عصفور الصناعة
الأردن اليوم – لقمان إسكندر – وقفت أدقق في عصفور الصناعة الأردنية؛ الشعار الجديد لحملة “صنع في الأردن” متسائلا عن الرسالة المراد ايصالها للجمهور.
نحن لسنا في حفلة شواء، أو نزهة في الطبيعية، حتى يختار من اختار ممثلا لنا “عصفورا”.
الجنود يختارون الصقور، والمعلمون السبورة، والمحامون ميزان العدالة، والمهندسون الخطوط البيانية، والأطباء سماعتهم.. أما صناعيو الأردن فقد اختير لهم العصفور ممثلا لهم. إن المسألة تقترب لتكون مزحة او كاميرة خفية، لكنها للأسف ليست كذلك.
إن العصفور هنا يمثل ماكينات ضخمة، وآليات تزن بالاطنان، وملايين الدنانير الصادرة والواردة، وصناعيين وفنيين ورجال اعمال وعمّال. فتخيلوا!
ما زلت افكّر في الرسالة التي يراد ايصالها عندما جرى تحويل شعار حملة “صنع في الأردن” من ختم خارطة الأردن الى عصفور وبألوان لا يوجد فيها لون واحد يعبر عن الأردن؟
حملة “صنع في الأردن” التي بات يعرفها القاصي والداني ونجحت صناعيا واعلاميا وتحولت إلى احد اذرع الصناعيين الأردنيين لإيصال صوتهم الى الرسمي، جرى تقزيمها خلال العامين الماضيين فتقزمت وتقزمت، ثم تقزمت حتى تحولت الى مجرد عصفور.
الحملة التي خاطبت الوجدان الأردني، وطنيا واقتصاديا، بل وشعبيا، وكان الامل ان تتحول إلى إيقونة صناعية أردنية دخلت اليوم في قفص حديدي مغلق.
الحملة والشعار منذ التأسيس ذو الأثر الكبير في تعريف الناس بالمنتج الوطني نجحت في خطاب القطاعين العام والخاص معا، وارتقت بصنع في الأردن شعارا وطنيا، ثم يجري بعصفور دفنها.
حقا دعوني مجدداً اسأل: ما الفكرة من العصفور؟
الحملة التي يصفها الكثيون انها الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، اختفت نهائيا، وجرى اعدامها، بمقصلة شعار العصفور بعد ان كان خارطة الاردن؛ بانعطافة لا دلالة صناعية لها، ببنما لوحظ توقف لاهداف الحملة ونشاطاتها.
هكذا يبدو الامر ليس تقزيما، بل اعداما .. فهل يدرك القائمون عليها اليوم ما قاموا به؟
إن ما يجري اليوم لحملة صنع في الأردن نموذج حي للفوضى التي نعاني منها في الأردن، لكنها اليوم فوضى انتقلت من القطاع العام الى القطاع الخاص.
التعليقات مغلقة.