“هَل لكِ سِرّ عِندَ الله؟” .. نعـي مؤثـر لحاجة أردنية

42٬743

نعى الشاب محمد حماد أبو مصعب الحاجة الأردنية يسرى أبو جابر “أم حمزة” التي توفاها الله أثناء أداء مناسك الحج على صعيد عرفات بكلمات مؤثرة.

وجاء في نص النعي : “هَل لك سِرٌّ عِندَ اللهْ؟ في وداع الداعية أم حمزة من أهل الأردن / أربد / ماتت في الحج على عرفات. أنتم شُهداء الله في الأرض… ماتت الداعية إلى الله (أم حمزة )… محرمة ملبية في عرفات. إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا أم حمزة لمحزونون… ماتت الداعية… العابدة… الزاهدة… التقية النقية نحسبها والله حسيبها وَلاَ يُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا… ماتت محرمة ملبية في عرفات… امرأة كأنها نسخة من جيل الصحابة… عاشت في زمن الغربة بسيرتها العطرة الطيبة وثناء الناس عليها… خرجت في سبيل الله تعالى بنفسها ومالها للدعوة إلى الله مع زوجها في عدد من الدول لتجتهد على النساء في التعليم وزرع الإيمان واليقين ونشر محاسن الدين والسنة والحجاب والعفة… الله جعل لها المحبة في قلوب الناس… والذي لم يراها وسمع عنها ورأى آثار جهدها كان يثني عليها خيرًا… رحمها الله كانت كالغيث أينما وقع نفعه.”

وتابع: “أنا تعاملت معها كأخت من خلال تنفيذ المشاريع الخيرية في عدد من دول العالم، في الفلبين وبنغلاديش وباكستان ونيبال ودول أفريقيا وآخرها نصرة أهل غزة العزة… ومن أعمالها مساهمات في بناء المساجد وحفر الآبار وكفالة الأيتام وتعليم المهتدين الجدد والأضاحي والذبائح… وفي هذه الأعمال يشهد الله محتسبة لوجه الله تعالى… وإذا قدمنا لها هدية أكرامًا كانت تتأثر ويصيبها نوع من عدم التقبل… كنا نتوسم فيها الخير ونطلب منها الدعاء… تقول: ‘أسأل الله أن يعطيك سؤلك’… ماتت الداعية في يوم أكمال الدين واتمام النعمة… ماتت الداعية في اجتماع أهل السماء والأرض… ماتت الداعية في يوم العتق من النيران… ماتت الداعية في صعيد عرفات يوم عرفة محرمة ملبية… يبعث كل عبد على ما مات عليه… وجاء في الحديث: ‘لمن مات وهو محرم في الحج… فإن اللهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا… سلامًا إلى روحك الطيبة، أيتها الداعية، إلى رب رحمن رحيم… وأبشري بروح وريحان… ورب غير غضبان… فارجعي إلى ربك راضيةً مرضيةً عنكِ… اللهم آنس وحدتها، وآنسها في وحشتها، وآنسها في غربتها، اللهم أنزلها منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين، وأنزلها منازل الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا. اللهم اجعل قبرها روضةً من رياض الجنة، ولا تجعله حفرةً من حفر النار، اللهم افسح لها في قبرها مد بصرها، وافرش قبرها من فراش الجنة. اللهم إن أمتك في ذمتك وحبل جوارك، فقِها فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر لها وارحمها، إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم اغفر لها وارفع درجتها في المهديين، وافسح لها قبرها، ونور لها فيه، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة، واغفر لنا ولها يا أرحم الراحمين. اللهمّ أدخلها الجنّة من غير مناقشة حسابٍ ولا سابقة عذابٍ. اللهمّ ارحم الموتى تحت الأرض، واسترهم يوم العرض، ولا تخزهم يوم يبعثون، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ. اللهم أمين… اللهم آمين… اللهم آمين.”

يذكر ان الحاجة يسرى أبو جابر، 50 عامًا، توفيت على جبل عرفات، وقال احد اقاربها  م”إنها عرفت بحسن السيرة والسلوك وخدمتها لمساجد الله في إربد، مشيرًا إلى أنها لم ترزق بأبناء ولكنها كرست حياتها هي وزوجها في تعزيز ونشر تعاليم الاسلام، وسافرا إلى عدة بلدان حول العالم وسارا على نهج السيرة النبوية في أبسط أمور حياتهما.

وأضاف أنها ذهبت برفقة زوجها بعد رمضان وبقيت معتكفة في مكة قرابة 3 شهور لأداء مناسك الحج، وعند نزولها من عرفات وقت الغروب شعرت بالتعب وتوفيت حيث كانت مصابة بأمراض مزمنة كالضغط والسكري.

وأشار إلى أن يسرى، الملقبة بأم حمزة، أوصت بدفنها في مكة وعدم إقامة بيت عزاء لها.

التعليقات مغلقة.