“تطوير المناهج”: مراحل إعداد وتأليف الكتب المدرسية تخضع لأسس معقدة
قال مدير عام المركز الوطني لتطوير المناهج بالوكالة، الدكتور عمر أبو غليون، إن مراحل إعداد وتأليف الكتب المدرسية تخضع لأسس معقدة، وتستند إلى الإطار العام للمناهج الأردنية، وهي وثيقة مرجعية ترتكز على قانون التربية والتعليم.
وأوضح، خلال مشاركته بمنتدى التواصل الحكومي، اليوم الأربعاء، للحديث عن إنجازات المركز ونشاطاته، بحضور أمين عام وزارة الاتصال الحكومي، الدكتور زيد النوايسة، أن لكل مبحث إطارًا خاصًا يحدد العمق المعرفي والمهاري والقيمي المتوقع من الطلبة اكتسابه بعد دراسة كل صف دراسي.
وأشار إلى أن الإطار العام يمثل اللبنة الأساسية لعملية التأليف، وهو وثيقة ملزمة للمؤلفين لا يمكن تجاوز خطوطها العريضة.
وتحدث أبو غليون عن مراحل حوكمة إصدارات المركز، مؤكدا أنها عملية معقدة ومتعددة الخطوات، وليست كما يظن بعضهم أن المؤلف يتمتع بحرية وضع ما يشاء في الكتاب ليطبع مباشرة.
وقال: “الأمر يمر بمراحل حوكمة عديدة تضبط كل سطر في الكتاب المدرسي، بدءًا من اختيار فريق التأليف الذي يضم معلمين من مدارس حكومية وخاصة، ومشرفين من وزارة التربية والتعليم، وأساتذة من الجامعات الحكومية والخاصة، إضافة إلى خبراء من الميدان التربوي”.
وبيّن أن هذا الفريق يُعد مخطوطة (مسودة) الكتاب تُعرض بعد ذلك على فريق المراجعة أو مجموعة التركيز، ويجتمع عدد من المعلمين المميزين في المركز الوطني في ورشة عمل مفتوحة ليوم كامل لمناقشة المخطوطة بعد اكتمالها، يقوم هؤلاء المعلمون والمشرفون التربويون بدراسة المخطوطة من جميع جوانبها، بما في ذلك دقتها العلمية، ومناسبة محتواها للزمن الدراسي، ويضعون ملاحظاتهم عليها.
وقال إن مخطوطة الكتاب ترسل إلى مراجعين أكاديميين فتعدل وتنقح ثم ترسل إلى محكمَين أكاديميين في الجامعات تربوي وأكاديمي لمراجعة المخطوطة وتنقيحها، ثم ترسل إلى المجلس التنفيذي في المركز الوطني الذي يضم في عضويته خبراء تربويين متخصصين في المناهج والقياس والتقويم، ثم ترسل إلى المجلس الأعلى في المركز الوطني لإقرارها بشكل رسمي.
وأضاف بعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة في وزارة التربية والتعليم لاعتماد المخطوطة فتُرسل إلى مجلس التربية والتعليم ولجانه الفرعية لدارستها ووضع الملاحظات عليها ثم ترسل إلى المركز الوطني لتعديلها وبعد ذلك ترفع مخطوطة الكتاب إلى مجلس التربية والتعليم ليقرّها.
وأشار إلى أن الإطار العام للمناهج يؤكد ترسيخ القيم الوطنية و الدينية والاعتزاز بها، وبناء الهوية الوطنية و المواطنة، ومجابهة التحديات الوطنية والقومية، والمشاركة بالحياة السياسية والشؤون المجتمعية، وبناء قاعدة معرفية و مهارية ووجدانية مترابطة وملائمة للنمو الذاتي ومتطلبات سوق العمل، وبناء التماسك الوطني و محاربة الاستقطاب المجتمعي و التفرقة و التطرف، والحفاظ على البيئة و المشاركة في استدامة النمو و التطور.
