العراق يكشف عمليات تزوير خطيرة لصالح “العمال الكردستاني”
ألقت قوات الأمن العراقي، اليوم الأحد، القبض على شبكة متخصصة بتزوير هويات الجنسية العراقية لصالح عناصر “حزب العمال الكردستاني” التركي.
وقال مسؤولون عراقيون إن الشبكة مؤلفة من ستة موظفين يتبعون وزارة الداخلية في دائرة الجنسية والنفوس بمدينة سنجار، تورطوا بإصدار عشرات من بطاقات الجنسية العراقية لأشخاص بارزين في “العمال الكردستاني” تمكنوا من خلالها من التنقل بين المدن والمناطق العراقية بصفتهم عراقيين أكرادا.
وقال ضابط في وزارة الداخلية ببغداد لـ”العربي الجديد”، إن الشبكة كانت تستخدم بيانات لعراقيين من المكون الأيزيدي متوفين أو خارج العراق واستبدال الصورة فقط بصورة عنصر حزب العمال الكردستاني، ليتمكن من خلالها من المرور من نقاط التفتيش والحواجز الأمنية بين المدن المختلفة بما فيها مدن إقليم كردستان وصولاً إلى العاصمة بغداد.
فيما رجح آخر “تورط الذين حصلوا على هويات الأحوال المدنية العراقية (بطاقة الجنسية)، بتنفيذ أنشطة مسلحة تحت هذا الغطاء”، مؤكداً أن القضية بطور التحقيق والتدقيق وأن “جميع المتورطين من المتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني، ولا يوجد شبهة تلقيهم أموالا مقابل ما قاموا به”.
وقال حاتم شنكالي، الخبير بالشأن الأمني العراقي والناشط في مدينة سنجار، لـ”العربي الجديد” إن “القضية مضى عليها عدة أيام والتحقيقات متواصلة، ولم تنجح السلطات العراقية في تحديد عدد الحاصلين على بطاقة الجنسية العراقية للتنقل بها”.
وأضاف شنكالي في اتصال هاتفي، أن “أعضاء بارزين في الحزب حصلوا على بطاقات مزيفة للجنسية العراقية تحمل أختاماً وتواقيع صحيحة، لكنها لا تنفع في حصولهم على جواز سفر وهو الأخطر، لذا فإن نطاق حصولهم على منافع من تلك العملية محلي داخل العراق ويستخدمونه في التنقل بين المناطق العراقية”، مشيراً إلى “إمكانية إلغاء أرقام تسلسلية معينة أو إلغاء التعامل بهذا النوع من البطاقات لأهالي سنجار”.
وبحسب مصادر، طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، تتولى “محكمة قوى الأمن الداخلية الثانية في الموصل محاكمة المتورطين في القضية، والمعتقلين حتى الآن أربعة بينما هناك شخص خامس فار، ويعتقد أنه في مناطق وجود قسد في سورية”.
وتنظر المحكمة بالقضية وفقاً للمصادر ذاتها على أنها “تزوير وتلاعب في مستندات رسمية وتخادم مع جماعة مسلحة غير عراقية، وخيانة الأمانة الوظيفية، وفقا للقانون 111 الخاص بالعقوبات العراقي النافذ”.
وكانت القوات العراقية وقوات البشمركة، التابعة لإقليم كردستان العراق، استعادت مدينة سنجار منذ نحو سبع سنوات من مسلحي تنظيم “داعش”، لكن المئات من مسلحي “العمال الكردستاني” تمكنوا من التغلغل داخل المدينة وإنشاء أجنحة مسلحة محلية له.
ويعيق “العمال الكردستاني”، المصنف على لائحة الإرهاب، والذي يتخذ من مناطق عراقية شمالي البلاد منطلقاً لعملياته العسكرية ضد تركيا، تطبيع الأوضاع وإعادة الحياة الى طبيعتها بمدينة سنجار أسوة بالمدن الأخرى المجاورة لها.