اعد برمجة عقلك الباطن بهذه الطرق !

174

الأردن اليوم – هل ترغب في تعلّم كيفية إعادة برمجة عقلك الباطن وإحداث تغيير جذري في حياتك؟ إن كنت تقرأ هذا المقال الآن، فأنت على الأرجح قد كتبت عبارة “برمجة العقل الباطن” في محرّك البحث على جهازك، وذلك يعني أنّك بلا شكّ تعرف قوّة العقل الباطن ومدى تأثيره على حياتك.

يقول الدكتور بروس ليبتون أنّ “ما نسبته 95% من حياتنا تأتي برامج اللاوعي. لذا فحياتك ما هي إلاّ نسخة مطبوعة من برامج عقلك اللاواعي.”

ما هي الصورة الذاتية وما هي أهميتها؟ سواءً كنت تدرك ذلك أم لا، فكلّ واحدٍ منّا يحمل مخططًا ذهنيًا حول نفسه على المستوى اللاواعي. قد لا تدرك ذلك لكن عميقًا في داخلك، هذا المخطّط موجود وظاهر، وهو ما يُعرف بالصورة الذاتية.

الصورة الذاتية أو الـ Self-image بالإنجليزية، هي مفهومك الخاصّ عن طبيعة الشخص الذي تعتقد أنّك عليه. تبدأ الصورة الذاتية بتكوين نفسها خلال مراحل عمرية مبكرّة، ويمكنها أن تدمّر حياتك بأكملها إن أنت سمحت لها بذلك.

تكمن المشكلة في المعتقدات المرافقة للصورة الذاتية في أنّها غالبًا ما تكون لاواعية. حيث تعتمد بشكل رئيسي على انتصاراتك، إخفاقاتك ونجاحاتك، بل وحتى المواقف التي تعرّضت فيها للإذلال أو لصدمة كبيرة خلال حياتك.

من خلال جميع هذه التجارب السابقة، يبني عقلك صورة لك عن نفسك، ويبدأ بعدها في التصرف على أساسها.

تتوافق جميع أفعالك، ومشاعرك وسلوكياتك مع صورتك الذاتية. فأنت تتصرّف وفقًا لما تعتقد أنّك عليه في الحياة. بمعنى آخر، فكلّ شيء في حياتك مبني حرفيًا على صورتك الذاتية. إن كنت تعتقد أنّك غبي في مادة دراسية معيّنة، كالرياضيات مثلاً، سيجدُ عقلك سبُلاً ومواقف ليجعل من اعتقادك حقيقة واقعة.

إن كنت تظنّ أنّك شخصٌ لا يحبّ أحد رفقته، فعقلك سيعمل هنا أيضًا على إيجاد مواقف تثبت حقيقة اعتقادك هذا في حياتك.

لحسن الحظّ، يمكنك تغيير صورتك الذاتية دون الحاجة إلى التفكير الإيجابي الدائم أو مقدار هائل من التصميم والإرادة. هذه الأمور ستؤثّر على عقلك الواعي فقط والذي لا يعمل إلاّ لما نسبته 5% فقط من يومك! أمّا في حال رغبت في إحداث تغيير جذري ومستمرّ في حياتك، فأنت بحاجة إلى إعادة برمجة صورتك الذاتية، على المستوى اللاواعي.

كيف تعيد برمجة عقلك اللاواعي لتحقيق نجاحات دائمة؟

إليك فيما يلي أربعة طرق يمكنك من خلالها إعادة برمجة عقلك اللاواعي وذلك باستخدام أساليب ربّما لم يسبق لك تجربتها.لكنها مع ذلك فعّالة للغاية.

وفي حال طبّقتها جيّدًا ونجحتَ في إعادة برمجة عقلك الباطن، ستجدُ انّه قد أصبح في وسعك القيام بأكثر ممّا اعتقدت أنّه ممكن.

