روسيا تضع شرطاً لعقد لقاء بين بوتين ورئيس أوكرانيا

231

الأردن اليوم : قالت موسكو، الأربعاء 16 مارس/آذار 2022، إنه لا يوجد ما يمنع لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنها اشترطت أنه لن يُعقد هذا الاجتماع إلا لإبرام اتفاق محدد.

جاء ذلك بحسب ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين، وقال إنه “لا عقبات تحول دون عقد مثل هذا الاجتماع، مع العلم أنه لن يكون مجرد اجتماع في حد ذاته، بل سيتعين إبرام اتفاقيات ملموسة في هذا الاجتماع، والتي يتم حالياً وضعها من قبل الوفدين”، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.

في السياق ذاته، تحدّث لافروف عن “توافق قريب” على بعض صيغ الاتفاقات مع أوكرانيا، وقال في مقابلة مع قناة “آر بي سي”، “تتم مناقشة الوضع المحايد لأوكرانيا بجدية، ونقترب من التوافق على بعض صيغ الاتفاقات”.

اعتبر لافروف أن مشكلة روسيا مع أوكرانيا “ليست فقط مسألة حياد كييف، بل أيضاً استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا، وحرية التعبير”، وأوضح أن الأمر بمثابة “معركة من أجل مستقبل النظام العالمي”.

أضاف لافروف في هذا السياق: “لا يتعلق هذا الأمر بأوكرانيا إطلاقاً، أو بالأحرى يخص النظام القانوني في العالم أكثر من أوكرانيا. أحكمت الولايات المتحدة هيمنتها على أوروبا بأكملها، ونمر الآن بمنعطف مفصلي في التاريخ المعاصر، يعكس المعركة من أجل مستقبل النظام العالمي”.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الأربعاء 16 مارس/آذار 2022، إن محادثات السلام تبدو “أكثر واقعية”، لكن ثمة حاجة إلى مزيد من الوقت.

على صعيد آخر، دعا لافروف الدول التي لم تفرض عقوبات ضد موسكو على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا للوساطة مع كييف، وقال إن بلاده ترحب “بعروض الوساطة من دول تتفهم أسباب الأزمة الحالية، ولا تشارك في حرب العقوبات”، مبيناً أن موسكو “تنظر بإيجابية إلى مقترحات إسرائيل وتركيا، بشأن التوسط في المحادثات مع كييف”.

كذلك أكد لافروف أن سويسرا تقدمت بمبادرة لأداء دور الوسيط في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، مشدداً أن موسكو ترفض التوسط من قبل أي دولة انضمت إلى العقوبات المفروضة عليها، على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

يأتي هذا بعد ثلاثة أسابيع من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث توقفت القوات الروسية على أعتاب كييف، بعد أن تكبدت خسائر ثقيلة وأخفقت في السيطرة على أي من المدن الكبرى الأوكرانية، في حرب قال مسؤولون غربيون إن روسيا ظنت أنها ستنتصر فيها خلال أيام، وفقاً لرويترز.

مسؤولون أوكرانيون عبروا هذا الأسبوع عن أملهم أن تكون موسكو بدأت تقبل فكرة أنها أخفقت في الإطاحة بحكومة كييف بالقوة، وألا تكون لديها قوات جديدة لمواصلة القتال.

ومن المقرر أن تُستأنف المحادثات اليوم الأربعاء، عبر الفيديو، لما سيكون اليوم الثالث على التوالي، وهي المرة الأولى التي تدوم فيها المحادثات أكثر من يوم واحد، الأمر الذي فسّره الجانبان على أنه يعكس دخول مرحلة أكثر جدية في التفاوض.

بالموازاة مع ذلك، ذكر تقييم للمخابرات البريطانية نُشر اليوم الأربعاء، أن القوات الروسية محاصرة على طرق، وتواجه صعوبات في التعامل مع طبيعة التضاريس الأوكرانية، وتعاني من الإخفاق في السيطرة على المجال الجوي، وفق قولها.

أشار التقدير أيضاً إلى أن “أساليب القوات المسلحة الأوكرانية استغلت افتقار روسيا للمناورة، وأحبطت التقدم الروسي، وكبّدت القوات الغازية خسائر فادحة”.

يُشار إلى أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

تشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلاً في سيادتها”.

التعليقات مغلقة.