رئيس الأعيان يطالب الاتحاد الأوروبي برفض أي خطة لحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن

22٬394

طالب رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز دول الاتحاد الأوروبي برفض أي خطة تطرح لحل القضية الفلسطينية على حساب الثوابت الوطنية الأردنية، أو على حساب أمن واستقرار الأردن.

وأكد الفايز رفض الأردن التهجير القسري للفلسطينيين، وأن الأردن لن يسمح أن يكون وطنا بديلا للفلسطينيين أو أن يكون ساحة حرب لأي جهة.

جاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها الفايز اليوم في باريس، مع نظيره رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرارد لارشيه بحضور السادة الأعيان سلامه حماد وهيفاء النجار وعيسى مراد، إضافة إلى السفيرة الأردنية في باريس لينا الحديد، حيث تناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والتعاون والتنسيق من أجل تجاوز تداعيات وصراعات منطقة الشرق الأوسط، ووقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

الفايز الذي يقوم بزيارة إلى فرنسا بدعوة رسمية من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، أشاد خلال المباحثات بعمق العلاقات الأردنية الفرنسية، التي تقوم على الاحترام المتبادل وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.

وأضاف “أن هناك حرص أكيد من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني، وفخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على تطور العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، ومن أجل إيجاد الحلول السياسية لمختلف الصراعات في منطقة الشرق الأوسط”.

وأكد أهمية إيجاد المزيد من الشراكات الاقتصادية والاستثمارية بين الأردن وفرنسا، وزيادة التعاون والتبادل التجاري في مختلف المجالات، ودعا المستثمرين الفرنسيين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوفرة في الأردن بمختلف المجالات، وخاصة في مجال السياحة والطاقة المتجددة وقطاع التكنولوجيا الحديثة ومشاريع الأمن الغذائي والمياه والنقل العام، مؤكدا أن الأردن يتمتع ببيئة استثمارية آمنة ومستقرة.

وطالب الفايز بأن يكون لفرنسا دور أكبر داخل الاتحاد الاوروبي في العمل من أجل زيادة الاستثمارات المشتركة مع الأردن، لتمكينه من مواجهة التحديات الاقتصادية، بفعل الأحداث الجارية في منطقتنا، مبينا أن الوقوف إلى جانب الأردن فيه مصلحة للجميع، على اعتبار أن الأردن حجر الزاوية للاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، وتعرض أمنه واستقراره للخطر ستكون له انعكاسات على الجميع.

وفيما يتعلق بالأوضاع الراهنة في المنطقة، أوضح الفايز أن منطقة الشرق الأوسط تعاني من صراعات وأزمات سياسية، كان آخرها العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزه والضفة الغربية المحتلة، وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني منذ نحو ثمانية عقود، وهو اليوم يرتكب جرائم الحرب، ويقوم بحرب إبادة ضد الفلسطينيين، ضاربا بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية والمعايير الإنسانية والأخلاقية كافة، مبينا في ذات الوقت أن إسرائيل ترفض الاستجابة للنداءات الدولية بوقف الحرب، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يتعرض إلى عملية تجويع وتطهير عرقي ممنهج.

وأشار إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني حذر باستمرار من تداعيات عدم التزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن جلالته أكد للجميع أن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال حل الدولتين والتزام اسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

وطالب المجتمع الدولي بدعم الجهود التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ومساعي جلالته المتواصلة من أجل إحلال السلام العادل في المنطقة، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية لقطاع غزة، إضافة إلى ضرورة دعم جهود جلالته الرامية إلى إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وبما يمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.

وأكد الفايز أهمية قيام مختلف المؤسسات البرلمانية الدولية بتحمل مسؤولياتها ودورها الأخلاقي والقانوني لحماية الشعب الفلسطيني، مثمنا مواقف فرنسا الداعمة للقضايا العربية العادلة ومواقفها الداعمة للأردن والمساندة لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه ‘حلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

بدوره، ثمن رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرارد لارشيه الدور الكبير الذي يقوم جلالة الملك عبدالله الثاني لإنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط وإحلال السلام فيها.

وأشار إلى عمق العلاقات الفرنسية الأردنية، مؤكدا أن الأردن يمثل محورا أساسيا للاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

وأشاد بدور الأردن تجاه توفير الحياة الكريمة للاجئين السوريين، مؤكدا أهمية مواصلة دعم الأردن ومساندته لتمكينه من مواصلة دوره الإنساني في رعاية اللاجئين وحفظ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي محاربة التطرف والإرهاب.

وبين أن مجلس الشيوخ الفرنسي سيوجه الشركات الفرنسية من أجل تعزيز الاستثمارات الفرنسية في الأردن، وزيادة أعداد السائحين الفرنسيين، مشيرا إلى أن بلاده معنية أيضا بزيادة هذه الاستثمارات، وخاصة في مجال تحلية المياه والقطاع السياحي وتدريب الأدلاء السياحيين في مجال رياضة تسلق الجبال والتنقيب عن الآثار.

التعليقات مغلقة.