اليمن : ألوية العمالقة عامل ردع في مواجهة الحوثيين
227
Share
الأردن اليوم : “ألوية العمالقة” اسم له دلالات ومعان ولعل اهمها البعد النفسي واستخدام المصطلح في ميدان الحرب النفسية ضد ميليشيات الحوثيين المدعومة من ايران .
خلال ايام من دخولها المواجهات مع ميليشيات الحوثي تمكنت الوية العمالة من فرض سيطرتها على مواقع استراتيجية واوقفت تمدد الحوثيين في العديد من مناطق القتال .
تأسست قوات “ألوية العمالقة” في 2015 في منطقة الساحل الغربي، بعد أشهر من بدء عمليات التحالف ضد الحوثيين في اليمن في آذار/مارس من السنة ذاتها. وضمّت هذه القوة آلاف المقاتلين الذين سارعوا للانخراط في صفوفها لوقف تقدم المتمردين في مناطقهم.
وتقف الإمارات، العضو في التحالف العسكري، خلف إعادة انبثاق هذه القوة، اذ قامت الدولة الخليجية الثرية التي تتمتع بنفوذ كبير في الجنوب اليمني، بتمويلها وتدريبها وتسليحها، حتى جعلتها إحدى أبرز أذرع قوات “الحزام الامني” الموالية لها والمكلّفة بحماية المناطق الجنوبية، بحسب مسؤولين حكوميين يمنيين.
وكانت الإمارات أعلنت في 2019 أنّها ستخفّض قوّاتها في مناطق عدة في اليمن ضمن خطة “إعادة انتشار” لأسباب “استراتيجية وتكتيكية”، لكنّها بقيت لاعبا مهما في النزاع اليمني عبر قوات “الحزام الأمني” ومنها “العمالقة”.
وأكّد مسؤول في قوات العمالقة لوكالة فرانس برس أن “الدعم الإماراتي هو دعم عسكري كبير”، مشيرا إلى أن القوات الإماراتية “دعمت العمالقة في التأسيس ودعمتهم بالسلاح والمرتبات والاسناد الجوي والبري في عملياتها العسكرية”.
وتملك القوة دبابات وآليات عسكرية ومدافع ثقيلة وغيرها من الأسلحة.
ترّكزت مواقع عمليات قوات “ألوية العمالقة”، المؤلفة من 15 لواء وأكثر من 30 ألف مقاتل، بحسب مصادر عسكرية يمنية، في غرب البلاد، عند شريط ساحلي يبلغ طوله 300 كيلومتر، من منطقة باب المندب حتى الحديدة على ساحل البحر الأحمر.
وبعدما ساعدت على طرد الحوثيين من عدة مناطق جنوبية في 2015 و2016، قادت حملة في 2018 بهدف السيطرة على مدينة الحديدة التي تضم ميناء رئيسيا يعتبر بمثابة شريان حياة لملايين اليمنيين.
ونجحت القوات المهاجمة في اقتحام أطراف المدينة من جهتي الشرق والجنوب، لكنّها توقّفت عن الزحف بعد التوصل إلى اتفاق هدنة مع الحوثيين.
في 27 كانون الاول/ديسمبر، أعلنت “ألوية العمالقة” أنها أرسلت قوات عسكرية باتجاه محافظة شبوة بهدف “تحرير المديريات التي سقطت بأيدي ميليشيات الحوثي”، قبل أن تعلن استعادتها بعد اسبوعين.
كما طردت الحوثيين من مديرية في جنوب محافظة مأرب، حيث تستمر معارك طاحنة منذ أشهر بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الذين كانوا يتقدمون للسيطرة على مدينة مأرب، مركز المحافظة، ووضع يدهم بذلك على كامل الشمال اليمني.
وقال المسؤول “استطاع العمالقة تغيير موازين القتال بتحرير مديريات بيحان وحريب وهزيمة الحوثيين بعد أن كان الحوثي يتباهى بقوته”.
يرى الباحث في مركز “مالكوم كير – كارنيغي” ومقره بيروت أحمد ناجي أن “ألوية العمالقة” تعتبر أكثر القوات المنضوية ضمن إطار التحالف “انضباطاً”، مضيفا “منحتها علاقتها الجيدة بقيادة التحالف (…) قدرة على النجاح في كثير من العمليات العسكرية التي شاركت فيها”.
وبحسب ناجي، فإن دخول هذه الألوية المعركة في مأرب هو “أداة ضغط جديدة يستخدمها التحالف”.
الجمعة الفائت، أعلنت الألوية انسحابها من محافظة شبوة بعدما قالت إنّها “أكملت مهمتها”، قبل أن توضح في وقت لاحق أنها أبقت قوات في جبهات رئيسية وبدأت “بوضع تحصينات دفاعية لصد أي هجمات عسكرية للحوثيين”.
ويقول ناجي “سواء واصلت هذه القوات عملياتها العسكرية (…) في مأرب أو لا، ستظل قدرتها وعتادها عامل ردع في مواجهة الحوثيين وتفرض عليهم قواعد اشتباك جديدة”.
التعليقات مغلقة.