“سِر على بركة الله”.. صغير ودّع براءته لبيع “فوانيس رمضان” في رفح

1٬673
  • شهر رمضان جاء والقطاع يئن من قسورة ومرارة الحرب
  • القطاع رهين الألم والحزن تزامنا مع الشهر الفضيل

لا تخشى شيئا يا صغيري رغم قسوة الحرب، فالله معكم وناصركم بإذنه تعالى، لا تنظر إلا بعين الامل وتذكر أن القلوب المعقودة على حب الجهاد والنضال طريقها محفوف بالأحزان، ولكن النهاية نصر ساطع.

كان يجدر أن تجلس في المنزل تلاعب أشقاءك وتمرحون فرحا لاستقبال الشهر الفضيل، وأن تجلب لوالدتك العصائر في الحي القريب و”القطايف”، لكن عذرا فالحال اختلف اليوم، لا بد أن تكون اليوم الرجل رغم نعومة أظفارك فصغار القطاع رجال ولا مساومة على ذلك.

أيها الصغير، أعلم مدى الحسرة التي في عينيك ومدى القهر في جوفك المتمزق حنينا إلى الماضي، لا عليك فالمستقبل سيصنع منك مدرسة من الإرادة، ألا يكفي أنك لم تكترث لصواريخ جبانة أو برد قارس، فخرجت من أجا “لقمة عيش”.

سر على بركة الله، ولا تهن ولا تحزن وما دام قلبك جُبل على حب فلسطين فأنت بخير، وواصل مسيرك لبيع “فوانيس رمضان”، ولا تنظر إلى خلفك وتذكر “إن تنصروا الله ينصركم”.

ستجد في رفح كما في باقي القطاع، ستجد الطريق وعرا مشوه المعالم، ستجد كتبا وألعابا مُبعثرة، وأحلام تحت الأنقاض، وتجد ما كان في الماضي “هباء منثورا”.

رمضان قد جاء بنكهة الكرامة والإباء، رمضان جاء والقطاع يبكي أهله الذين ارتقوا، رمضان جاء ومن كان يستعد له باتوا تحت الأرض شهـــداء.

التعليقات مغلقة.