فصائل المقاومة تندد بـ”لقاء عباس غانتس”

147

الأردن اليوم : نددت حركات وشخصيات فلسطينية، اليوم الأربعاء، في بيانات شديدة اللهجة بزيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لوزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس.

  مسؤول العلاقات الوطنية لحركة المقاومة الإسلامية  “حماس” في الضفة الغربية، جاسر البرغوثي  قال ، إن لقاء الرئيس محمود عباس ووزير الجيش الإسرائيلي “تتويج لمسلسل العار الأمني”.

ووصف ما جرى بأنه “طعنة في ما تبقى من إرث حركة فتح الوطني في ذكرى انطلاقتها، كما أنه طعنة لأهلنا في برقة وجنين والضفة الغربية”.

وتساءل: “كيف تدعو حركة فتح لتصعيد المقاومة الشعبية ردًّا على هجمات المستوطنين، وماذا يعني تهديد أول الليل وآخره لقاء في رأس العين”.

وأشار إلى: أن “هذه التهديدات لم تعد تنطلي على شعبنا، وأصبحت مثل المكياج لتجميل وجه السلطة القبيح”.

وعبرت “حماس” في بيان لها عن بالغ إدانتها واستنكارها للقاء الذي “يأتي في ذكرى العدوان الذي تعرّض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة عام 2008”.
 
وعدّت الحركة اللقاء، “استفزازاً لجماهير الشعب الفلسطيني، الذين يتعرّضون يوميا لحصار ظالم في قطاع غزّة، ولتصعيد عدواني يستهدف أرضهم وحقوقهم الوطنية ومقدساتهم في الضفة الغربية المحتلة والقدس”.

وقالت الحركة: إن “اللقاء يمثّل استهتاراً بمعاناة الأسيرات والأسرى في سجون العدو الذين يُمارس ضدّهم أبشع أنواع الانتهاكات، وإنَّ هذا اللقاء “الحميمي” وتبادل الهدايا بين زمرة التنسيق الأمني وبين جيش العدو، يكشف مجدداً الانحدار الكبير الذي وصلت إليه هذه السلطة ورئاستها”.

  حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رات  أن “اللقاء التنسيقي الأمني يُكرّس الدور الوظيفي للسلطة، التي تبحث عن حلول للخروج من أزماتها وعجزها وفشلها، على حساب مصالح شعبنا وحقوقه وقضيته الوطنية.

وأضافت: “لقد جاء لقاء التنسيق الأمني بهذا المستوى في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا لواحدة من أشد الهجمات الإرهابية، التي يقودها اليمين المتطرف، وينفذها جيش الاحتلال الذي يتلقى التعليمات من بيني غانتس”.

وقالت حركة الجهاد في بيان لها، إن “رئيس السلطة لم يلتفت ومعاونوه إلى الدعوات الوطنية بتشكيل قيادة موحدة للتصدي للاستيطان والإرهاب والتهويد، وراح يسعى للقاء قادة العدو والتودد لهم وتبادل الهدايا معهم والاتفاق على تعزيز التنسيق الأمني مقابل حفنة من الرشاوى المغلفة بالعبارات التضليلية وتسويق الأوهام”.

وأضافت: “إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، نرى في هذا اللقاء انحرافاً خطيراً عن الإجماع الوطني وتجاوزاً لإرادة الجماهير المنتفضة في وجه الاٍرهاب اليهودي والاستيطاني الذي لم يُبق منطقة في الضفة والقدس إلا وجعلها هدفاً لمشاريع الضم الاستعماري”.

وعدت حركة الجهاد الإسلامي اللقاء “مؤامرة خطيرة لا تختلف كثيراً عن صفقة القرن، التي واجهها شعبنا وأسقطها بوحدته وثباته.

ودعت لموقف وطني لحماية الإجماع الرافض للتنسيق الأمني، وعودة المفاوضات بأي شكل وتحت أي مبرر، والحفاظ على وصايا الشهداء والإرث التاريخي المقاوم ومشروع التحرير الوطني الذي يخوضه شعبنا.

وأكدت على استمرار المقاومة مهما بلغ حجم التحديات، ومهما كانت المؤامرات التي تستهدف إحباط انتفاضة لجم الاستيطان المشتعلة.

إمعان في الوهم والرهان على السراب

وعدّت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أن اللقاء الذي جمع عبّاس وغانتس “إمعاناً في الوهم والرهان على السراب، وتنكّرًا لدماء الشهداء وعذابات الأسرى وكل ضحايا الكيان وقواته التي يقودها المجرم الصهيوني غانتس”.

