انخفاض أسعار المنتوجات الزراعية

64

الأردن اليوم – تشهد اسعار المنتجات الزراعية انخفاضا حادا في الاسعار منذ بداية الموسم الزراعي الذي يعتبر في بواكير انتاجه وهذا يشكل ضربة قوية للمزارعين هذا الموسم بعد ان كانوا يأملون ان تنفرج سريرتهم وتفتح ابواب التصدير الى الدول المجاورة ومنها الى الاسواق العالمية التقليدية، في وقت اصدر فيه اتحاد مزارعي وادي الأردن ومجلس محافظة البلقاء ممثلاً باللجنة الزراعية نداء استغاثة الى رئيس الوزراء للتدخل وإيجاد حل سريع ومباشر لمشكلة انهيار أسعار المنتجات الزراعية.

وينتشر يوميا عدد كبير من الباعة المتجولين واصحاب البسطات على قارعة الطريق الرئيسية التي تربط الاغوار شماله بجنوبه وهم يعرضون كميات كبيرة من منتجات الملفوف والزهرة وعبوات البندورة وهي تباع بأسعار رخيصة جدا ولا تأتي بثمن القطاف فكيف تكون اسعارها في المزرعة.

من جانبه قال مدير سوق العارضة المركزي ان الكميات الإنتاجية التي تصل السوق يوميا متوسطة، خصوصا مع انخفاض درجات الحرارة والموسم بعده تقريباً في بداياته والاسعار غير مناسبة ومنخفضة وذلك لكلفة الزراعة العالية وخاصة الزراعة المحمية «البيوت البلاستيكية» والتي غالبية المزارعين في الاغوار الوسطى تعتمد زراعتهم عليها.

وبين الختالين انه يصل السوق يوميا من 400 الى 500 طن من المنتجات الزراعية في الوادي اضافة الى كميات كبيرة تذهب الى الاسواق المركزية في عمان وضواحيها، حيث ان التصدير حاليا متوقف او منخفض جدا من سوق العارضة والذي يعتبر سوقا تصديريا بالأساس، مبينا ان اهم الاصناف التي تصل السوق يوميا هي من الخيار بالدرجة الاولى والباذنجان بأنواعه والكوسا والفلفل الحار والحلو وكميات من البندورة من بواكير الانتاج في المنطقة وغالبيتها اسعارها منخفضة مقارنة بالكميات ومعدل الانتاج اليومي.

واشار ان عبوة الخيار سعة 10 كغم يراوح سعرها من دينارين الى ثلاثة دنانير، وعبوة الكوسا سعة 7 كغم من دينار ونصف الى دينارين ونصف، والاسود المعلق سعة 8 كغم من دينار الى دينار وسبعين، والاسود كلاسيك عبوة 9 كغم من سبعين قرش الى دينار وربع، والبندورة معلقة «داخل بيوت بلاستيكية» عبوة 8 كغم من دينار الى دينار ونصف، والفلفل الحلو عبوة 5 كغم من دينارين الى دينارين وسبعين، والحارة من دينار الى دينار وثمانين.

ولفت الختالين الى انه كان في بعض الفترات يدخل عدد من التجار من عرب الـ48 الى السوق ويصدرون كميات متوسطة الى منطقة الـ48 ولكن السلطات الاسرائيلية تحجب في بعض الاوقات تصاريح التصدير فيتوقفون عن الاستيراد وهذا يعتمد على التصاريح الممنوحة لهم.

الى ذلك قال رئيس جمعية الاتحاد للمصدرين الاردنيين سليمان الحياري ان انخفاض الاسعار يعود الى الصعوبات التي يواجهها المصدرون الى السوق العراقي والمتمثلة في دفع رسوم اضافية على كل براد يعبر الحدود الى العراق بما يزيد عن 2000 دولار وهذا مخالف لاتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين الدول العربية، اضافة الى ان استمرار اغلاق البوابة السورية يشكل تحديا كبيرا للمصدرين الأردنيين.

وقال المزارع جمال المصالحة ان الاسعار تشهد انحدارا كبيرا وهي تؤشر لانهيار القطاع الزراعي، مشيرا الى ان السبب في ذلك يعود لتوقف التصدير والكميات المعروضة كبيرة جدا، مطالبا الحكومة بوقف هذا الانهيار ووضع حد لخسائر المزارعين ووضع سقف سعري للمنتجات الزراعية.

وشكر المصالحة وزارة الزراعة على قيامها بحماية المنتج المحلي لمحصول البطاطا وذلك بوقف دخول هذا المنتج الى الاسواق المحلية حماية للمزارع الاردني.

وبهذا الصدد قال رئيس اتحاد مزارعي وادي الاردن عدنان الخدام ان انخفاض الاسعار بهذا الحد يشكل انهيارا للقطاع الزراعي وكارثة تصيب المزارعين مع بداية الانتاج للموسم الزراعي فالأسعار الحالية لا تأتي بثمن القطاف او غيره واذا استمر الوضع على هذا الشكل فان القطاع الزراعي في وادي الاردن سيتوقف عن الزراعة في المواسم المقبلة ويهجر المزارعون الزراعة وقسم كبير منهم سيتحولون الى القضاء لعدم قدرتهم على سداد الديون المتراكمة عليهم وهذا يشكل خطرا كبيرا على قطاع واسع من المزارعين وانعكاسه على المجتمع والبطالة وارتفاع الاسعار في حال توقف المزارعين والذي سيشكل عبئا كبيرا على المستهلك الاردني، مطالبا رئيس الوزراء بالوقوف مع المزارعين ودعمهم وتوفير الشحن الجوي للتصدير وتعويض المزارعين.

وكان مجلس محافظة البلقاء ممثلاً باللجنة الزراعية والمياه والري والطاقة والثروة المعدنية (اللامركزية) ورئيس ومجلس إدارة اتحاد مزارعي وادي الأردن، ورئيس بلدية معدي الجديدة، ورئيس بلدية ديرعلا الجديدة المحترمين، قد التقوا امس للاطلاع على واقع الحال ودراسة الأوضاع وعلى رأسها انهيار الأسعار لما دون التكلفة التشغيلية، وذلك لعدم وجود أسواق خارجية، حيث قرر المجتمعون توجيه نداء استغاثة الى رئيس الوزراء للتدخل وإيجاد حل سريع ومباشر لمشكلة انهيار أسعار المنتجات الزراعية الأردنية، والتي ستؤدي بالنتيجة الى التوقف التام للقطاع الزراعي عن العمل.الرأي

اترك رد