مسؤول أممي: هناك مليونا قصة حزينة في غزة والأمم المتحدة باقية لمساعدة أهل القطاع

22٬387

“غزة قصة حزينة للجميع. هناك مليونا قصة حزينة. مشاهدة غزة في الأخبار أمر، ولكن الذهاب إلى هناك والاستماع إلى معاناة الناس أمر آخر تماما”، هذا ما قاله منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادي، خلال حديثه للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء.

وسلط المنسق الأممي الضوء على مسألة غياب النظام العام في غزة باعتبارها مصدر قلق. وتحدث عن زيارته الأخيرة إلى القطاع والتي التقى خلالها بمجموعات نسائية، مشيرا إلى أنه – وطوال مسيرته المهنية في الأمم المتحدة – لم يجر مناقشة مماثلة لتلكم التي أجراها مع المجموعات النسائية في غزة.

وقال هادي إن النساء تحدثن إليه بشأن الصعوبات اليومية التي يواجهنها في المخيمات وأولها انعدام الخصوصية ومقومات الكرامة. وأضاف قائلا:  “أخبرنني قصصا كثيرة عن معاناتهن الشخصية، وأنهن قضين عدة أشهر بدون استحمام. يشكل الذهاب إلى الحمام تحديا بالنسبة لهن وأطفالهن. أخبرنني أنهن قصصن شعرهن نسبة لنقص مواد النظافة. لأنني من المنطقة وأتحدث اللغة (العربية) لذلك لم يكن هناك حاجز لغوي، وشعرن بما يكفي من الأمان للتحدث معي بشفافية”.

عائلة تتجمع في أحد مراكز الإيواء التابعة للأونروا في غزة.

الابتعاد عن “حديث الشاحنات”

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة الاستماع إلى الناس في غزة حيث قال: “لا يمكننا أن نفترض أننا نعرف ما يريده الناس كي نحققه لهم. نحن بحاجة إلى الاستماع إليهم – وخاصة الأشخاص الأكثر ضعفا من النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يتحدث عنهم أحد”.

ودعا مهند هادي إلى الابتعاد عمّا وصفه بـ “حديث الشاحنات” عندما نتحدث عن أهل غزة، مؤكدا أننا نحتاج إلى التحدث عن الناس، وما يحتاجونه، وخاصة النساء والأطفال، مشيرا إلى أن قضية الحماية مهمة للغاية بالنسبة لأهل غزة. ومضى قائلا:

“هناك أكثر من 17,000 طفل غير مصحوب بذويهم في غزة، هؤلاء هم الأشخاص الذين نحتاج إلى الوصول إليهم، والسبب الذي يجعلني أقول إننا بحاجة إلى الابتعاد عن حديث الشاحنات هو أن قضايا مثل الحماية، ليس بالإمكان نقلها بالشحنات هناك حاجة إلى وجود موظفين على الأرض، ويجب أن تكون لديك وكالات متخصصة على الأرض للتأكد من معالجة مشكلات الحماية بشكل صحيح”.

أطفال ينتظرون في طوابير من أجل الحصول على الطعام في غزة.

لا مكان آمنا في غزة

وفي سؤال حول ما إذا كان الناس في غزة لا يزالون يشعرون بالحماية تحت راية الأمم المتحدة، حيث قتل الكثير من الناس هناك أثناء لجوئهم إلى مدارس الأونروا التي تحولت إلى ملاجئ قال هادي:

“لا أعتقد أنني أول من يقول إنه لا يوجد مكان آمن في غزة. لقد اُستهدفت منطقة المواصي التي طُلب من الناس التحرك إليها. الناس في تنقل دائم وفي كل مرة يتلقون فيها أوامر الإخلاء يأخذون ما باستطاعتهم أخذه وينتقلون إلى مكان آخر”.

وأعرب مهند هادي عن أسفه إزاء وضع سكان غزة، متحدثا عن حال الناس الذين رآهم أثناء زيارته إلى القطاع وقد تقطعت بهم السبل في الطرقات بلا مأوى وأضاف: “قد يعتقد الناس أن هناك ملاجئ مناسبة، أبدا لا توجد سوى ملاجئ مهترئة يقضي الرجال والنساء جل يومهم في محاولة لإصلاحها وتغطيتها ببعض الأغطية البلاستيكية في محاولة لتوفير غطاء لهم أثناء الليل”.

التعليقات مغلقة.