وشدّدت الجبهة على: أنّ “هذا اللقاء المرفوض والمتعاكس مع المواقف والمطالب الوطنية يؤكّد أنّ رأس السلطة ما يزال يراهن على استجداء المفاوضات سبيلاً وحيدًا لحل الصراع “الفلسطيني – الإسرائيلي”.

ودعت الجبهة الشعبيّة إلى ضرورة تكاتف كل الجهود الوطنيّة؛ “من أجل وضع حدٍّ لهذا الهبوط الذي يضر أولاً بالقضية الفلسطينيّة التي أعادت المقاومة فرضها أمام العالم كقضيّة تحررٍ وطني إبان معركة سيف القدس، التي وحدّت شعبنا وشعوب العالم، ووفّرت أوسع حالة تضامن دوليّة مع شعبنا”.

ورأت الجبهة أنّ هذا اللقاء، “يعطي مساحة أكبر للكيان الصهيوني ومجرميه وعلى رأسهم غانتس، للتمادي بارتكاب الجرائم ضد شعبنا، وتوسيع الاستيطان على أوسع مساحة من أرضنا بما يعمّق احتلاله.

وأكدت: أنّ “مثل هذه اللقاءات تضرب مصداقيّة أي تصريحات وتهديدات يطلقها الرئيس أبو مازن بشأن مستقبل الاتفاقيات والعلاقة مع دولة الكيان”.

 

  حركة المبادرة الوطنية في بيان حذرت من مخاطر الوقوع في فخ السياسة الإسرائيلية “التي تعمل على حصر العلاقة مع الجانب الفلسطيني في القضايا الأمنية والاقتصادية، كبديل لإنهاء الاحتلال ومنظومة الأبرتهايد ونظام التمييز العنصري الإسرائيلي ولأي عملية سياسية، فيما يمثل تطبيقًا حرفيًّا لصفقة القرن وما طرحته من “سلام اقتصادي” مزعوم.

وقالت المبادرة: إن “حصر اللقاءات مع وزير جيش الاحتلال يعني أن حكومة إسرائيل تحاول تكريس العلاقات مع الجانب الفلسطيني على أنها علاقة مُحتل بمن هم تحت الاحتلال، وتخفيض سقفها إلى القضايا الأمنية والخدماتية فقط”.

وطالبت المبادرة بحوار جدِّي فلسطيني شامل قبل انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وعدَّ حزب الشعب الفلسطيني في بيان له، أن “اللقاء يأتي في ظل استمرار عمليات القتل والاستيطان وعربدة وإرهاب المستوطنين التي يقودها غانتس ضد أبناء شعبنا”.

وأضاف الحزب: أن “هذا يتعارض أيضاً مع التوجهات السياسية والإشارات كافة التي يجري إطلاقها قبيل انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني، وتحمل رسالة يفهم من خلالها العالم بأن العلاقات تمضي بشكل طبيعي مع دولة الاحتلال في وقت ترفض فيه أي بحث سياسي، وتصر على القتل اليومي والتوسع الاستيطاني والتطهير العرقي في القدس، وما يسمى بإجراءات بناء الثقة والتحسينات الاقتصادية والتفاهمات في قطاع غزة، الأمر الذي يعني التنفيذ الناعم لـ”صفقة القرن” التي رفضها شعبنا”.

يذكر أن مكتب وزير الجيش الإسرائيلي أصدر بيانًا صحفيًّا قال فيه: إن “وزير الدفاع استضاف الليلة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن في منزله في روش هاعين، حيث ناقش الاثنان مختلف القضايا الأمنية والمدنية”.

وأوضح البيان: أن “الاجتماع استمر قرابة ساعتين ونصف، وحضره منسق الشؤون المدنية في حكومة الاحتلال غسان عليان، ومن الوفد الفلسطيني كل من: حسين الشيخ، ومدير جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج”.

وذكرت قناة “كان” العبرية أن عباس أبلغ غانتس في الاجتماع الأخير بأنه لن يسمح “بالعنف والإرهاب واستخدام السلاح ضد الإسرائيلين، وبمعزل عن طبيعة العلاقة ستواصل أجهزة الأمن عملها في هذا الشأن”.

وفي تغريدة للقيادي بحركة “حماس” عزت الرشق، قال: إن “زيارة عباس جريمة بحق شعبنا، وهذا السلوك المشين يمثل قمة الاستخفاف بشعبنا وأسرانا وأسيراتنا ومقدساتنا، والاستهتار بقضيتنا الوطنية.. والتماهي مع  العدو المحتل”.

 

التعليقات مغلقة.