حلويات مغطاة بموروث الأجداد.. احتفاء جزائري مميز
الأردن اليوم – خصوصية جزائرية بامتياز كانت وراء الاحتفال بالسنة الأمازيغية، التي تتنوع فيها مظاهر الاحتفاء من منطقة لأخرى بالجزائر، والتي تسمى في الجزائر بـ”يَنَّاير” أو “يَنّار”
قد تبرز تلك الخصوصية في حلويات مختلفة، مستمدة من المطبخ التقليدي، أو حتى العصري، لكن بأشكال مستمدة من الموروث الشعبي الأمازيغي لأهل الجزائر.
تنافس بعض “عاشقي صناعة الحلوى” من محلات وحتى الصناعة المنزلية، الكل حاول إحياء السنة الأمازيغية بلمسات إبداع نسائية وحتى رجالية.
ربيع وشهيناز ليندة وغيرهم، كانوا “ماركات” لحلويات “يَنَّاير”، كانت أقرب إلى اللوحات الفنية التشكيلية، صنعت الحدث في احتفالات الجزائر هذا العام بالسنة الأمازيغية.
وقدم كل واحد فيهم من مكانه، محلا أو منزلا، حلويات مرسوم عليها أشكال أمازيغية، بعضها تمثل حروفاً للغة الأمازيغية، وأخرى لأشكال الحلي الأمازيغي؛ سواء القبائلي أو الشاوي.
وما زاد من تميزها أيضا، تلك الألوان التي ترمز للهوية الأمازيغية، والقبائلية تحديدا، وهي الأزرق والأصفر والأخضر والأزرق، وكذا اللون الذهبي.
وفضل بعضهم إضافة لمسات تميز أخرى على تلك القطع الصغيرة من الحلويات، بكتابة تهنئة “يَنَّاير” بالأمازيغية وهي “أسقاس أمغاز” (عيد سعيد).
واعتاد ربيع وهو صاحب محل لصناعة الحلويات بمنطقة “دالي إبراهيم” في العاصمة الجزائرية، مشاركة الجزائريين كل احتفالاتهم الوطنية والدينية.
ربيع لبناني الأصل، لكنه جزائري الروح، حتى إن لهجته أقرب بكثير للهجة الجزائريين.
أوضح بأنه يولي أهمية بالغة لمشاركة الجزائريين أفراحهم واحتفالاتهم مهما كان نوعها أو تاريخها، وبأنه يخصص برنامجاً سنوياً لكل مناسبة، ومع كل مناسبة يحرص على “تجديد المجدد مع الحفاظ على التقليدي”.
قد يكون ذلك سر نجاحه، وهو يقدم لزبائنه حلويات وكعكات يقول إنها مستقاة من الموروث التقليدي الجزائري الواسع والثري، ويرى فيه “مصدر إلهام” لمهنة صناعة الحلويات التي يعشقها كما أصبح يعشق بلدا اسمه الجزائر.
لم يترك ربيع كل تفصيل في محل ربيع إلا ويرمز للاحتفال بالسنة الأمازيغية، من ديكور وألوان إلى تلك الحلويات، حتى إنه اختار لها علباً خاصة جدا، ترمز كذلك للهوية الأمازيغية الجزائرية.
شهيناز سيدة جزائرية، هي الأخرى لم تترك مناسبة “يَنَّاير” دون أن تكشف أيضا عن إبداعها، لكن من منزلها الذي بات أشهر من محلات قديمة وكبيرة لصناعة الحلويات.
شهيناز أوضحت بأن لها أيضا برنامجاً سنوياً لمختلف المناسبات الوطنية والدينية وحتى الاجتماعية من أفراح وأعراس.
قدمت لزبائنها حلويات بـ”ختم أمازيغي” وكأنها لوحات فنية في معرض للفن التشكيلي، مستعملة قوالب خاصة، فيما تطلبت منها بعض الأشكال رسماً يدوياً، أخذ من وقتها الكثير، إلى درجة أن الأمر تطلب منها 30 دقيقة كاملة لكل حبة حلوى، كما قالت.
وتحدثت أيضا عن الطلبيات التي جاءتها من مختلف مناطق الجزائر، عائلات وحتى شركات خاصة، قد يكون الأمر متعباً بالنسبة لها، لكنه كان حافزا كبيرا أيضا على تقديم حلويات “يَنَّاير” بلمسات دقيقة، حافظت بها على هوية ثقافية لكن بأفكار عصرية.
التعليقات مغلقة.