وقال إن تطوير المناهج مشروع وطني يهدف إلى تطوير الكتب والمناهج الدراسية كافة، وإن المناهج المطورة تمتاز بإدراج مهارات الاستماع و التحدث و الكتابة الوظيفية في مناهج اللغة العربية، وإدماج مهارتين لغويتين جديدتين في كتب اللغة الانجليزية المطورة هما مهارتا العرض والمشاهدة، وإدماج مفاهيم التربية الإعلامية و المعلوماتية وتطوير إطار خاص بذلك، وإدماج مفاهيم الديمقراطية والنزاهة ومكافحة الفساد، وإدراج بعض لغات البرمجة ومبادئ الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية و انترنت الأشياء في كتب المهارات الرقمية، إلى جانب استحداث مباحث دراسية جديدة هي: رياضيات الأعمال، والفلسفة، وعلم النفس والاجتماع، والمهارات الرقمية للصفوف 1-6 ، وإصدار كتب تمارين في مباحث الرياضيات، والعلوم واللغة العربية و الإنجليزية كبديل عن أوراقِ عمل يتعذر إعدادها وطباعتها في كثير من المدراس.
ولفت إلى أن المركز أطلق حملة توعوية شاملة لتعزيز جهود التواصل مع المعلّمين والطلبة وأولياء الأمور ، وتوضيح فلسفة التطوير التي يتبناها وآثارها المتوقّعة على الطلبة، وتقديم إجابات عن استفسارات ترد إلى المركز بشكل متكرر و تصحيح أيّ مفاهيم مغلوطة حول إصدارات المركز وآلية عمله.
وأشار إلى أن المركز ممول من الحكومة بنسبة 100 بالمئة وموازنته جزء من موازنة وزارة التربية ولم يتلق أي دعم خارجي وان حجم الانفاق الكلي له منذ إنشائه عام 2017 بلغ نحو 2ر9 مليون دينار.
وبين أن كتب التربية الإسلامية تناولت 10 أجزاء من القرآن الكريم منها 5 أجزاء يتم تلاوتها داخل الغرفة الصفية، (جزآن حفظ وتفسير و3 تلاوة وبيان معاني وتطبيق أحكام تجويد)، إضافة إلى 5 أجزاء مقررة كواجب تلاوة بيتية يتابعه المعلم باستمرار من خلال تعليمات محددة.
واشار إلى أنه تم الاستشهاد بـ 1807 آيات أو مقاطع قرآنية في ثنايا الدروس، إضافة إلى 1189 حديثا، منها 43 حفظ وشرح، و1146 تم توظيفها والاستشهاد بها أثناء شرح الدروس.
وأوضح أبو غليون أن المركز انيطت به مهمتان، الأولى تتعلق بتطوير الكتب المدرسية لجميع مراحل التعليم العام وفق احدث الممارسات العالمية، والأخرى تتعلق بالقياس والتقويم من خلال تطوير بنوك الأسئلة للارتقاء بعملية التقييم التربوي والامتحانات المدرسية.
بدوره، قال أمين عام وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة، إن المركز الوطني لتطوير المناهج يقوم بأدوار مهمة في مجال تطوير المناهج الأردنية بما يتواءم مع ثقافة الأردن وثوابته الدستورية والوطنية والقيمية.
وبين أن المركز الوطني يواكب أحدث التطورات في التعليم وينتقل إلى حالة جديدة وهي الرقمية والذكاء الاصطناعي، مؤكداً أهمية أن يكون الجسم الإعلامي على إطلاع تام بحجم ما تم التأشير له من استهداف واضح للأدوار التي يقوم بها المركز الوطني لتطوير المناهج المقبل على ملفات مهمة.
وأشار النوايسة إلى التعاون القائم بين الوزارة والمركز حول ملف التربية الإعلامية والمعلوماتية، لافتاً إلى أن هناك دوراً كبيراً وشراكة مهمة مع المجلس الوطني للتطوير المناهج في إعداد وحدات وفصول في المراحل المدرسية، مؤكداً أهمية التربية الإعلامية والمعلوماتية ودورها في مكافحة المعلومة المضللة والإشاعة والأخبار الكاذبة.
التعليقات مغلقة.