وحدتنا الوطنية .. أولوية قصوى

150
شحادة أبو بقر

 

قلت في مقال سابق، أن المنطقة يتهددها شبح خطر داهم وفقا لأمرين، الأول هو الإستفزازات الإسرائيلية المتصاعدة في القدس الشريف وبالذات في هذا الشهر الفضيل، والثاني تداعيات الحرب الاوكرانية وحساسية الموقف الصعب المتفجر بين معسكري الشرق والغرب على خلفية تلك الحرب.

في بلد مثقل بالهموم التراكمية مثل الأردن الذي يحاول جاهدا تجنب تفجر الأوضاع في فلسطين، تغدو الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، لأن تتجذر وحدتنا الوطنية أكثر فأكثر، تحسبا لأي طاريء مفاجيء أو حتى متوقع ومحسوب.

وحدتنا التي أعني, هي تلاقي صفنا الوطني الموحد شعبا وقيادة وحكومة ومؤسسات على ثابت مشترك غايته حرص شديد على سلامة الأردن من أية فوضى هدامة “لا قدر الله”, خاصة وكل واحد منا يدرك تماما معنى دخول أي بلد في المنطقة دائرة الفوضى.

والوحدة التي أعني وأجري على واحد أحد لا على سواه, هي متطلب أساسي لا بد وأن يكون أولوية قصوى تتقدم على أي أمر آخر مهما بلغت أهميته.

الحكومة كما أرى تسعى وبواقعية لا مبالغة ولا وعود واهمة فيها, أن تؤدي دورها بجدية وبتسخير ما يتوفر لديها من إمكانات من دون إعلام فضفاض يمجد رئيسها وأعضاءها كما عهدنا في حكومات غيرها وعلى حساب الإنجاز الحقيقي على أرض الواقع, بل هي ومنذ تشكيلها إختارت خفت الأضواء والعمل بصمت ما إستطاعت إلى ذلك سبيلا, وهذا شئنا أم أبينا, يسجل لها لا عليها, لا بل هو نهج جديد جيد مغاير لسلوك حكومات أردنية منذ عقود طويلة.

هذا زمن حساس جدا في تاريخ بلدنا, زمن يفترض لا بل ويجب, أن تنتهي فيه “شهية” المستوزرين والمسترئسين التي سادت طويلا في مملكتنا عند كل منعطف, فالوطنية الحقة تقتضي قراءة هذا الظرف بتجرد من البحث عن مصالح خاصة, وتشابك قلوب الجميع قبل أيديهم, حول الأردن الذي يعاني الكثير, تحسبا لأي خطر, ودرءا لكل تداعيات سلبية, مع التأكيد العملي الصادق, على وقوفنا صفا واحدا مع إخواننا خلف النهر في تصديهم لمحاولات التهويد الإستفزازية ودفاعهم البطولي عن حرمة المقدسات.

وقوفنا مع الأشقاء بصدق وبرجولة كشأننا دوما, يتطلب أولا وبالضرورة قطعا, صلابة في وحدتنا الوطنية, وحرصا على سلامة مسيرتنا وعلى سلامة بلدنا وإلتقاء في رأينا وموقفنا معا شعبا وسلطات.

الأردن القوي الموحد في الموقف والرأي, وفي هذا الزمن تحديدا, هو قوة لصمود وصلابة تصدي أهلنا في الداخل لإستفزازات العدو، الذي ما زلت مصرا على أن زوال إحتلاله ليس بعيدا قط. ومن يعش يرى..

الله ناصر عباده المؤمنين من أمام قصدي.

التعليقات مغلقة.