1- قم بتفعيل آلية النجاح الخاصّة بك

ما يُسمّى بالـ “العقل اللاواعي” ليس عقلاً على الإطلاق، وإنّما هو آلية ـ “آلية مؤازرة” تسعى لتحقيق الهدف، وتتألف من الدماغ والجهاز العصبي، والمستخدمة والموجّهة من قبل العقل. – ماكسويل مالتز

يمتلك كلّ واحد منّا ما يُسمّى بـ “آلية الابتكار”، وفي حال تمّ استخدامها جيدًا، يمكنها أن تتحوّل إلى آلية نجاح. تُعرف هذه الآلية بشكل عام باسم “نظام التفعيل الشبكي” أو الـ “reticular activating system” أو الـ RAS اختصارًا.

يشبه نظام التفعيل الشبكي إلى حدّ كبير الغربال! حيث أنّه يقوم باستقبال 40 رسالة فقط في الثانية الواحدة من بين 11 مليون رسالة تصل إلى دماغنا في كلّ لحظة.

يمكن لنظام التفعيل الشبكي هذا أن يعمل كسلاح سريّ لك يساعدك على إعادة برمجة عقلك الباطن وصنع معجزات حقيقية في حياتك!

آلية النجاح أو آلية الابتكار أو نظام التفعيل الشبكي، أيًّا كان ما تسمّيها، جميعها ستساعدك على تحقيق أهدافك أيًّا كانت هذه الأهداف.

إذا قمت ببرمجتها على النجاح، فسوف تكون آلية نجاح. وفي حال غذيّتها بأهداف سلبية، فسوف تعمل كآلية للفشل.

عقلك وجهازك العصبي يعملان على الدوام وباستمرار لعكس الصورة التي تراها وتظنّها عن نفسك سواءً على المستوى الواعي أو اللاواعي.

ولهذا السبب، من المهمّ للغاية أن تركّز على ما تريده في حياتك وليس على ما لا تريده.

فكّر في الأمر، كم مرّة ركّزت على فكرة أنّك لا تريد حدوث أمرٍ معيّن في حياتك، ولكن حصل بالضبط ما كنت تخشاه؟!

على الأرجح، فقد حدث ذلك معك كثيرًا، وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون حينما يحاولون تحقيق أهدافهم، إنّهم يركّزون على ما لا يريدونه،

فهم :

  • لا يريدون أن يُفلسوا.
  • لا يريدون أن يفشلوا.
  • لا يريدون شريك حياة غير متفهم.

والقائمة تمتدّ وتطول…

العقل الباطن لا يفرّق بين الإثبات والنفي، وعليك استغلال هذه النقطة لبرمجته من أجل تحقيق النجاح:

  • بدلاً من التفكير في أنّك لا تريد أن تفلس، فكّر في أنّك تريد أن تصبح غنيًا.
  • بدلاً من التفكير في الفشل، قل لنفسك أنّك تريد أن تنجح.
  • بدلاً من القول أنّك لا تريد شريك حياة غير متفهّم،

 

ركّز على الصفات التي تريدها حقًا. تجنّب استخدام النفي عند الحديث عن طموحاتك وما ترغب في تحقيقه في حياتك.

وركّز على استخدام جمل مثبتة تعبّر بالضبط عمّا تتمناه.

وهكذا مع مرور الوقت وتكرار هذه الأفكار في عقلك، ستجد أنّ أهدافك قد بدأت تظهر شيئًا فشيئًا كحقيقة واقعة، أو أنّ فرصًا جديدة بدأت تظهر أمامك وستُساعدك لتحقيق هذه الأهداف.

بمجرّد أن يحدث ذلك، اعلم أنّك قد تمكّنت أخيرًا من إعادة برمجة عقلك الباطن للنجاح، هنيئًا لك!

2- استعن بالتصور الإبداعي وابتعد عن القلق

يقول المؤلف جاك كانفيلد، صاحب عدد من أكثر الكتب مبيعًا في العالم: “القلق ليس أكثر من مجرّد عملية وضع أهداف سلبية.

” إن كنت تقضي جلّ وقتك قلقًا بشأن ما لا ترغب في حدوثه في حياتك، فأنت ترسل إشارات خاطئة إلى عقلك. بمعنى آخر، أنت تخلق تصوّرات خاطئة تجاه ما لا تريده أن يحدث. تذكّر، العقل لا يفرّق بين الحقيقة والخيال، وبين الإثبات والنفي.

بدلاً من الشعور بالقلق، عليك البدء باستخدام قوّة التصوّر الإبداعي لصالحك.

