الأردن اليوم -ذكر الله تعالى في القرآن الكريم تيه بني إسرائيل بعد معصيتهم لأوامره وأن ذاك التيه قد استمر أربعين سنة !! وقد خطر ببالي سؤال حول ” تيه العرب ” وكم مدته ستطول ؟ . قبل خمسة عشر قرنا” هجريا” جاء الإسلام فنقل العربان من القبلية إلى الدولة ، ومن الصنمية إلى التوحيد ، ومن تحقير المرأة إلى عزها ودورها الرائد في الحياة ، ومن هامش الأمم إلى الريادة فيها ، ومن الأمية إلى العلم . صنع لهم حضارة عادلة فقدموها للبشرية فدخل العربي والتركي والفارسي والأفريقي والإندونيسي والباكستاني والهندي والقوقازي والأوروبي والصيني وغيرهم في دين الله أفواجا” .
قدموا العدل والعمران والتعليم والحق والقوة للعالمين فكانوا فاتحين لا مستعمرين ، بناةً لا مدمرين ، رحماء لا سفاحين . قادهم العربي والمملوكي والفاطمي والتركي فكانوا صناعا” في الأمم . لكنهم لم يكونوا ملائكة فَجَرَت عليهم سنة التداول “وتلك الأيام نداولها بين الناس” فسقطوا وتمزقوا وصاروا مأدبة لسايكس وبيكو فمزقوهم شر ممزق لكنهم لم يموتوا بل ها هم جسد مريض لا يقوى على النهوض ، مع تيه سياسي وفكري واقتصادي واجتماعي وتعليمي .
لم يمت الجسد لكن أعداءه لا يزالون يقاتلونه ضربا” وطعنا” وحرقا” بيد الأعداء وبيد العملاء وبيد المنحرفين وبيد الشهوانيين وبيد الفاسدين وبيد الدكتاتوريين والتيه مستمر وطال ، وليس في الأفق ما يسر سوى بصيص نور وصوت مبحوح ومخلصين ينادون ولا سامع لهم . طال التيه وزاد عن تيه بني إسرائيل ولم يقدم أحد خطة استراتيجية للخروج من التيه لأن معاول الهدم لم تتوقف ولأن العصا مستمرة ولأن المتآمر فاتح عينيه ولا يغمض جفنيه حالما” بإعلان الوفاة لكن النبض باق والجسد سيجد لحظة القيام بعد التخلص من الأمراض وكسر القيود والأغلال وهذه مهمتنا .
التعليقات مغلقة.