من الذي قتل الرئيس ؟ 17 عاما على رحيل عرفات

304

الأردن اليوم :  تصادف يوم الخميس القادم  ، الذكرى الـ17 لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الذي توفي في 11 / تشرين الثاني 2004 عن عمر ناهز 75 عاما .

الغائب الحاضر

 ياسر عرفات حيا بمواقفه السياسية التي اصبحت برناج عمل وخطة وطنية تستند اليها العديد من فصائل المقاومة الفلسطينية على مختلف تياراتها الفكرية , فهو يمثل الاب الروحي للقضية الفلسطينية.

ما زال مشهد الحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله حاضرا في وجدان جيل الشباب الذين اخذوا على عاتقهم مواصلة النضال من اجل تحرير الارض والانسان .

محاصرة الزعيم والمرض الذي أصابه والوفاة المفاجئة جميعها أحداث ما زالت   تبحث عن اجوبة ولعل السؤال الأهم من الذي قتل الرئيس ومن المستفيد من غيابه الأبدي؟

 اسرائيل وحدها المستفيد

 يجمع الفلسطينيون بان اسرائيل وعبر عملائها من قتل ياسر عرفات ورغم تشكيل لجان تحقيق للوقوف على أسباب الوفاة الا انه لغاية الان  وبعد 17 عاما لم تعلن النتائج التي تحولت الى ما يشبه الطلاسم .

 الحزن الدائم 

 ذكرى رحيل عرفات تفتح الابواب على مصراعيها ليس لاعادة الاسئلة فقط بل لفتح ملف الذكريات ومسيرة نضال شعب آمن دوما بان عرفات هو القائد الرمز القادر على مواجهة الأعداء في السلم والحرب وعند عرفات تسقط عبارات الخيانة والاستسلام وينهض شعب الجبارين الذي آمن به عرفات واستشهد من اجله .

عرفات وحده  تمكن من الحصول على إجماع كافة القوى والفصائل الفلسطينية ودليل ذلك حضور أفكاره وبرامجه على طاولات الحوارات والمفاوضات  كما صورته القائمة والمرفوعة في المؤسسات الرسمية والأهلية .

 حالة الانسجام والوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني كانت ابرز ما تمسك به عرفات وربما كان من احد اسباب تخلص اعدائه منه  هو الاجماع الذي يحظى به بين مختلف التيارات من اليسار الى الوسط وصولا الى اليمين ,

بداية عرفات

ولد الزعيم الفلسطيني الراحل في القدس في 4 أغسطس/آب 1929، واسمه بالكامل “محمد ياسر عبد الرؤوف القدوة”؛ غير أنه حمل اسم “ياسر عرفات”.

بدأت مسيرته السياسية بانتخابه عام 1952، رئيسا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في العاصمة المصرية القاهرة، ثم أسس مع عدد من رفاقه حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في أكتوبر/ تشرين الأول 1959.

وأعلن رسميا عن انطلاق الحركة، مطلع يناير/ كانون الثاني 1965، غداة تنفيذ أول عملياتها المسلحة، حين فجر عناصرها نفقا داخل إسرائيل، ما أصاب جنديين إسرائيليين بجراح.

برز نجم عرفات، عقب انتخابه في 3 فبراير/ شباط 1969، رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي أعلنت أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

أسس عرفات قواعد لحركة “فتح” في الأردن، لكن تواجده هناك، لم يستمر حيث غادرها عام 1971، متوجها إلى لبنان، بسبب اندلاع القتال بين قواته والجيش الأردني.

وفي لبنان أسس مقر قيادة في بيروت الغربية و”قواعد” في الجنوب اللبناني، المحاذي لشمال إسرائيل.

وفي العام 1982، اجتاح الجيش الإسرائيلي لبنان، في عملية هدفت إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية.

وبعد الاجتياح الإسرائيلي، أُجبرت القيادة الفلسطينية بزعامة عرفات، على مغادرة بيروت إلى تونس مع عدد كبير من جنودها، بينما غادر آلاف المقاتلين الآخرين إلى شتى البلدان العربية.

النشاط السياسي

تطورت مواقف عرفات السياسية، خلال سنوات قيادته لمنظمة التحرير، حيث انتقلت من هدف “إبادة دولة إسرائيل” وتحرير كامل أراضي فلسطين التاريخية، إلى قبول إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وهي الضفة وغزة، مع الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.

وفي مطلع تسعينات القرن الماضي، انخرطت إسرائيل ومنظمة التحرير في مفاوضات سرية، أسفرت عام 1993 عن اتفاقيات أوسلو للسلام.

وبموجب الاتفاقيات أعلن عرفات، بوصفه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الاعتراف رسميا بإسرائيل، في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، إسحاق رابين.

في المقابل، اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وفي إطار اتفاقيات أوسلو تمت إقامة سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية الحالية.

العودة إلى الوطن

في 1 يوليو/تموز 1994، عاد عرفات مع أفراد القيادة الفلسطينية، إلى قطاع غزة، والتزم آنذاك بإيقاف الأعمال المسلحة ضد إسرائيل، ونبذ ما تطلق عليه إسرائيل “الإرهاب”.

وفي ذلك العام، فاز كل من عرفات وإسحق رابين وشمعون بيرس (وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك) بجائزة نوبل للسلام، ولم يلبث عرفات أن انتخب رسميا رئيسًا للسلطة الفلسطينية.

وفي يوليو/ تموز 2000، التقى عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، إيهود باراك، في كامب ديفيد، تحت إشراف الرئيس الأمريكي حينها، بيل كلينتون، بهدف التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية.

لكن عرفات رفض القبول بالحل المطروح، واعتبره منقوصا، ولا يلبي طموح الفلسطينيين.

حصار إسرائيلي

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية)، في سبتمبر/ أيلول 2000، اتهمت إسرائيل عرفات، بالتحريض على أعمال العنف.

وفي 29 مارس/آذار 2002، حاصرت القوات الإسرائيلية عرفات داخل مقره بالمقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية.

دمرت الدبابات الإسرائيلية أجزاء من مقر القيادة الفلسطينية، ومنعته من السفر لحضور القمة العربية في بيروت عام 2002، ومن المشاركة في أعياد الميلاد بمدينة بيت لحم (جنوبي الضفة).

وتحت الحصار، تدهورت الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2004، فتم نقله بطائرة مروحية إلى الأردن، ثم أقلته أخرى إلى مستشفى في فرنسا يوم 29 من الشهر نفسه، بعد تدخل الرئيس الفرنسي حينها، جاك شيراك.

ورسميا، أعلنت السلطة الفلسطينية، في 11 نوفمبر 2004، وفاة عرفات.

ودُفن الزعيم الفلسطيني، في مبنى المقاطعة برام الله، بعد أن رفضت إسرائيل أن يُدفن في مسقط رأسه القدس كما كانت رغبته قبل وفاته.

التعليقات مغلقة.