حماد يكتب: في وداع إبرهيم العجلوني
كتب د. حسن جمعة حماد…
بانتقال إبراهيم، إلى الرفيق الأعلى فقد طوى الموت علما من اعلام الثقافة والفكر والصحافة في الأردن، فقد كان رحمه الله نموذجا للمبدع الذي حمل هموم وطنه وأمته ودافع عن حقوق الإنسان وكرامته .
إن الأخ إبراهيم، الذي عرفته وزاملته بأكثر من ربع قرن، كان من الأشخاص الذين يضيئون الحياة بتواضعه وعزة نفسه وبما يملك من السماحة والوفاء، كما كان الإنسان الوفي غاية الوفاء لوطنه ودينه وأمته، فلقد سخر قلمه ولسانه لمصلحة وطنه وأمته والدفاع عن قضاياها والحرص على حرية وعزة الإنسان فيها، كما وقف حياته وفكره للذود عن الإسلام وحراسة قلاعه من المغيرين عليه من أعدائه الصرحاء في الداخل والخارج ومن المنافقين الذين يتمسحون بالإسلام وهم الأشد خطرا عليه وعلى المسلمين وتجلى هذا في ماسطره من كتب ومقالات ومن خطب ومحاضرات، تكشف عما يملكه الإسلام من قدرات هائلة ومتجددة على العطاء مهما يختلف الزمان والمكان.
وكان يؤمن أن الأمة التي لا يتصل حاضرها بماضيها خليقة أن تضل السبيل، وأن الأمة التي لا ماض لها لا مستقبل لها ..
إن إبراهيم رحمه الله، خلال حركته في الحياة قد عرف كيف يصمد في وجه المتاعب والعواصف التي مرت عليه ويتعالى عليها بالصبر والرضا، ولم تشغله عن هدف السامي، فاستطاع بكتبه التي تجاوزت الاربعين ومقالاته العديدة، أن يعيد الإعتبار لمفهوم المثقف الموسوعي، ويمكن القول بأمانة إن حياته وكتبه وتصوراته في الأدب والثقافة، جعلت منه في نهاية الأمر شاهدا أمينا على عصره ..
كان إبراهيم أديبا كبيرا وشاعرا وصحافيا مجيدا، شارك بقلمه وقلبه وفكره في صياغة وصناعة الثقافة، وتعميق الوعي من خلال المجلات الثفافية التي تولى المسؤولية فيها، فضلا عن إشرافه على الملاحق الثقافية قي الصحف لسنين عديدة ولأهمية انتاجه الأدبي والفكري، تم إعداد ثلاث رسائل ماجستير ورسالة دكتوراة كما اعلم في حياته.
ويقول عنه العلامة ناصر الدين الأسد: ” إبراهيم العجلوني صاحب أسلوب لا يخطئه القارئ بين ما يقرأ من أساليب، فهو صاحب المعنى الغزير في اللفظ اليسير ..” .
رحمة الله عليك أبا سلطان، وطبت حيا وميتا، وغفر الله لك ورحمك وجزاك عن دينك ووطنك وأمتك خير ما يجزي به العاملين الصادقين وأن يدخلك مداخل الصالحين الأبرار..
” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ “، صدق الله العظيم .