ما هو التصور الإبداعي Creative Visualization؟ التصور الإبداعي هو شكل من أشكال تمارين اليقظة الذهنية، ويمكنك استخدامه لتعزيز وتقوية فرص نجاحك في مختلف مناحي الحياة.

إنّه عملية وضع وبناء صورة ذهنية حول ما تريد الحصول عليه في حياتك، حيث أنّ تصوّر هذا الأمر سيؤدي إلى خلق مشاعر مرتبطة برغبتك التي تريد تحقيقها.

بمعنى آخر، وخلال عملية التصور الذهني، أنت تتخيّل ما تريد تحقيقه بالضبط في حياتك وتختبر مشاعر مماثلة لتلك التي ستحسّ بها عند تحقق هذا الأمر، ممّا يمنحك دافعًا إضافيًا للسعي نحو تحقيقها.

خطوات تمرين التصور الإبداعي للقيام بتمرين التصور الإبداعي، اتبع الخطوات التالية:

أعدَّ نفسك وبيئتك للقيام بهذا التمرين يجب أن تكون مسترخيًا وفي حالة ذهنية إيجابية عند القيام بهذا التمرين.

فلو كنت متضايقًا مثلاً، وبدأت بالتفكير في أهدافك وأحلامك، ستشعر على الأرجح بالضيق وبأنك لن تستطيع تحقيقها مهما حاولت، وهذا ليس نوع المشاعر التي تريد الحصول عليها.

احرص إذن على أن تكون في حالة نفسية جيدة، قم بنزهة في الحديقة، أو استمع لموسيقى تحبّها أو شاهد برنامجًا تلفزيونيا يشعرك بحال أفضل، قبل أن تبدأ بهذا التمرين.

ادخل حالة التأمل يصبح التصور الإبداعي أكثر فاعلية حينما تسبقه ممارسة تمرين تأملّي مباشرة.

ليس عليك قضاء الساعات في عملية التأمل، فكلّ ما تحتاجه هو بضعة دقائق من التركيز على تمارين التنفس العميق فقط. تصوّر هدفك الذي تريد تحقيقه بمجرّد أن تحسّ أن ذهنك قد وصل إلى حالة من السكون والهدوء، ابدأ بتخيّل هدفك الذي ترغب في تحقيقه، وخذ وقتك كاملاً في عملية التخيّل هذه مع الحرص على عدم إهمال التفاصيل.

اجعل تخيّلك هذا أقرب ما يكون للواقع، وشاملاً لكلّ التفاصيل مهما كانت صغيرة.

تمسّك بالمشاعر التي تراودك خلال التمرين حينما تبدأ بتخيّل أهدافك، فسوف تنتابك على الأرجح مشاعر إيجابية كالفرح والفخر والثقة …الخ.

تمسّك قدر الإمكان بهذه المشاعر وحاول الإبقاء عليها لوقت أطول بعد انتهاء التمرين، لأن هذه المشاعر هي بالضبط ما سيدفعك قدمًا للعمل من أجل تحقيق أهدافك. اجعل من التصور الإبداعي عادة لك القيام بهذا التمرين مرّة واحدة لن يجدي نفعك، إذ عليك أن تجعل منه عادة دائمة ومتكرّرة.

خصّص بضعة دقائق كلّ يوم للقيام بهذا التمرين مرّة واحدة على الأقل يوميًا لضمان نتائجه الفعّالة.

ابدأ بالعمل لتحقيق أهدافك التخيّل والتصوّر الإبداعي وحده لا يكفي لتحقيق الأهداف، فهو ليس إلاّ مدعّمًا ومعزّزًا وتحتاج للقيام بخطوات حقيقية وعملية لتجعل منها واقعًا.

ابدأ باتخاذ الإجراءات اللازمة على أرض الواقع والتي تضعك على طريق تحقيق أهدافك.

3- العلاج بالتنويم المغناطيسي

الطريقة الثالثة التي يمكنك من خلالها إعادة برمجة عقلك الباطن هي من خلال التنويم المغناطيسي! على الرغم من أنّ هذا الأمر لا يبدو منطقيًا أو حقيقيًا بالنسبة للكثيرين إلاّ أنّه يبقى واحدًا من اكثر الطرق فعالية في خلق تغييرات جذرية.

