الأردن يحتفي بذكرى الإسراء والمعراج الخميس

3٬052

يشارك الأردن الامتين العربية والاسلامية الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج الشريفين التي توافق للسابع والعشرين من شهر رجب من كل عام.

تلك الحادثة المليئة بالمعاني والعبر وترمز إلى الرباط الوثيق بين المسلمين أينما كانوا وبين مسرى نبيهم الكريم ومعراجه، وتثبّت في يقين الأمة ومشاعرها معنى الوحدة بين أقطار العالم الإسلامي.

ويُعرّف الإسراء بأنّه انتقال النبي -عليه الصلاة والسلام- مع جبريل -عليه السلام- ليلاً من البيت الحرام في مكّة المُكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس على دابّةِ البُراق، وأمّا المعراج فهو صُعودهما من بيت المقدس إلى السماوات العُلى.

وأخرج الإمام البُخاري -رحمه الله- في صحيحه حادثة الإسراء والمعراج، حيث كان النبي -عليه الصلاة والسلام- مُستلقياً على ظهره في بيت أُمِّ هانئ، فانفرج سقف البيت، ونزل منه مَلَكان على هيئة البشر، فأخذاه إلى الحطيم عند زمزم، ثُمّ شقّا صدره، وأخرجا قلبه الشريف وغسلاه بماء زمزم، وملآه بالإيمان والحكمة.

والحكمة في ذلك تهيئة النبي -صلى الله عليه وسلم- لِما سيُشاهده، وليكون إعدادا له من الناحية اليقينيّة والروحيّة، وعلّق الحافظ ابن حجر على ذلك فقال: “وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته، لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك”.

ثُمّ جاء جبريل -عليه السلام- للنبيّ بدابّة البُراق، وهي دابّةٌ أصغرُ من الفَرَس وأكبر من الحِمار، تضعُ حافرها عند مُنتهى طرفها؛ أي تضع خطواتها فتصل إلى مدّ بصرها، فلمّا ركبها النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يثْبُت، حتى قال له جبريل -عليه السلام- أن يثبت، فلم يركبها أحدٌ خيرٌ منه، فثبت النبيّ، وتصبّب عرقاً، ثُمّ انطلقت بهما إلى بيت المقدس.

عُرج بالنبيّ وجبريل إلى السماء الدُنيا، فرأى -عليه الصلاة والسلام- آدمَ -عليه السلام-، ورحّب به، وردّ عليه السّلام، وأراه أرواح الشُهداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره، ثُمّ صعد إلى السماء الثانيّة، فرأى فيها يحيى وعيسى -عليهما السلام-، فسلّم عليهما.

ثُمّ صعد إلى السماء الثالثة ورأى فيها يوسف -عليه السلام-، ثُمّ رأى إدريس -عليه السلام- في السماء الرابعة، وهارون -عليه السلام- في السماء الخامسة، وموسى -عليه السلام- في السماء السادسة، وفي السماء السابعة رأى إبراهيم -عليه السلام-، وجميعُهم يُسلّمون عليه، ويُقرّون بنبوّته.

ثُمّ صعد إلى سدْرة المُنتهى، والبيت المعمور، ثُم صعد فوق السماء السابعة، وكلّم الله -تعالى-، ففرض عليه خمسين صلاة، وبقيَ النبيّ يُراجِعه حتى جعلها خمساً، وعُرض عليه اللّبن والخمر، فاختار اللّبن، فقيل له أنّه أصاب الفطرة، ورأى أنهار الجنّة، اثنان ظاهران، واثنان باطنان، ورأى خازن النّار -مالِك-، ورأى أكَلَة الرّبا، وأكَلَة أموالِ اليتامى ظُلماً، وغير ذلك الكثير من المشاهد.

التعليقات مغلقة.