماد “أجندة للنوم” يدوّن فيها المرء وبشكل يومي أوقات نومه واستيقاظه، وفترات استيقاظه ومحتوى أحلامه في محاولة لوضع الأمور في سياقها وتقييم ما هو خطأ، وتنصح باستشارة اختصاصي الرعاية الصحية إذا ما استمرت المشاكل.
التعليقات مغلقة.