إليك السبب وراء ذلك: خلال السنوات السبع الأولى من حياتك، يعمل العقل بتردد اهتزازي منخفض مشابه لحالة النوم المغناطيسي.

وهذا ما يجعل الدماغ خلال تلك الفترة كالاسفنجة، يمتصّ ويتقبّل كلّ ما يُقال له على أنّه حقيقي.

خلال هذا الوقت، يتمّ تحميل وتخزين معتقداتك في داخل العقل سواءً أردت ذلك أو لم تفعل. فالدماغُ حينها مبرمج لمساعدتك على البقاء والتكيّف مع المجتمع من حولك.

لكنك على الأرجح لا ترغب في كلّ المعتقدات والأفكار التي تلقيتها من الغير والتي تأصّلت في عقلك حينما كنت طفلاً.

فبعضُها غير مفيد أو غير حقيقي بل ومضرّ أحيانًا ويقف عقبة في طريق أحلامك وطموحاتك.

لحسن الحظ، ليس عليك تقبّل ماضيك كحقيقة واقعة! من خلال العلاج بالتنويم المغناطيسي، أو حتى التنويم المغناطيسي الذاتي، أو حتى تمارين التأمّل العميق، يمكنك إعادة عقلك إلى حالة الترددات المنخفضة التي كان عليها خلال طفولتك.

وبمجرّد الوصول إلى تلك الحالة الذهنية، يمكنك البدء بإعادة برمجة عقلك اللاواعي عن طريق إدخال معتقدات جديدة وأفكار إيجابية تساعدك لتحقيق أهدافك بدلاً من إعاقتك.

لكن، تذكّر، لا يمكنك استخدام هذه الطريقة لمرّة واحدة فقط، عليك أن تكرّرها مرّات ومرّات وتثابر عليها لتتمكّن من رؤية نتائجها.

4- التكرار

الطريقة الأخيرة لإعادة برمجة عقلك الباطن هي من خلال التكرار.

فبعد أن يتمّ بناء هويّتك الشخصية خلال السنوات الأولى من حياتك، تبدأ باكتساب العادات، حيث أنّ هذه الأخيرة تأتي نتيجة تكرار أمر معيّن عدّة مرّات.

أليست هذه الطريقة التي تمكّنت من خلالها من تعلّم ركوب الدراجة؟ أو قيادة السيارة؟ أو ممارسة نوع معيّن من الرياضة؟

جميع مهاراتك وخبراتك التي تمتلكها اليوم ما هي إلاّ نتيجة التكرار والتمرين المستمريّن على المستوى الواعي، قبل أن تتأصّل في عقلك، وتبدأ بالقيام بها دون تفكير (بشكل لا واعٍ).

لهذا السبب، من المهمّ للغاية أن تثابر على التأكيد على أهدافك يوميًا، ويفضّل كلّ صباح حينما تستيقظ ومساءً قبل الخلود للنوم.

التكرار هو سبيلك الأقوى للسيطرة على عقلك الباطن والواعي وبالتالي خلق هوية شخصية جديدة كما تريدها تمامًا.

ابدأ الآن! الحياة أقصر من أن تعيشها مقيّدًا بمعتقداتك السابقة التي لم يكن لك يدٌ في زرعها بداخلك.

ولمجرّد أنّك قد تلقيت هذه الأفكار والمعتقدات في طفولتك، فذلك لا يعني أنّها ستبقى معك للأبد. حان الوقت لتعيد تقييمها، وتتخلّى عن تلك التي لا تفيدك ولا تساعدك على تحقيق أحلامك.

من خلال التكرار واتباع الطرق السابقة، ستتمكّن حتمًا من إعادة برمجة عقلك الباطن لتجعل منه حليفًا لك في تحقيق أحلامك بدلاً من كونه عدوًّا لك يعيقك ويقف في طريق الوصول إلى طموحاتك.

تذكّر مقولة نابليون هيل الشهيرة: “كلّ ما يستطيع العقل تخيّله وتصديقه، سيَستطيع تحقيقه والوصول إليه”.

شاركنا برأيك من خلال التعليقات، ولا تتردّد في التسجيل في موقعنا ليصلك كلّ جديد من المقالات الممتعة، والفرص المميزة.

 

التعليقات مغلقة.